وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وذكر مجيء البينات في أثناء هذا الخبر إشارة إلى طرق أخرى من الأدلة على تفرد الله بالإلهية تكررت قبل نزول هذه الآية . وكان تقديم المسند إليه وهو ضمير ( إني ) على الخبر الفعلي لتقوية الحكم نحو : هو يعطي الجزيل وكان تخصيص ذاته بهذا النهي دون تشريكهم في ذلك الغرض الذي تقدم مع العلم بأنهم منهيون عن ذلك وإلا فلا فائدة لهم في إبلاغ هذا القول فكان الرسول صلى اله عليه وسلم من حين نشأته لم يسجد لصنم قط وكان ذلك مصرفة من الله تعالى إياه عن ذلك إلهاما إلهيا إرهاصا لنبوءته .
و ( لما ) حرف أو ظرف على خلاف بينهم وأيا ما كان فهي كلمة تفيد اقتران مضمون جملتين تليانها تشبهان جملتي الشرط والجزاء ولذلك يدعونها ( لما ) التوقيتية وحصول ذلك في الزمن الماضي فقوله ( لما جاءني البينات من ربي ) توقيت لنهيه عن عبادة غير الله بوقت مجيء البينات أي بينات الوحي فيما مضى وهو يقتضي أن النهي لم يكن قبل وقت مجيء البينات .
والمقصود من إسناد المنهية إلى الرسول صلى اله عليه وسلم التعريض بنهي المشركين فإن الأمر بأن يقول ذلك لا قصد منه إلا التبليغ لهم وإلا فلا فائدة لهم في الأخبار بأن الرسول E منهي عن أن يعبد الذين يدعونه من دون الله يعني : فإذا كنت أنا منهيا عن ذلك فتأملوا في شأنكم واستعملوا أنظاركم فيه ليسوقهم إلى النظر في الأدلة سوقا لينا خفيا لاتباعه فيما نهى عنه كما جاء ذلك صريحا لا تعريضا في قول إبراهيم عليه السلام لأبيه ( يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا ) وبني الفعل للنائب لظهور أن الناهي هو الله تعالى بقرينة مقام التبليغ والرسالة .
ومعنى الدعاء في قوله ( الذين تدعون ) يجوز أن يكون على ظاهر الدعاء وهو القول الذي تسأل به حاجة ويجوز أن يكون بمعنى تعبدون كما تقدم في قوله تعالى ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) فيكون العدول عن أن يقول : أن اعبد الذين تعبدون تفننا .
و ( من ) في قوله ( من ربي ) ابتدائية وجعل المجرور ب ( من ) وصف ( رب ) مضافا إلى ضمير المتكلم دون أن يجعل مجرورها ضميرا يعود على اسم الجلالة إظهارا في مقام الإضمار على خلاف مقتضى الظاهر لتربية المهابة في نفوس المعرض بهم ليعلموا أن هذا النهي ومجيء البينات هو من جانب سيده وسيدهم فما يسعهم إلا أن يطيعوه ولذلك عززه بإضافة الرب إلى الجميع في قوله ( وأمرت أن أسلم لرب العالمين ) أي ربكم ورب غيركم فلا منصرف لكم عن طاعته .
والإسلام : الانقياد بالقول والعمل وفعله متعد وكثر حذف مفعوله فنزل منزلة اللازم فأصله : أسلم نفسه أو ذاته أو وجهه كما صرح به في نحو قوله تعالى ( فقل أسلمت وجهي لله ) ومن استعماله كاللازم قوله تعالى ( فقل أسلمت وجهي لله ) في سورة آل عمران وقوله تعالى ( إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ) في سورة البقرة وكذلك هو هنا .
( هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون [ 67 ] ) استئناف رابع بعد استئناف جملة ( هو الحي ) وما تفرع عليها وكلها ناشئ بعضه عن بغض . وهذا الامتنان بنعمة الإيجاد وهو نعمة لأن الموجود شرف والمعدوم لا عناية به .
وأدمج فيه الاستدلال على الإبداع .
وتقدم الكلام على أطوار خلق الإنسان في سورة الحج وتقدم الكلام على بعضه في سورة فاطر .
والطفل : اسم يصدق على الواحد والاثنين والجمع للمذكر والمؤنث قال تعالى ( أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ) وقد يطابق فيقال : طفل وطفلان وأطفال .
واللامات في قوله ( ثم لتبلغوا أشدكم ) وما عطف عليه ب ( ثم ) متعلقات بمحذوف تقديره : ثم يبقيكم أو ثم ينشئكم لتبلغوا أشدكم وهي لامات التعليل مستعملة في معنى " إلى " لأن الغاية المقدرة من الله تشبه العلة فيما يفضي إليها وتقدم نظيره في سورة الحج .
A E