وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتعريف الله بوصف الرب مضافا إلى ضمير المخاطبين لما في هذا الوصف وإضافته من الإيماء إلى وجوب امتثال أمره لأن من حق الربوبية امتثال ما يأمر به موصوفها لأن المربوب محقوق بالطاعة لربه ولهذا لم يعرج مع هذا الوصف على تذكير بنعمته ولا إشارة إلى كمالات ذاته .
وجملة ( إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم ) تعليل للأمر بادعاء تعليلا يفيد التحذير من إباية دعاء الله حين الإقبال على دعاء الأصنام كما قال تعالى ( ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا ) وكان المشركون لا يضرعون إلى الله إلا إذا لم يتوسموا استجابة شركائهم كما قال تعالى ( فلما نجاكم إلى البر أعرضتم ) . ومعنى التعليل للأمر بالدعاء بهذا التحذير : أن الله لا يحب لعباده ما يفضي بهم إلى العذاب قال تعالى ( ولا يرضى لعباده الكفر ) ففي الآية دليل على طلب الله من عباده أن يدعوه في حاجاتهم . ومشروعية الدعاء لا خلاف فيها بين المسلمين وإنما الخلاف في أنه ينفع في رد القدر أو لا وهو خلاف بيننا وبين المعتزلة . وليس في الآية حجة عليهم لأنهم تأولوا معنى ( أستجب لكم ) وتقدم قوله تعالى ( وإذا سألك عني فإني قريب ) الآية في سورة البقرة وفي الإتيان بالموصول إيماء إلى التعليل .
و ( داخرين ) حال من ضمير ( سيدخلون ) أي أذلة دخر كمنع وفرح : صغر وذل وتقدم قوله ( سجدا لله وهم داخرون ) في سورة النحل .
وقرأ الجمهور ( سيدخلون ) بفتح التحتية وضم الخاء . وقرأه أبو جعفر ورويس عن يعقوب بضم التحتية وفتح الخاء على البناء للنائب أي سيدخلهم ملائكة العذاب جهنم .
( الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون [ 61 ] ) يجوز أن يكون اسم الجلالة بدلا من ( ربكم ) في ( وقال ربكم ) اتبع ( ربكم ) بالاسم العلم ليقضى بذلك حقان : حق استحقاقه أن يطاع بمقتضى الربوبية والعبودية وحق استحقاقه الطاعة لصفات كماله التي يجمعها اسم الذات . ولذلك لم يؤت مع وصف الرب المتقدم بشيء من ذكر نعمه وإفضاله ثم وصف الاسم بالموصول وصلته إشارة إلى بعض صفاته وإيماء إلى وجه الأمر بعبادته وتكون الجملة استئنافا بيانيا ناشئا عن تقوية الأمر بدعائه .
ويجوز أن يكون اسم الجلالة مبتدأ والموصول صفة له ويكون الخبر قوله ( ذلكم الله ربكم ) ويكون جملة ( إن الله لذو فضل ) معترضة أو أن يكون اسم الجلالة مبتدأ والموصول خبرا .
واعتبار الجملة مستأنفة أحسن من اعتبار اسم الجلالة بدلا لأنه انسب بالتوقيف على سوء شكرهم وبمقام تعداد الدلائل وأسعد بقوله ( الله الذي جعل لكم الأرض قرارا ) فتكون الجملة واقعة موقع التعليل لجملة ( إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) أي تسببوا لأنفسهم بذلك العقاب لأنهم كفروا نعمة الله إذ جعل لهم الليل والنهار .
وعلى هذه الاعتبارات كلها فقد سجلت هذه الآية على الناس تقسيمهم إلى : شاكر نعمة وكفورها كما سجلت عليهم الآية السابقة تقسيمهم إلى : مؤمن بوحدانية الله وكافر بها .
وهذه الآية للتذكير بنعمة الله تعالى على الخلق كما اقتضاه لام التعليل في قوله ( لكم ) واقتضاه التذييل بقوله ( إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ) .
وأدمج في التذكير بالنعمة استدلال على انفراده تعالى بالتصرف بالخلق والتدبير الذي هو ملازم حقيقة الإلهية .
A E