وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والهدى الذي أوتيه موسى هو ما أوحي إليه من المر بالدعوة إلى الدين الحق أي الرسالة وما أنزل إليه من الشريعة وهي المراد بالكتاب أي التوراة وهو الذي أورثه الله بني إسرائيل أي أخذوه منه في حياته وأبقاه الله لهم بعد وفاته فإطلاق الإيراث استعارة . وفي ذلك إيذان بأن الكتاب من جملة الهدى الذي أوتيه موسى قال تعالى ( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ) ففي الكلام إيجاز حذف تقديره : ولقد آتينا موسى الهدى والكتاب وأورثنا بني إسرائيل الكتاب فإن موسى أتي من الهدى ما لم يرثه بنو إسرائيل وهو الرسالة وأوتي من الهدى ما أورثه بنو إسرائيل وهو الشريعة التي في التوراة .
و ( هدى وذكرى ) حالان من ( الكتاب ) أي هدى لبني إسرائيل وذكرى لهم ففيه علم ما لم يعلمه المتعلمون وفيه ذكرى لما علمه أهل العلم منهم وتشمل الذكرى استنباط الأحكام من نصوص الكتاب وهو الذي يختص بالعلماء منهم من أنبيائهم وقضاتهم وأحبارهم فيكون ( لألي الألباب ) متعلقا ب ( ذكرى ) .
وأولو الألباب : أولو العقول الراجحة القادرة على الاستنباط .
( فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار [ 55 ] ) تفريع على قوله ( إنا لننصر رسلنا ) أي فاعلم أنا ناصروك والذين آمنوا واصبر على ما تلاقيه من قومك ولا تهن .
وجملة ( إن وعد الله حق ) تعليل للأمر بالصبر .
و ( إن ) للاهتمام بالخبر وهي في مثل هذا المقام تغني غناء فاء التعليل فكأنه قيل : فوعد الله حق ويفاد بأن التأكيد الذي هو للاهتمام والتحقيق .
هو وعد رسوله بالنصر في الآية السابقة وفي غير ما آية .
والمعنى لا تستبطئ النصر فإنه واقع وذلك ما نصر به النبي A في أيامه على المشركين يوم بدر ويوم الفتح ويوم حنين وفي أيام الغزوات الأخرى . وما عرض من الهزيمة يوم أحد كان امتحانا وتنبيها على سوء مغبة عدم الحفاظ على وصية الرسول A أن لا يبرحوا من مكانهم ثم كانت العاقبة للمؤمنين .
وعطف على الأمر بالصبر الأمر بالاستغفار والتسبيح فكانا داخلين في سياق التفريع على الوعد بالنصر رمز إلى تحقيق الوعد لأنه أمر عقبه بما هو من آثار الشكر كناية عن كون نعمة النصر حاصلة لا محالة وهذه كناية رمزية .
والأمر بالاستغفار أمر بأن يطلب من الله تعالى المغفرة التي اقتضتها النبوءة أي اسأل الله دوام العصمة لتدوم المغفرة وهذا مقام التخلية عن الأكدار النفسية وفيه تعريض بان أمته مطلوبون بذلك بالأحرى كقوله ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ) وأيضا فالنبي A مأمور بالاستغفار تعبدا وتأدبا .
وأمر بتسبيح الله تعالى وتنزيهه بالعشي والإبكار أي الأوقات كلها فاقتصر على طرفي أوقات العمل .
A E والعشي : آخر النهار إلى ابتداء ظلمة الليل ولذلك سمي طعام الليل عشاء وسميت الصلاة الأخير بالليل عشاء . والإبكار : اسم لبكرة النهار كالإصباح اسم للصباح والبكرة أول النهار وتقدمت في قوله ( أن سبحوا بكرة وعشيا ) في سورة مريم . وتقدم العشي في قوله ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ) في سورة الأنعام . وهذا مقام التحلي بالكمالات النفسية وبذلك يتم الشكر ظاهرا وباطنا . وجعل الأمران معطوفين على الأمر بالصبر لأن الصبر هنا لانتظار النصر الموعود ولذلك لم يؤمر بالصبر لما حصل النصر في قوله ( إذا جاء نصر اله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره ) فإن ذلك مقام محض الشكر دون الصبر