وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والواو في قوله ( أو لم تك تأتيكم رسلكم ) لم يعرج المفسرون على موقعها . وهي واو العطف عطف بها ( خزنة جهنم ) كلامهم على كلام الذين في النار من قبيل طريقة عطف المتكلم كلاما على كلام صدر من المخاطب إيماء إلى أن حقه أن يكون من بقية كلامه وأن لا يغفله وهو ما يلقب بعطف التلقين كقوله تعالى ( قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي ) فإن أهل النار إذا تذكروا ذلك عملوا وجاهة تنصل خزنة جهنم من الشفاعة لهم وتفريغ ( فادعوا ) على ذلك ظاهر على كلا التقديرين .
وهمزة الاستفهام مقدمة من التأخير على التقديرين لوجوب صدارتها .
وجملة ( وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ) يجوز أن تكون من كلام خزنة جهنم تذييلا لكلامهم يبين أن قولهم " فادعوا " مستعمل في التنبيه على الخطأ أي دعاؤكم لم ينفعكم لأن دعاء الكافرين في ضلال والواو اعتراضية ويجوز أن تكون من كلام الله تعالى تذييلا واعتراضا .
والبينات : الحجج الواضحة والدعوات الصريحة إلى اتباع الهدى . فلم يسعهم إلا الاعتراف بمجيء السل إليهم بالبينات فقالوا : بلى فرد عليهم خزنة جهنم بالتنصل من أن يدعوا الله بذلك إلى إيكال أمرهم إلى أنفسهم بقواهم ( فادعوا ) تفريعا على اعترافهم بمجيء الرسل إليهم بالبينات .
ومعنى تفريعه عليه هو أنه مفرع عليه باعتبار معناه الكنائي الذي هو التنصل من أن يدعوا لهم أي كما توليتم الأعراض عن الرسل استبداد بآرائهم فتولوا اليوم أمر أنفسكم فادعوا أنتم فإن " من تولى قرها يتولى حرها " فالأمر في قوله ( فادعوا ) مستعمل في الإباحة أو في التسوية وفيه تنبيه على خطأ السائلين في سؤالهم .
وزيادة فعل الكون في ( أو لم تك تأتيكم ) للدلالة على أن مجيء الرسل إلى الأمم أمر متقرر محقق لما يدل عليه فعل الكون من الوجود بمعنى التحقق وأما الدلالة على أن فعل الإتيان كان في الزمن الماضي فهو مستفاد من ( لم ) النافية في الماضي .
والضلال : الضياع وأصله : خطأ الطريق كما في قوله تعالى ( أإذا ضللنا في الأرض إنا لفي خلق جديد ) .
والمعنى : أن دعاءهم لا ينفعهم ولا يقبل منهم وسواء كان قوله ( وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ) من كلام الملائكة أو من كلام الله تعالى فهو مقتض عموم دعائهم لأن المصدر المضاف من صيغ العموم الذوات يستلزم عموم الأزمنة والأمكنة .
A E وأما ما يوهم استجابة دعاء الكافرين نحو قوله تعالى ( قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجيتنا من هذه لنكون من الشاكرين قل الله ينجيكم منها ) وقوله ( دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجبتنا من هذه لنكون من الشاكرين فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق ) فظاهر أن هذه لا تدل على استجابة كرامة ولكنها لتسجيل كفرهم ونكرانهم وقد يتوهم في بعض الأحوال أن يدعو الكافر فيقطع ما طلبه وإنما ذلك لمصادفة دعائه وقت إجابة دعاء غيره من الصالحين وكيف يستجاب دعاء الكافر وقد جاء عن النبي A استبعاد استجابة دعاء المؤمن الذي يأكل الحرام ويلبس الحرام في حديث مسلم عن أبي هريرة " ذكر رسول الله رجلا يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له " . ولهذا لم يقل الله : فلما استجاب دعاءهم وإنما قال : فلما نجاهم أي لأنه قدر نجاتهم من قبل أن يدعوا أو لأن دعاءهم صادف دعاء بعض المؤمنين .
( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد [ 51 ] يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار [ 52 ] )