وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فكلمة ( بين ) هنا مستعملة في معناها الحقيقي وهو المكان المتوسط أي وقع حكمه وقضاؤه في مجمعهم الذي حضره من حكم عليه ومن حكم له ومن لم يتعرض للحكومة لأنه من أهل الكرامة بالجنة فليست كلمة ( بين ) هنا بمنزلة ( بين ) في قوله تعالى ( فاحكم بينهم بما أنزل الله ) فإنها في ذلك مستعملة مجازا في التفرقة بين المحق والمبطل .
وفي هذه الآية عبرة لزعماء الأمم وقادتهم أن يحذروا الارتماء بأنفسهم في مهاوي الخسران فيوقعوا المقتدين بهم في تلك المهاوي فإن كان إقدامهم ومغامرتهم بأنفسهم وأممهم على علم بعواقب ذلك كانوا أحرياء بالمذمة والخزي في الدنيا ومضاعفة العذاب في الآخرة إذ ما كان لهم أن يغروا بأقوام وكلوا أمورهم بقادتهم عن حسن ظن فيهم أن يخونوا أمانتهم فيهم كما قال تعالى ( وليحملن جهل بعواقب قصورهم وتقصيرهم فإنهم ملومون على عدم التوثيق من كفاءتهم لتدبير الأمة فيخبطوا بها خبط عشواء حتى يزلوا بها فيهووا بها من شواهق بعيدة فيصيروا رميما ويلقوا في الآخرة جحيما .
( وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب [ 49 ] قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال [ 50 ] ) لما لم يجدوا مساغا للتخفيف من العذاب في جانب كبرائهم وتنصل كبراؤهم من ذلك أو اعترفوا بغلطهم وتوريطهم قومهم وأنفسهم تمالأ الجميع على محاولة طلب تخفيف العذاب بدعوة من خزنة جهنم فلذلك أسند القول إلى الذين في النار أي جميعهم من الضعفاء والذين استكبروا .
وخزنة : جمع خازن وهو الحافظ لما في المكان من مال أو عروض . و ( خزنة جهنم ) هم الملائكة الموكلون بما تحويه من النار ووقودها والمعذبين فيها وموكلون بتسيير ما تحتوي عليه دار العذاب وأهلها ولذلك يقال لهم : خزنة النار لأن الخزن لا يتعلق بالنار بل بما يحويها فليس قوله هنا ( جهنم ) إظهارا في مقام الإضمار إذ لا يحسن إضافة خزنة إلى النار ولو تقدم لفظ ( جهنم ) لقال : لخزنتها كما في قوله في سورة الملك ( وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير ) إلى قوله ( سألهم خزنتها ) فإن الضمير ل ( جهنم ) لا ل ( النار ) .
وفي الكشاف أنه من الإظهار في مقام الإضمار للتهويل بلفظ ( جهنم ) والمسلك الذي سلكناه أوضح .
وفي إضافة ( رب ) إلى ضمير المخاطبين ضرب من الإغراء بالدعاء أي لأنكم أقرب إلى استجابته لكم .
ولما ظنوهم أرجى للاستجابة سألوا التخفيف يوما من أزمنة العذاب وهو أنفع لهم من تخفيف قوة النار الذي سألوه من مستكبريهم .
A E وجزم ( يخفف ) بعد الأمر بالدعاء ولعله بتقدير لام الأمر لكثرة الاستعمال ومن أهل العربية من يجعله جزما في جواب الطلب لتحقيق التسبب . فيكون فيه إيذان بأن الذين في النار واثقون بأن خزنة جهنم إذا دعوا الله استجاب لهم . وهذا الجزم شائع بعد الأمر بالقول وما في معناه لهذه النكتة وحقه الرفع أو إظهار لام الأمر . وتقدم الكلام عليه عند قوله تعالى ( قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة ) في سورة إبراهيم .
وضمن ( يخفف ) معنى ينقص فنصب ( يوما ) أو هو على تقدير مضاف أي عذاب يوم أي مقدار يوم وانتصب ( يوما ) على المفعول به ل ( يخفف ) .
واليوم كناية عن القلة أي يخفف عنا ولو زمنا قليلا .
و ( من العذاب ) بيان ل ( يوما ) لأنه أريد به المقدار فاحتاج إلى البيان على نحو التمييز . ويجوز تعلقه ب ( يخفف ) .
واليوم كناية عن القلة أي يخفف عنا ولو زمنا قليلا .
و ( من العذاب ) بيان ل ( يوما ) لأنه أريد به المقدار فاحتاج إلى البيان على نحو التميز . ويجوز تعلقه ب ( يخفف ) .
وجواب خزنة جهنم لهم بطريق الاستفهام التقريري المراد به : إظهار سوء صنيعهم بأنفسهم إذ لم يتبعوا الرسل حتى وقعوا في هذا العذاب وتنديمهم على ما أضاعوه في حياتهم الدنيا من وسائل النجاة من العقاب . وهو كلام جامع يتضمن التوبيخ والتنديم والتحسير وبيان سبب تجنب الدعاء لهم وتذكيرهم بأن الرسل كانت تحذرهم من الخلود في العذاب