وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والضعفاء : عامة الناس الذين لا تصرف لهم في أمور الأمة . والذين استكبروا : سادة القوم أي الذين تكبروا كبرا شديدا فالسين والتاء فيه للمبالغة .
وقول الضعفاء للكبراء هذا الكلام يحتمل أنه على حقيقته فهو ناشئ عما اعتادوه من اللجإ إليهم في مهمهم حين كانوا في الدنيا فخالوا أنهم يتولون تدبير أمورهم في ذلك المكان ولهذا أجاب الذين استكبروا بما يفيد أنهم اليوم سواء في العجز وعدم الحيلة فقالوا ( إنا كل فيها ) أي لو أغنينا عنكم لأغنينا عن أنفسنا .
وتقديم قولهم ( إنا كنا لكم تبعا ) على طلب التخفيف عنهم من النار مقدمة للطلب لقصد توجيهه وتعليله وتذكيرهم بالولاء الذي بينهم في الدنيا يلهمهم الله هذا القول لافتضاح عجز المستكبرين أن ينفعوا أتباعهم تحقيرا لهم جزاء على تعاظمهم الذي كانوا يتعاظمون به في الدنيا .
ويحتمل أن قول الضعفاء ليس مستعملا في حقيقة الحث على التخفيف عنهم ولكنه مستعمل في التوبيخ أي كنتم تدعوننا إلى دين الشرك فكانت عاقبة ذلك أن صرنا في هذا العذاب فهل تستطيعون الدفع عنا .
وتأكيدا ( إنا كنا لكم تبعا ) ب ( إن ) للاهتمام بالخبر وليس لرد إنكار .
والتبع : اسم لمن يتبع غيره يستوي فيه الواحد والجمع وهو مثل خدم وحشم لأن أصله مصدر فلذلك استوى فيه الواحد والجمع وقيل التبع : جمع لا يجري على الواحد فهو إذن من الجموع النادرة .
والاستفهام في قوله ( فهل أنتم مغنون ) مستعمل في الحث واللوم على خذلانهم وترك الاهتمام بما هم فيه من عذاب .
وجيء بالجملة الاسمية الدالة على الثبات أي هل من شأنكم أنكم مغنون عنا .
و ( مغنو ) اسم فاعل من أغنى غناء بفتح الغين والمد أي فائدة وإجزاء .
والنصيب : الحظ والحصة من الشيء قال تعالى ( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون ) إلى قوله ( نصيبا مفروضا ) .
وقد ضمن ( مغنون ) معنى دافعون ورادون فلذلك عدي إلى مفعول وهو ( نصيبا ) أي جزاءا من حر النار غير محدد المقدار من قوتها و ( من النار ) بيان ل ( نصيبا ) كقوله تعالى ( فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء ) فهم قانعون بكل ما يخفف عنهم من شدة حر النار وغير طامعين في الخروج منها . ويجوز أن يكون ( مغنون ) على معناه دون تضمين ويكون ( نصيبا ) منصوبا على المفعول المطلق لمغنون والتقدير غناء نصيبا أي غناء ما ولو قليلا . و ( من النار ) متعلقا ب ( مغنون ) كقوله تعالى ( وما أغني عنكم من الله من شيء ) .
A E ويجوز أن يكون النصيب الجزء من أزمنة العذاب فيكون على حذف مضاف تقديره : من مدة النار .
ولما كان جواب الذين استكبروا للذين استضعفوا جاريا في مجرى المحاورة جرد فعل ( قال ) من حرف العطف على طريقة المحاورة كما تقدم غير مرة .
ومعنى قولهم ( إنا كل فيها ) نحن وأنتم مستوون في الكون في النار فكيف تطمعون أن ندفع عنكم شيئا من العذاب .
وعلى وجه أن يكون قول الضعفاء ( إنا كنا لكم تبعا ) إلى آخره توبيخا ولوما لزعمائهم يكون قول الزعماء ( إنا كل فيها ) اعترافا بالغلط أي دعوا لومنا وتوبيخنا فقد كفانا أنا معكم في النار . وتأكيد الكلام ب ( إن ) للاهتمام بتحقيقه أو لتنزيل من طالبوهم بالغناء عنهم من عذاب النار مع مشاهدتهم أنهم في العذاب مثلهم منزلة من يحسبهم غير واقعين في النار وفي هذا التنزيل ضرب من التوبيخ يقولون : ألستم تروننا في النار مثلكم فكيف نغني عنكم .
و ( كل ) مرفوع بالابتداء وخبره ( فيها ) والجملة من المبتدأ وخبره خبر " إن " وتنوين عوض عن المضاف إليه إذ التقدير : إنا كلنا في النار .
وجملة ( إن الله حكم بين العباد ) تتنزل منزلة بدل الاشتمال من جملة ( إنا كل فيها ) فكلتا الجملتين جواب لهم مؤيس من حصول التخفيف عنهم .
والمعنى : نحن مستوون في العذاب وهو حكم الله فلا مطمع في التقصي من حكمه فقد جوزي كل فريق بما يستحق .
وما في هذه الجملة الثانية من عموم تعلق فعل الحكم بين العباد ما يجعل هذا البدل بمنزلة التذييل أي أن الله حكم بين العباد كلهم بجزاء أعمالهم فكان قسطنا من الحكم هذا العذاب