وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أعاد نداءهم وعطفت حكايته بواو العطف للإشارة إلى أن نداءه اشتمل على ما يقتضي في لغتهم أن الكلام قد تخطي من غرض إلى غرض وأنه سيطرق ما يغاير أول كلامه مغايرة ما تشبه مغايرة المتعاطفين في لغة العرب وأنه سيرتقى باستدراجهم في درج الاستدلال إلى المقصود بعد المقدمات فانتقل هنا إلى أن أنكر عليهم شيئا جرى منهم نحوه وهو أنهم أعقبوا موعظته إياهم بدعوته للإقلاع عن ذلك وأن يتمسك بدينهم وهذا شيء مطوي في خلال القصة دلت عليه حكاية إنكاره عليم وهو كلام آيس من إستجابتهم لقوله فيه ( فستذكرون ما أقول لكم ) ومتوقع أذاهم لقوله ( وأفوض أمري إلى الله ) ولقوله تعالى آخر القصة ( فوقاه الله سيئات ما مكروا ) . فصرح هنا وبين بأنه لم يزل يدعوهم إلى اتباع ما جاء به موسى وفي اتباعه النجاة من عذاب الآخرة فهو يدعوهم إلى النجاة حقيقة وليس إطلاق النجاة على ما يدعوهم إليه بمجاز مرسل بل يدعوهم إلى حقيقة النجاة بوسائط .
والاستفهام في ( ما لي أدعوكم إلى النجاة ) استفهام تعجبي باعتبار تقييده بجملة الحال وهي ( وتدعونني إلى النار ) فجملة ( وتدعوني إلى النار ) في موضع الحال بتقدير مبتدأ أي وأنتم تدعونني إلى النار وليست بعطف لأن أصل استعمال : ما لي أفعل وما لي لا أفعل ونحوه أن يكون استفهاما عن عل أو حال ثبت للمجرور باللام " وهي لام الاختصاص " ومعنى لام الاختصاص يكسب مدخولها حالة خفيا سببها الذي علق بمدخول اللام نحو قوله تعالى ( ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض ) ( ما لي لا أرى الهدهد ) وقولك لمن يستوقفك : ما لك ؟ فتكون الجملة التي بعد اسم الاستفهام وخبره جملة فعلية .
وتركيب : ما لي ونحوه هو كتركيب : هل لك ونحوه في قوله تعالى ( فقل هل لك إلى أن تزكى ) وقول كعب بن زهير : .
ألا بلغا عني بجيرا رسالة ... فهل لك فيما ويحك هل لك A E فإذا قامت القرينة على انتفاء إرادة الاستفهام الحقيقي انصرف ذلك إلى التعجب من الحالة أو إلى الإنكار أو نحو ذلك . فالمعنى هنا على التعجب يعني أنه يعجب من دعوتهم إياه لدينهم مع ما رأوا من حرصه على نصحهم ودعوتهم إلى النجاة وما أتاهم به من الدلائل على صحة دعوته وبطلان دعوتهم .
وجملة ( تدعونني لأكفر بالله ) بيان لجملة ( وتدعونني إلى النار ) لأن الدعوة إلى النار أمر مجمل مستغرب فبينه ببيان أنهم يدعونه إلى التلبس بالأسباب الموجبة عذاب النار . والمعنى : تدعونني للكفر بالله وإشراك ما لا أعلم مع الله في الإلهية .
ومعنى ( ما ليس لي به علم ) ما ليس لي بصحته أو بوجوده علم والكلام كناية عن كونه بعلم أنها ليست آلهة بطريق الكناية بنفي اللازم عن نفي الملزوم .
وعطف عليه ( وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار ) فكان بيانا لمجمل جملة ( أدعوكم إلى النجاة ) . وإبراز ضمير المتكلم في قوله ( وأنا أدعوكم ) لإفادة تقوي الخبر بتقديم المسند إليه على خبره الفعلي .
وفعل الدعوة إذا ربط بمتعلق غير مفعوله يعدى تارة باللام وهو الأكثر في الكلام ويعدى بحرف ( إلى ) وهو الأكثر في القرآن لما يشتمل عليه من الاعتبارات ولذلك علق به معمول في هذه الآية أربع مرات ب ( إلى ) ومرة باللام مع ما في ربط فعل الدعوة بمتعلقة الذي هو من المعنويات من مناسبة لام التعليل مثل ( تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ) وربطه بما هو ذات بحرف " إلى " في قوله ( أدعوكم إلى النجاة ) فأن النجاة هي نجاة من النار فهي نجاة من أمر محسوس وقوله ( تدعونني إلى النار ) وقوله ( وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار لا جرم أن ما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ) الخ لأن حرف ( إلى ) دال على الانتهاء لأن الذي يدعو أحدا إلى شيء إنما يدعوه إلى أن ينتهي إليه فالدعاء إلى الله الدعاء إلى توحيده بالربوبية فشبه بشيء محسوس تشبيه المعقول بالمحسوس وشبه اعتقاده صحته بالوصول إلى الشيء المسعي إليه وشبهت استعارة مكنية وتخييلة وتبعية وفي ( العزيز الغفار ) استعارة مكنية وفي ( أدعوكم ) استعارة تبعية وتخييلية