وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفعل ( كبر ) هنا ملحق بأفعال الذم مثل : ساء لأن وزن فعل بضم العين يجيء بمعنى : نعم وبئس ولو كانت ضمة عينه أصيلة وبهذا تفظيع بالصراحة بعد أن استفيد من صلة الموصول أن جدالهم هو سبب إضلالهم ذلك الإضلال المكين فحصل بهذا الاستئناف تقرير فظاعة جدالهم بطريقي الكناية والتصريح .
واكبر : مستعار للشدة أي مقت جدالهم مقتا شديدا .
والمقت : شدة البغض وهو كناية عن شدة العقاب على ذلك من الله . وكونه مقتا عند الله تشنيع له وتفظيع .
A E أما عطف ( وعند الذين آمنوا ) فلم أر في التفاسير الكثيرة التي بين يدي من عرج على فائدة عطف ( وعند الذين آمنوا ) ما عدا المهائمي في تبصرة الرحمان إذ قال ( كبر مقتا عند الله ) وهو موجب للإضلال ويدل على أنه كبر مقتا أنه عند الذين آمنوا وهم المظاهر التي يظهر فيها ظهور الحق اه . وكلمة المهائمي كلمة حسنة يعني أن كونه مقتا عند الله لا يحصل في علم الناس إلا بالخبر فزيد الخبر تأييدا بالمشاهدة فإن الذين آمنوا على قلتهم يومئذ يظهر بينهم بغض مجادلة المشركين وعندي : أن أظهر من هذا أن الله أراد التنويه بالمؤمنين ولم يرد إقناع المشركين فإنهم لا يعبأون ببغض المؤمنين ولا يصدقون ببغض الله إياهم فالمقصود الثناء على المؤمنين بأنهم يكرهون الباطل كما قال ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) مع الإشارة إلى تبجيل مكانتهم بأن ضمت عنديتهم إلى عندية الله تعالى على نحو قوله تعالى ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم ) وقوله ( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ) وقوله ( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين ) ونحو قول النبي A لما ذكر حديث كلام الذئب فتعجب بعض من حضر فقال " آمنت بذلك وأبو بكر " ولم يكن أبو بكر في المجلس .
وفي إسناد كراهية الجدال في آيات الله بغير سلطان للمؤمنين تلقين للمؤمنين بالإعراض عن مجادلة المشركين على نحو ما في قوله تعالى ( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه ) وقوله ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) وقوله ( وإذا مروا باللغو مروا كراما ) .
والقول في ( كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار ) كالقول في ( كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب ) .
والطبع : الختم وتقدم في قوله تعالى ( ختم الله على قلوبهم ) في سورة البقرة .
والختم والطبع والأكنة : خلق الضلالة في القلب أي النفس .
والمتكبر : ذو الكبر المبالغ فيه ولذلك استعيرت صيغة التكلف .
والجبار : مثال مبالغة من الجبر وهو الإكراه فالجبار : الذي يكره الناس على ما لا يحبون عمله لظلمه .
وقرأ الجمهور ( على كل قلب متكبر ) بإضافة " قلب " إلى " المتكبر " . وقرأ أبو عمر وحده وابن ذكوان عن عامر بتنوين " قلب " على أن يكون " متكبر " و " جبار " صفتين ل ( قلب ) ووصف القلب بالتكبر والجبر مجاز عقلي . والمقصود وصف صاحبه كقوله تعالى ( فإنه آثم قلبه ) لأنه سبب الإثم كما يقال : رأت عيني وسمعت أذني .
( وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب [ 36 ] أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا ) هذه مقالة أخرى لفرعون في مجلس آخر غير المجلس الذي حاجه فيه موسى ولذلك عطف قوله بالواو كما أشرنا إليه فيما عطف من الأقوال السابقة آنفا وكما أشرن إليه في سورة القصص وتقدم الكلام هنالك مستوفي على نظيره معنى هذه الآية على حسب ظاهرها وتقدم ذكر ( هامان ) والصرح هنالك