وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

جرى أكثر المفسرين على أن هذه الجمل حكاية لبقية كلام المؤمن وبعضهم جعل بعضها من حكاية كلام المؤمن وبعضها كلاما من الله تعالى وذلك من تجويز أن يكون قوله ( الذين يجادلون ) الخ بدلا أو مبتدأ وسكت بعضهم عن ذلك مقتصرا على بيان المعنى دون تصد لبيان اتصالها بما قبلها .
A E والذي يظهر أن قوله ( كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب ) إلى قوله ( جبار ) كله من كلام الله تعالى معترض بين كلام المؤمن وكلام فرعون فإن هذا من المعاني الإسلامية قصد منه العبرة بحال المكذبين بموسى تعريضا بمشركي قريش أي كضلال قوم فرعون يضل الله من هو مسرف مرتاب أمثالكم فكذلك يكون جزاؤكم ويؤيد هذا الوجه قوله في آخرها ( وعند الذين آمنوا ) فإن مؤمن آل فرعون لم يكن معه مؤمن موسى وهارون غيره وهذا من باب تذكر الشيء بضده . ومم يزيد يقينا بهذا أن وصف ( الذين يجادلون في آيات الله ) تكرر أربع مرات من أول السورة ثم كان هنا وسطا في قوله ( إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه ) ثم كان خاتمة في قوله ( ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون .
والإشارة في قوله كذلك ( إلى الضلال المأخوذ من قوله ( يضل الله ) أي مثل ذلك الضلال يضل الله المسرفين المرتابين أي أن ضلال المشركين في تكذيبهم محمدا A مثل ضلال قوم فرعون في تكذيبهم موسى عليه السلام .
والخطاب بالكاف المقترنة باسم الإشارة خطاب للمسلمين .
والمسرف : المفرط في فعل لا خير فيه . والمرتاب : شديد الريب أي الشك .
وإسناد الإضلال إلى الله كإسناد نفي الهداية إليه في قوله ( إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب ) وتقدم آنفا .
وقوله ( الذين يجادلون في آيات الله ) يجوز أن يكون مبتدأ خبره ( كبر مقتا ) ويجوز أن يكون بدلا من " من " في قوله ( من هو مسرف مرتاب ) فبين أن ما صدق ( من ) جماعة لا واحد فروعي في ( من هو مسرف مرتاب ) لفظ " من " فأخبر عنه بالإفراد وروعي في البدل معنى ( من ) فأبدل منه موصول الجمع . وصلة ( الذين ) عرف بها المشركين قال تعالى ( إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا ) وقال في هذه السورة ( ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد ) .
واختيار المضارع في ( يجادلون ) لإفادة تجدد مجادلتهم وتكررها وأنهم لا ينفكون عنها . وهذا صريح في ذمهم وكناية عن ذم جدالهم الذي أوجب ضلالهم .
وفي الموصلية إيماء إلى علة إضلالهم أي سبب خلق الضلال في قلوبهم الإسراف بالباطل تكرر مجادلتهم قصدا للباطل .
والمجادلة تكرير الاحتجاج لإثبات مطلوب المجادل وإبطال مطلوب من يخالفه قال تعالى ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) فمن المجادلة في آيات الله المحاجة لإبطال دلالتها ومنها المكابرة فيها كما قالوا ( قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب ) ومنها قطع الاستماع لها كما قال عبد الله بن أبي بن سلول في وقت صراحة كفره للنبي A وقد جاء النبي A مجلسا فيه ابن سلول فقرأ عليهم القرآن فقال عبد الله بن سلول لا أحسن مما تقول أيها المرء ولا تغشنا به في مجلسنا واجلس في رحلك فمن جاءك فاقرأ عليه .
و ( بغير سلطان ) متعلق ب ( يجادلون ) والباء للاستعانة والسلطان : الحجة . والمعنى : أنهم يجادلون بما ليس بحجة ولكن باللجاج والاستهزاء .
و ( أتاهم ) صفة ل ( سلطان ) . والإتيان مستعار للظهور والحصول .
وحصول الحجة هو اعتقادها ولوحها في العقل أي يجادلون جدلا ليس مما تثيره العقول والنظر الفكري ولكنه تمويه وإسكات .
وجملة ( كبر مقتا عند الله ) خبر ( إن ) من باب الإخبار بالإنشاء وهي إنشاء ذم جدالهم المقصود منه كم فم الحق أي كبر جدالهم مقتا عند الله ففاعل ( كبر ) ضمير الجدال المأخوذ من ( يجادلون ) على طريقة قوله ( اعدلوا هو أقرب للتقوى ) .
و ( مقتا ) تمييز للكبر وهو تمييز نسبة محلول عن الفاعل والتقدير : كبر مقت جدالهم