وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

A E والمراد بالقوة القوة المعنوية وهي كثرة الأمة ووفرة وسائل الاستغناء عن الغير كما قال تعالى ( فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد من قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة ) .
وجملة ( كانوا هم أشد منهم ) الخ مستأنفة استئنافا بيانيا لتفصيل الإجمال الذي في قوله ( كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم ) لأن العبرة بالتفريع بعدها بقوله ( فأخذهم الله بذنوبهم ) .
وقرأ الجمهور ( منهم ) بضمير الغائب وقرأه ابن عامر ( منكم ) بضمير خطاب الجماعة وكذلك رسمت في مصحف الشام وهذه الرواية جارية على طريقة الالتفاف .
والآثار : جمع أثر وهو الشيء أو شكل يرسمه فعل شيء آخر مثل أثر الماشي في الرمل قال تعالى ( فقبضت قبضة من أثر الرسول ) ومثل العشب إثر المطر في قوله تعالى ( فانظر إلى أثر رحمة الله كيف يحيى الأرض بعد موتها ) ويستعار الأثر لما يقع بعد شيء كقوله تعالى ( فلعلك باخع نفسك على آثارهم ) .
والمراد بالأرض : أرض أمتهم .
والفاء في ( فأخذهم الله ) لتفريغ الأخذ على كونهم أشد قوة من قريش لأن القوة أريد بها هنا الكناية عن الإباء من الحق والنفور من الدعوة فالتقدير : فأعرضوا أو كفروا فأخذهم الله .
والآخذ : الاستئصال الإهلاك كني عن العقاب بالأخذ أو استعمل الأخذ مجازا في العقاب .
والذنوب : جمع ذنب وهو المعصية والمراد بها الإشراك وتكذيب الرسل وذلك يستتبع ذنوبا جمة وسيأتي تفسيرها بقوله ( ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات ) .
ومعنى ( وما كان لهم من الله من واق ) ما كان لهم من عقابه وقدرته عليهم فالواقي : هو المدافع الناصر .
و ( من ) الأولى متعلقة ب ( واق ) وقدم الجار والمجرور للاهتمام بالمجرور و ( من ) الثانية زائدة لتأكيد النفي بحرف ( ما ) وذلك إشارة إلى المذكور وهو أخذ الله إياهم بذنوبهم .
والباء للسببية أي ذلك الأخذ بسبب أنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا بهم وفي هذا تفصيل للأجمال الذي في قوله ( فأخذهم الله بذنوبهم ) . والجملة بعد ( أن ) المفتوحة في تأويل مصدر . فالتقدير : ذلك بسبب تحقق مجيء الرسل في قوله ( رسلهم ) من مقابلة الجمع بالجمع فالمعنى : أن كل أمة منهم أتاها رسول . ولم يؤت بالمضارع في قوله ( فكفروا ) لأن كفر أولئك الأمم واحد وهو الإشراك وتكذيب الرسل .
وكرر قوله ( فأخذهم الله ) بعد أن تقدم نظيره في قوله ( فأخذهم الله بذنوبهم ) الخ إطنابا لتقرير أخذ الله إياهم بكفرهم برسلهم وتهويلا على المنذرين بهم أن يساووهم في عاقبتهم كما ساووهم في أسبابها .
وجملة ( إنه قوي شديد العقاب ) تعليل وتبيين لأخذ الله إياهم وكيفيته وسرعة أخذه المستفاد من فاء التعقيب فالقوي لا يعجزه شيء فلا يعطل مراده ولا يتريث و ( شديد العقاب ) بيان لذلك الأخذ على حد قوله تعالى ( فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر ) .
( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب [ 24 ] ) هذا ذكر فريق آخر من الأمم لم يشهد العرب آثارهم وهم قوم فرعون أقباط مصر وتقدم نظير هذه الآية في أواخر سورة هود . وتقدم ذكر هامان وهو لقب وزير فرعون في سورة القصص .
وفي هذه القصة أنها تزيد على ما أجمل من قصص أمم أخرى أن فيها عبرتين : عبرة بكيد المكذبين وعنادهم ثم هلاكهم وعبرة بصبر المؤمنين وثباتهم ثم نصرهم وفي كلتا العبرتين وعيد ووعد .
وجملة ( فقالوا ساحر كذاب ) معترضة بين جملة ( ولقد أرسلنا موسى ) وبين جملة ( فلما جاءهم الحق ) .
وقارون هو من بني إسرائيل كذب موسى وتقدم ذكره في القصص وقد قيل إنه كان منقطعا إلى فرعون وخادما له وهذا بعيد لأنه كان في زمرة من خرج مع موسى أي فاشترك أولئك في رمي رسولهم بالكذب والسحر كما فعلت قريش .
( فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال [ 25 ] ) أي رموه ابتداء بأنه ساحر كذاب توهما أنهم يلقمونه حجر الإحجام فلما استمر على دعوته وجاءهم بالحق أي أظهر لهم الآيات الحق أي الواضحة فأطلق ( جاءهم ) على ظهور الحق كقوله تعالى ( جاء الحق وزهق الباطل ) .
A E