وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والجملة من تمام الغرض الذي سيقت إليه جملة ( يعلم خائنة الأعين ) كما تقدم وكلتاهما ناظرة إلى قوله ( ما للظالمين من حميم ولا شفيع ) أي أن ذلك من القضاء بالحق .
وأما جملة ( والذين تدعون من دونه لا يقضون بشيء ) فناظرة إلى جملة ( ما للظالمين من حميم ولا شفيع ) فبعد أن نفي عن أصنامهم الشفاعة نفي عنها القضاء بشيء ما بالحق أو بالباطل وذلك إظهار لعجزها .
ولا تحسبن جملة ( والذين تدعون من دونه لا يقضون بشيء ) مسوقة ضميمة إلى جملة ( والله يقضي بالحق ) ليفيد مجموع الجملتين قصر القضاء بالحق على الله تعالى قصر قلب أي دون الأصنام كما أفيد القصر من ضم الجملتين في قول السموأل أو عبد الملك الحارثي : .
تسيل على حد الظبات نفوسنا ... وليست على غير الظبات تسيل لأن المنفى عن آلهتهم أعم من المثبت لله تعالى وليس مثل ذلك مما يضاد صيغة القصر لكفى في إفادته تقديم المسند إليه على الخبر الفعلي بحمله على إرادة الاختصاص في قوله ( والله يقضي بالحق ) . فالمراد من قوله ( والذين تدعون من دونه لا يقضون بشيء ) التذكير بعجز الذين يدعونهم وأنهم غير أهل للإلهية وهذه طريقة في إثبات صفة لموصوف ثم تعقيب ذلك بإظهار نقيضه فيما يعد مساويا له كما في قول أمية بن أبي الصلت : .
تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فصار فيما بعد أبوالا وإلا لما كان لعطف قوله : لا قعبان من لبن مناسبة .
والدعاء يجوز أن يكون بمعنى النداء وأن يكون بمعنى العبادة كما تقدم آنفا .
وجملة ( إن الله هو السميع البصير ) مقررة لجمل ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) إلى قوله ( لا يقضون بشيء ) .
فتوسط ضمير الفصل مفيد للقصر وهو تعريض بأن آلهتهم لا تسمع ولا تبصر فكيف ينسبون إليها الإلهية واثبات المبالغة في السمع والبصر لله تعالى يقرر معنى ( يقضي بالحق ) لأن العالم بكل شيء تتعلق حكمته بإرادة الباطل ولا تخطيء أحكامه بالعثار في الباطل وتأكيد الجملة بحرف التأكيد تحقيق للقصر . وقد ذكر التفتزاني في شرح المفتاح في مبحث ضمير الفصل أن القصر يؤكد .
وقرأ نافع وهشام عن ابن عامر ( تدعون ) بتاء الخطاب على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب لقرع أسماع المشركين بذلك . وقرأ الجمهور بياء الغيبة على الظاهر .
( أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من الله واق [ 21 ] ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب [ 22 ] ) انتقال من إنذارهم بعذاب الآخرة على كفرهم إلى موعظتهم وتحذيرهم من أن يحل بهم عذاب الآخرة كما حل بأمم أمثالهم .
فالواو عاطفة جملة ( ألم يسيروا في الأرض ) على جملة ( وأنذرهم يوم الآزفة ) الخ .
والاستفهام تقريري على ما هو الشائع في مثله من الاستفهام الداخل على نفي في الماضي بحرف ( لم ) والتقرير موجه للذين ساروا من قريش ونظروا آثار الأمم الذين أبادهم الله جزاء تكذيبهم رسلهم فهم شاهدوا ذلك في رحلتيهم رحلة الشتاء ورحلة الصيف وإنهم حدثوا بما شاهدوه من تضمهم نواديهم ومجالسهم فقد صار معلوما للجميع فبهذا الاعتبار أسند الفعل المقرر به إلى ضمير الجمع على جملة .
والمضارع الواقع بعد ( لم ) والمضارع الواقع في جوابه منقلبان إلى المضي بواسطة ( لم ) .
وتقدم شبيه هذه الآية في آخر سورة فاطر وفي سورة الروم .
والضمير المنفصل في قوله ( كانوا هم ) ضمير فصل عائد إلى ( الظالمين ) وهم كفار قريش الذين أريدوا بقوله ( وأنذرهم ) وضمير الفصل لمجرد توكيد الحكم وتقويته وليس مرادا به قصر المسند على المسند إليه أي قصر الأشدية على ضمير ( كانوا ) إذ ليس للقصر معنى هنا كما تقدم في قوله تعالى ( إنني أنا الله ) في سورة طه وهذا ضابط التفرقة بين ضمير الفصل الذي يفيد القصر وبين الذي يفيد مجرد التأكيد . واقتصار القزويني في تلخيص المفتاح على إفادة ضمير الفصل الاختصاص تقصير تبع فيه كلام المفتاح وقد نبه عليه سعد الدين في شرحه على التلخيص