وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والتعريف في ( الظالمين ) للاستغراق ليعم كل ظالم أي مشرك فيشمل الظالمين المنذرين ومن مضى من أمثالهم فيكون بمنزلة التذييل ولذلك فليس ذكر الظالمين من الإظهار في مقام الإضمار .
ووصف ( شفيع ) بجملة ( يطاع ) وصف كاشف إذ ليس أن المراد لهم شفعاء لا تطاع شفاعتهم لظهور قلة جدوى ذلك ولكن لما كان شأن من يتعرض للشفاعة أن يثق بطاعة المشفوع عنده له .
وأتبع ( شفيع ) بوصف ( يطاع ) لتلازمهما عرفا فهو من إيراد نفي الصفة اللازمة للموصوف . والمقصود : نفي الموصوف بضرب من الكناية التمليحية كقول ابن أحمر : .
" ولا ترى الضب بهاينجحر أي لا ضب فيها فينجر وذلك يفيد مفاد التأكيد .
والمعنى : إن الشفيع إذا لم يطع فليس بشفيع . والله لا يجترىء أحد على الشفاعة عنده إلا إذا أذن له فلا يشفع عنده إلا من يطاع .
( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور [ 19 ] ) يجوز أن تكون جملة ( يعلم خائنة الأعين ) خبرا عن مبتدأ محذوف هو ضمير عائد إلى أسم الجلالة من قوله ( إن الله سريع الحساب ) على نحو ما قرر قبله في قوله ( رفيع الدرجات ) . ومجموع الظاهر والمقدر استئناف للمبالغة في الإنذار لأنهم إذا ذكروا بأن الله يعلم الخفايا كان إنذار بالغا يقتضي الحذر من كل اعتقاد أو عمل نهاهم الرسول A عنه فبعد أن أيأسهم من أن يتوهموا أنهم يستطيعون إخفاء شيء من نواياهم أو أدني حركات أعمالهم على ربهم .
ويجوز أن تكون خبرا ثانيا عن اسم .
ويجوز أن تكون خبرا ثانيا عن اسم ( إن ) في قوله ( إن الله سريع الحساب ) وما بينهما اعتراض كما مر على كلا التقديرين .
و ( خائنة الأعين ) مصدر مضاف إلى فاعله فالخائنة مصدر على وزن اسم الفاعل مثل العافية للمعافاة والعاقبة والكاذبة في قوله تعالى ( ليس لوقعتها كاذبة ) ويجوز إبقاء ( خائنة ) على ظاهر اسم الفاعل فيكون صفة لموصف محذوف دل عليه ( الأعين ) أي يعلم نظرة الأعين الخائنة .
وحقيقة الخيانة : عمل من أؤتمن على شيء بضد ما أؤتمن لأجله بدون علم صاحب الأمانة ومن ذلك نقض العهد بدون إعلان بنبده . ومعنى ( خائنة الأعين ) خيانة النظر أي مسارقة النظر لشيء بحضرة من لا يحب النظر إليه . فإضافة ( خائنة ) إلى ( الأعين ) من إضافة الشيء إلى آلته كقولهم : ضرب السيف .
والمراد ب ( خائنة الأعين ) النظرة المقصودة منها إشعار المنظور إليه بما يسوء غيرها الحاضر استهزاء به أو إغراء به .
وإطلاق الخائنة بمعنى الخيانة على هذه النظرة استعارة مكنية شبه الجليس بالحليف في أنه لما جلس إليك أو جلست إليه فكأنه عاهدك على السلامة ألا ترى أن المجلسة يتقدمها السلام وهو في الأصل إنباء بالمسالمة فإذا نظرت إلى آخر غيركما نظرا خفيا لإشارة إلى ما لا يرضي الجليس من استهزاء أو إغراء فكأنك نقضت العهد المدخول عليه بينكما فإطلاق الخيانة على ذلك تفظيع له ويتفاوت قرب التشبيه بمقدار تفاوت ما وقعت النظرة لأجله في الإساءة وآثار المضرة . ولذلك قال النبي A " مايكون لنبي أن تكون له خائنة الأعين " أي لا تصدر منه .
و ( ما تخفي الصدور ) النوايا والعزائم التي يضمرها صاحبها في نفسه فأطلق الصدر على ما يكن الأعضاء الرئيسية على حسب اصطلاح أصحاب اللغة .
( والله يقضي بالحق والذين تدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير [ 20 ] ) كان مقتضى الظاهر أن يؤتى بجملة ( يقضي بالحق ) معطوفة بالواو على جملة ( يعلم خائنة الأعين ) فيقال : ويقضي بالحق ولكن عدل عن ذلك لما في الاسم العلم لله تعالى من الإشعار بما يقتضيه المسمى به من صفات الكمال التي منها العدل في القضاء ونظيره في الإظهار في مقام الإضمار قوله تعالى ( أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه ) . وليحصل من تقديم المسند إليه على المسند الفعلي تقوي المعنى ومنه قوله تعالى ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل اله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ) أعيد الموصول ولم يؤت بضميره ( الذين كفروا ) ليفيد تقديم الاسم على الفعل تقوي الحكم .
A E