وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وهذا الآية تشير إلى أن النبوءة غير مكتسبة لأنها ابتدئت بقوله ( فادعوا الله مخلصين له الدين ) ثم أعقب بقوله ( رفيع الدرجات ) فأشار إلى أن عبادة الله بإخلاص سبب لرفع الدرجات ثم أعقب بقوله ( يلقى الروح من أمره ) فجيء بفعل الإلقاء وبكون الروح من أمره وبصلة ( من يشاء من عباده ) فآذن بأذن ذلك بمحض اختياره وعلمه كما قال تعالى ( الله اعلم حيث يجعل رسالاته ) .
وهذا يرتبط بقوله في أول السورة ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين ) فأمر رسوله A بالإخلاص في العبادة مفرعا على إنزال الكتاب إليه وجاء في شأن الناس بقوله ( فادعوا الله مخلصين ) ثم أعقبه بقوله ( رفيع الدرجات ) .
A E وقد ضرب لهم العرش والأنبياء مثلين لرفع الدرجات في العوالم والعقلاء . وفيه تعريض بتسفيه المشركين إذ قالوا ( أبشرا منا واحدا نتبعه ) ( وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ) و ( قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله ) .
وتخلص من ذكر النبوءة إلى النذارة بيوم الجزاء . ليعود وصف يوم الجزاء الذي انقطع الكلام عليه من قوله تعالى ( ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم ) الخ .
والإنذار : إخبار فيه تحذير مما يسوء وهو إخبار بما فيه مسرة . وفعله المجرد : نذر كعلم يقال : نذر بالعدو فحذره .
والهمزة في أنذر للتعدية فحقه أن لا يتعدى بالهمزة إلا إلى مفعول واحد وهو الذي كان فاعل الفعل المجرد وأن يتعدى إلى الأمر المخبر به بالباء يقال أنذرتهم بالعدو غير أنه في أغلب الاستعمال تضمينه معنى التحذير فعدوه إلى مفعول ثان وهو استعمال القرآن وأما قوله في أول الأعراف ( لتنذر به ) فالباء فيه للسببية أو الآلة المجازية وليست للتعدية . وضمير ( به ) عائد إلى ( الكتاب ) .
والضمير المستتر في ( لينذر ) عائد إلى اسم الجلالة من قوله ( فادعوا الله ) والأحسن أن يعود على ( من ) الموصولة لينذر من ألقى عليه الروح قومه ولأنفيه تخلصا إلى ذكر الرسول الأعظم A الذي هو بصدد الإنذار دون الرسل الذين سبقوا إذ لا تلائمهم صيغة المضارع ولأنه مرجح لإظهار اسم الجلالة في قوله ( لا يخفى على الله منهم شيء ) كما سيأتي .
و ( يوم التلاقي ) هو يوم الحشر وسمي يوم التلاقي أن الناس كلهم يلتقون فيه أو لأنهم يلقون ربهم لقاء مجازيا أي يقفون في حضرته وأمام أمره مباشرة كما قال تعالى ( الذين لا يرجون لقاءنا ) أي لا يرجون يوم الحشر . وانتصب ( يوم التلاقي ) على أنه مفعول ثان ل ( ينذر ) وحذف المفعول الأول لظهوره أي لينذر الناس .
وبين ( التلاقي ) و ( يلقي ) جناس .
وكتب ( التلاقي ) في المصحف بدون ياء . وقرأه نافع وأبو عمرو في رواية عنه بكسرة بدون ياء . وقرأه الباقون بالياء لأنه وقع في الوصل لا في الوقف فلا موجب لطرح لياء إلا معاملة الوصل معاملة الوقف وهو قليل في النثر فيقتصر فيه على السماع . وكفى برواية نافع وأبي عمرو سماعا .
و ( يوم هم بارزون ) بدل من ( يوم التلاقي ) . ( وهم بارزون ) جملة اسمية والمضاف ظرف مستقبل وذلك جائز على الأرجح بدون تقدير .
وضمير الغيبة عائد إلى ( الكافرون ) من قوله ( ولو كره الكافرون ) .
وجملة ( لا يخفي على الله منهم شيء ) بيان لجملة ( هم بارزون ) والمعنى مناسب : إنهم واضحة ظواهرهم وبواطنهم فإن ذلك مقتضى قوله ( منهم شيء ) .
وإظهار اسم الجلالة لأن إظهار أصرح لبعد معاده بما عقبه من قوله على ( من يشاء من عباده ) ولأن الأظهر أن ضمير ( لينذر ) عائد إلى ( من يشاء ) .
ومعنى ( منهم ) من مجموعهم أي من مجموع أحوالهم وشؤونهم ولهذا أوثر ضمير الجمع لما فيه من الإجمال الصالح لتقدير مضاف للمقام وأوثر أيضا لفظ ( شيء ) لتوغله في العموم ولم يقل لا يخفى على الله منهم أحد أو لا يخفى على الله من أحد من شيء أي من أجزاء جسمه فالمعنى : لا يخفى على الله شيء من أحوالهم ظاهرها وباطنها .
( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار [ 16 ] ) مقول لقول محذوف وحذف القول من حديث البحر . والتقدير : يقول الله لمن الملك اليوم ففعل القول المحذوف جملة في موضع الحال أو استئناف بياني جوابا عن سؤال سائل عما ذا يقع بعد بروزهم بين يدي الله .
A E