وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتقدم تفسير ( مخلصين له الدين ) في تفسير قوله ( فاعبد الله مخلصا له الدين ) أول سورة الزمر .
وجملة ( ولو كره الكافرون ) في موضع الحال من فاعل ( ادعوا ) .
و ( لو ) وصلية تفيد أن شرطها أقصى ما يكون من الأحوال التي يراد تقييد عامل الحال بها أي اعبدوه في كل حال حتى في حال كراهية الكافرين ذلك لأن كراهية الكافرين ذلك والمؤمنون بين ظهرانيهم وفي بلاد سلطان الكافرين مظنة لأن يصدهم ذلك عن دعاء الله مخلصين له الدين . وهذا في معنى قوله تعالى ( فاصدع بما تؤمر ) وقد تقدم تفصيل " لو " هذه عند قوله ( فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به ) في سورة آل عمران .
A E ( رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق [ 15 ] يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء ) ( رفيع الدرجات ) خبر عن مبتدأ محذوف هو ضمير اسم الجلالة في قوله ( فادعوا الله ) وليس خبرا ثانيا بعد قوله ( هو الذي يريكم آياته ) لأن الكلام هنا في غرض مستجد وحذف المسند إليه في مثله حذف اتباع للاستعمال في حذف مثله كذا سماه السكاكي بعد أن يجري من قبل الجملة حديث عن المحذوف كقول عبد الله بن الزبير أو إبراهيم بن العباس الصولي أو محمد بن سعيد الكاتب : .
سأشكر عمرا إن تراخت منيتي ... أيادي لم تمنن وإن هي جلت .
فتى غير محجوب الغنى عن صديقه ... ولا مظهرا للشكوى إذا النعل زلت و ( رفيع ) يجوز أن يكون صفة مشبهة . والتعريف في ( الدرجات ) عوض عن المضاف إليه . والتقدير : رفيعة درجاته فلما حول وصف ما هو من شؤونه إلى أن يكون وصفا لذاته سلك طريق الإضافة وجعلت الصفة المشبهة يقال : فلان حسن فعله ويقال : حسن الفعل فيؤول قوله ( رفيع الدرجات ) إلى صفة ذاته .
و ( الدرجات ) مستعارة للمجد والعظمة وجمعها إيذان بكثرة العظمات باعتبار صفات مجد الله التي لا تحصر والمعنى : أنه حقيق بإخلاص الدعاء إليه .
ويجوز أن يكون ( رفيع ) من أمثلة المبالغة أي كثير رفع الدرجات لمن يشاء وهو المعنى قوله تعالى ( نرفع درجات من نشاء ) . وإضافته إلى ( الدرجات ) من الإضافة إلى المفعول فيكون راجعا إلى صفات أفعال الله تعالى .
والمقصود : تثبيتهم على عبادة الله مخلصين له الدين بالترغيب بالتعرض إلى رفع الله درجاتهم كقوله ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) في سورة المجادلة .
و ( ذو العرش ) خبر ثان وفيه إشارة إلى أن رفع الدرجات منه متفاوت .
كما إن مخلوقاته العليا متفاوتة في العظم والشرف إلى أن تنتهي إلى العرش وهو أعلى المخلوقات كأنه قيل : إن الذي رفع السماوات ورفع العرش ماذا تقدرون رفعه درجات عابديه على مراتب عبادتهم وإخلاصهم .
وجملة ( يلقى الروح من أمره ) خبر ثالث أو بدل بعض من جملة ( رفيع الدرجات ) فإن من رفع الدرجات أن يرفع بعض عباده فبدل البعض هو هنا أهم أفراد المبدل منه .
والإلقاء : حقيقته رمي الشيء من اليد إلى الأرض ويستعار للإعطاء إذا كان غير مترقب وكثر هذا في القرآن قال ( فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون وألقوا إلى الله يومئذ السلم ) . واستعير هنا للوحي لأنه يجيء فجأة على غير ترقب كإلقاء الشيء إلى الأرض .
والروح : الشريعة وحقيقة الروح : ما به حياة الحي من المخلوقات ويستعار للنفيس من الأمور وللوحي لأنه به حياة الناس المعنوية وهي كمالهم وانتظام أمورهم فكما تستعار الحياة للإيمان والعلم كذلك يستعار الروح الذي هو سبب الحياة لكمال النفوس وسلامتها من الطوايا السيئة ويطلق الروح على الملك قال ( فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ) .
و ( من ) ابتدائية في ( من أمره ) أي بأمره فالأمر على ظاهره . ويجوز أن تكون ( من ) تبعيضية ظرفا مستقرا صفة " الروح " أي بعض شؤونه التي لا يطلع عليها غيره إلا من ارتضى فيكون الأمر بمعنى الشأن أي الشؤون العجيبة وقيل ( من ) بيانية وأن الأمر هو الروح وهذا بعيد