وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومعنى ( كفرتم ) جددتم الكفر وذلك إما بصدور أقوال منهم ينكرون فيها انفراد الله بالإلهية وإما بملاحظة جديدة وتذكر آلهتهم . ومعنى ( وإن يشرك به تؤمنوا ) إن يصدر ما يدل على الإشراك بالله من أقوال زعمائهم ورفاقهم الدالة على تعدد الآلهة أو إذا أشرك به في العبادة تؤمنوا أي تجددوا الإيمان بتعدد الآلهة في قلوبكم أو تؤيدوا ذلك بأقوال التأييد والزيادة . ومتعلق ( كفرتم ) و ( تؤمنوا ) محذوفان لدلالة ما قبلهما . والتقدير : كفرتم بتوحيد وتؤمنوا بالشركاء .
A E وجيء في الشرط الأول ب ( إذا ) التي الغالب في شرطها تحقق وقوعه إشارة إلى أن دعاء الله وحده أمر محقق بين المؤمنين لا تخلو عنه أيامهم ولا مجامعهم مع ما تفيد ( إذا ) من الرغبة في الحصول مضمون شرطها .
وجيء في الشرط الثاني بحرف ( إن ) التي أصلها عدم الجزم بوقوع شرطها أو أن شرطها أمر مفروض مع أن الإشراك محقق تنزيلا للمحقق منزلة المشكوك المفروض للتنبيه على أن دلائل بطلان الشرك واضحة بأدنى تأمل وتدبر فنزل إشراكهم المحقق منزلة المفروض لأن المقام مشتمل على ما يقلع مضمون الشرط من أصله فلا يصلح إلا لفرضه على نحو ما يفرض المعلوم موجودا أو المحال ممكنا .
والألف واللام في الحكم للجنس .
واللام في ( لله ) للملك أي جنس الحكم ملك لله وهذا يفيد قصر هذا الجنس على الكون لله كما تقدم في قوله ( الحمد لله ) في سورة الفاتحة وهو قصر حقيقي إذ لا حكم يوم القيامة لغير الله تعالى .
وبهذه الآية تمسك الحرورية يوم حروراء حين تداعى جيش الكوفة وجيش الشام إلى التحكيم فثارت الحرورية على علي بن أبي طالب وقالوا : لا حكم إلا لله " جعلوا التعريف للجنس والصيغة للقصر " وحدقوا إلى هذه الآية واغضوا عن آيات جمة فقال علي لما سمعها " كلمة حق أريد بها باطل " اضطرب الناس ولم يتم التحكيم .
وإيثار صفتي ( العلي الكبير ) بالذكر هنا لأن معناهما مناسب لحرمانهم من الخروج من النار أي لعدم نقض حكم الله عليهم بالخلود في النار لأن العلو في وصفة تعالى علو مجازي اعتباري بمعنى شرف القدر وكماله فهو العلي في مراتب الكمالات كلها بالذات ومن جملة ما يقتضيه ذلك تمام العلو وتمام العدل فلذلك لا يحكم إلا بما تقتضيه الحكمة والعدل .
ووصف ( الكبير ) كذلك هو كبر مجازي وهو قوة صفات كماله فإن الكبير قوي وهو الغني المطلق وكلا الوصفين صيغ على مثال الصفة المشبهة للدلالة على الاتصاف الذاتي المكين وإنما يقبل حكم النقض لأحد أمرين : إما اعدم جريه على ما يقتضيه من سبب الحكم وهو النقض لأجل مخالفة الحق وهذا ينافيه وصف ( العلي ) وإما لأنه جور ومجاوز للحد وهذا ينافيه وصف ( الكبير ) لأنه يقتضي الغنى عن الجور .
( هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب [ 13 ] ) هذا استئناف ابتدائي إقبال على خطاب الرسول A والمؤمنين بعد أن انقضى وصف ما يلاقي المشركون من العذاب وما يدعون من دعاء لا يستجاب وقرينه ذلك قوله ( ولو كره الكافرون ) .
ومناسبة الانتقال هي وصفا ( العلي الكبير ) لأن جملة ( يريكم آياته ) تناسب وصف العلو وجملة ( وينزل لكم من السماء رزقا ) تناسب وصف ( الكبير ) بمعنى الغني المطلق .
والآيات : دلائل وجوده ووحدانيته . وهي المظاهر العظيمة التي تبدو للناس في هذا العالم كقوله ( هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا ) وقوله ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ) .
وتنزيل الرزق من السماء هو نزول المطر لأن المطر سبب الرزق وهو في نفسه آية أدمج معها امتنان ولذلك عقب الأمران بقوله ( وما يتذكر إلا من ينيب ) .
وصيغة المضارع في ( يريكم ) و ( ينزل ) تدل على أن المراد إراءة متجددة وتنزيل متجدد وإنما يكون ذلك في خطاب المشركين في جهنم ويزيد ذلك تأييدا قوله ( فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون )