وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فجملة ( فاعترفنا بذنوبنا ) إنشاء إقرار بالذنوب ولذلك جيء فيه بالفعل الماضي كما هو غالب صيغ الخبر المستعمل في الإنشاء مثل صيغ العقود نحو : بعت . والمعنى : نعترف بذنوبنا .
وجعلوا هذا الاعتراف ضربا من التوبة توهما منهم أن التوبة تنفع يومئذ فلذلك فرعوا عليه ( فهل إلى خروج من سبيل ) فالاستفهام مستعمل في العرض والاستعطاف كليا لرفع العذاب وقد تكرر في القرآن حكاية سؤال أهل النار الخروج أو التخفيف ولو يوما .
والاستفهام بحرف ( هل ) مستعمل في الاستعطاف .
وحرف ( من ) زائد لتوكيد العموم الذي في النكرة ليفيد تطلبهم كل سبيل للخروج وشأن زيادة ( من ) أن تكون في النفي وما معناه دون الإثبات . وقد عد الاستفهام ب ( هل ) خاصة من مواقع زيادة " من " لتوكيد العموم كقوله تعالى ( وتقول هل من مزيد ) وتقدم ذلك عند قوله تعالى ( فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا ) في سورة الأعراف وأن وجه اختصاص ( هل ) بوقوع ( من ) الزائدة في المستفهم عنه بها أنه كثر استعمال الاستفهام بها في معنى النفي وزيادة ( من ) حينئذ لتأكيد النفي وتنصيص عموم النفي فخف وقوعها بعد ( هل ) على ألسن أهل الاستعمال .
وتنكير خروج للنوعية تلطفا في السؤال أي إلى شيء من الخروج قليل أو كثير لأن كل خروج يتنفعون به راحة من العذاب كقولهم ( ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب ) .
والسبيل : الطريق واستعير إلى الوسيلة التي يحصل بها الأمر المرغوب وكثر تصرف الاستعمال في إطلاقات السبيل والطريق والمسلك والبلوغ على الوسيلة وبحصول المقصود .
وتنكير ( سبيل ) كتنكير ( خروج ) أي من وسيلة كيف كانت بحق أو بعفو بتخفيف أو غير ذلك .
قال في الكشاف " وهذا كلام من غلب عليه اليأس والقنوط " يريد أن في اقتناعهم بخروج ما دلالة على أنهم يستبعدون حصول الخروج .
( ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير [ 12 ] ) عدل عن جوابهم بالحرمان من الخروج إلى ذكر سبب وقوعهم في العذاب وإذا قد كانوا عالمين به قالوا ( فاعترفنا بذنوبنا ) كانت إعادة التوقيف عليه بعد سؤال الصفح عنه كناية عن استدامته وعدم استجابة سؤالهم الخروج منه على وجه يشعر بتحقيرهم .
وزيد ذلك تحقيقا بقوله ( فالحكم لله العلي الكبير ) .
فالإشارة ب ( ذلكم ) إلى ما هم فبه من العذاب الذي أنبأ به قوله ( ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم ) وما عقب به من قولهم ( فهل إلى خروج من سبيل ) .
والباء في ( بأنه ) للسببية أي بسبب كفرتم إذا دعي الله وحده .
وضمير ( بأنه ) ضمير الشأن وهو مفسر بما بعده من قوله ( إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا ) فالسبب هو مضمون القصة الذي حاصل سبكه : بكفركم بالوحدانية وإيمانكم بالشرك .
و ( إذا ) مستعملة هنا في الزمن الماضي لأن دعاء الله واقع في الحياة الدنيا وكذلك كفرهم بوحدانية الله فالدعاء الذي مضى مع كفرهم به كان سبب وقوعهم في العذاب .
ومجيء ( وإن يشرك به تؤمنوا ) بصيغة المضارع في الفعلين مؤول بالماضي بقرينه ما قبله وإيثار صيغة المضارع في الفعلين لدلالتهما على تكرر ذلك منهم في الحياة الدنيا فإن لتكرره أثرا في مضاعفة العذاب لهم .
والدعاء : النداء والتوجه بالخطاب . وكلا المعنيين يستعمل فيه الدعاء ويطلق الدعاء على العبادة كما سيأتي عند قوله تعالى ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) في هذه السورة فالمعنى إذا نودي الله بمسمعكم نداء دالا على أنه إله واحد مثل آيات القرآن الدالة على نداء الله بالوحدانية فالدعاء هنا الإعلان والذكر ولذلك قوبل بقوله ( كفرتم وان يشرك به تؤمنوا ) والدعاء بهذا المعنى أعم من الدعاء بمعنى سؤال الحاجات ولكنه يشمله أو إذا عبد الله وحده