وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأ نافع ( تأمروني ) بنون واحد خفيفة على حذف واحدة من النونين اللتين هما نون الرفع ونون الوقاية على الخلاف في المحذوفة وهو كثير في القرآن كقوله ( فبم تبشرون ) وفتح نافع ياء المتكلم للتخفيف والتفادي من المد . وقرأ الجمهور ( تأمروني ) بنون واحدة خفيفة على حذف واحدة من النونين اللتين هما نون الرفع ونون الوقاية على الخلاف في الخلاف في المحذوفة وهو كثير في القرآن كقوله ( فبم تبشرون ) وفتح نافع ياء المتكلم للتخفيف والتفادي في المد . وقرأ الجمهور ( تأمروني ) بتشديد النون إدغاما للنونين مع تسكين الياء للتخفيف . وقرأ ابن كثير بتشديد النون وفتح الياء . وقرأ ابن عامر ( تأمرونني ) بإظهار النونين وتسكين الياء .
ونداؤهم بوصف الجاهلين تقريع لهم بعد أن وصفوا بالخسران ليجمع لهم بين نقص الآخرة ونقص الدنيا .
والجهل هنا ضد العلم لأنهم جهلوا دلالة الدلائل المتقدمة فلم تفد منهم شيئا فعموا عن دلائل الوحدانية التي هي بمرأى منهم ومسمع فجهلوا دلالتها على الصانع الواحد ولم يكفهم هذا الحظ من الجهل حتى تدلوا إلى حضيض عبادة أجسام من الصخر الأصم .
وإطلاق الجهل على ضد العلم إطلاق عربي قديم قال النابغة : .
يخبرك ذو عرضهم عني وعالمهم ... وليس جاهل شيء مثل من علما وقال السموأل أو عبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي : .
سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم ... فليس سواء عالم وجهول وحذف مفعول ( الجاهلون ) لتنزيل الفعل منزلة اللازم كأن الجهل صار لهم سجية فلا يفقهون شيئا فهم جاهلون بما أفادته الدلائل من الوحدانية التي لو علموها لما أشركوا ولما دعوا النبي A إلى إتباع شركهم وهم جاهلون بمراتب النفوس الكاملة جهلا أطعمهم أن يصرفوا النبي A عن التوحيد وأن يستزلوه بخزعبلاتهم وإطماعهم إياه أن يعبدوا الله إن هو شاركهم في عبادة أصنامهم يحسبون الدين مساومة ومغابنة وتطفيفا .
( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين [ 65 ] بل الله فاعبد وكن من الشاكرين [ 66 ] ) تأييد لأمره بأن يقول للمشركين تلك المقالة مقالة إنكار أن يطعموا منه في عبادة الله بأنه قول استحقوا أن يرموا بغلظته لأنهم جاهلون بالأدلة وجاهلون بنفس الرسول وزكائها . وأعقب بأنهم جاهلون بأن التوحيد هو سنة الأنبياء وأنهم لا يتطرق الإشراك حوالي قلوبهم فالمقصود الأهم من هذا الخبر التعريض بالمشركين إذ حاولوا النبي A على الاعتراف بإلهية أصنامهم .
والواو عاطفة على جملة ( قل ) . وتأكيد الخبر بلام القسم وبحرف ( قد ) تأكيدا لما فيه من التعريض للمشركين .
والوحي : الإعلام من الله بواسطة الملك . والذين من قبله هم الأنبياء والمرسلون فالمراد القبلية في صفة النبوة ف ( الذين من قبلك ) مراد به الأنبياء .
وجملة ( لئن أشركت ليحبطن عملك ) مبينة لمعنى أوحي كقوله تعالى ( فسوس الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد ) .
والتاء في ( أشركت ) تاء الخطاب لكل من أوحي إليه بمضمون هذه الجملة من الأنبياء فتكون الجملة بيانا لما أوحي إليه وإلى الذين من قبله . ويجوز أن يكون الخطاب للنبي A فتكون الجملة بيانا لجملة ( أوحي إليك ) ويكون ( وإلى الذين من قبلك ) اعتراضا لأن البيان تابع للمبين عمومه ونحوه . وأيا ما كان فالمقصود بالخطاب تعريض بقوم الذي أوحي إليه لأن فرض إشراك النبي A غير متوقع .
وللام في ( لئن أشركت ) موطئة للقسم المحذوف دالة عليه واللام في ( ليحبطن ) لام جواب القسم .
والحبط : البطلان والدحض حبط عمله : ذهب باطلا .
والمراد بالعمل هنا : العمل الصالح الذي يرجى منه الجزاء الحسن الأبدي .
ومعنى حبطة : أن يكون لغوا غير مجازى عليه . وتقدم حكم الإشراك بعد الإيمان وحكم رجوع ثواب العمل لصاحبه إن عاد إلى الإيمان بعد أن أبطل إيمانه عند قوله تعالى ( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم ) في سورة البقرة .
A E