وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والإنابة : التوبة ولما فيها وفي التوبة من معنى الرجوع عدي الفعلان بحرف ( إلى ) .
والمعنى : توبوا إلى الله مما كنتم فيه من الشرك بأن توحدوه .
وعطف عليه الأمر بالإسلام أي التصديق بالنبي A والقرآن واتباع شرائع الإسلام .
وفي قوله ( من قبل أن يأتيكم العذاب ) إيذان بوعيد قريب إن لم ينيبوا ويسلموا كما يلمح إليه فعل ( يأتيكم ) .
والتعريف في ( العذاب ) تعريف الجنس وهو يقتضي أنهم إن لم ينيبوا ويسلموا يأتهم العذاب .
والعذاب منه ما يحصل في الدنيا إن شاءه الله وهذا خاص بالمشركين وأما المسلمون فقد استعاذ لهم منه الرسول A حين نزل ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم ) كما تقدم في سورة الأنعام ومن العذاب عذاب الآخرة وهو جزاء الكفر والكبائر .
وهذا الخطاب يأخذ كل فريق منه بنصيب فنصيب المشركين الإنابة إلى التوحيد واتباع دين الإسلام ونصيب المؤمنين منه التوبة إذا أسرفوا على أنفسهم والإكثار من الحسنات وأما الإسلام فحاصل لهم .
والنصر : الإعانة على الغلبة بحيث ينفلت المغلوب من غلبة قاهره كرها على القاهر ولا نصير لأحد على الله .
وأما الشفاعة لأهل الكبائر فليست من حقيقة النصر المنفي وهذه الفقرة أكثر حظ فيها هو حظ المشركين .
( واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة لا تشعرون [ 55 ] ) ( أحسن ما أنزل ) هو القرآن وهو معنى قوله ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) . والحظ للمشركين في هذه الآية لأن المسلمين قد اتبعوا القرآن كما قال تعالى ( فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله ) .
و ( أحسن ) اسم تفضيل مستعمل في معنى كامل الحسن وليس في معنى تفضيل بعضه على بعض لأن جميع ما في القرآن حسن فهو من باب قوله تعالى ( قال رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه ) .
وإضافة ( أحسن ) إلى ( ما أنزل ) من إضافة الصفة إلى الموصوف .
والعذاب المذكور في هذه هو العذاب المذكور قبل بنوعيه وكله بغتة إذ لا يتقدمه إشعار فعذاب الدنيا يحل بغتة وعذاب الآخرة كذلك لأنه تظهر بوارقة عند البعث وقد أتاهم عذاب السيف يوم بدر ويأتيهم عذاب الآخرة يوم البعث .
( أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين [ 56 ] أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين [ 57 ] أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين [ 58 ] ) ( أن ) تكون تعليل للأوامر في قوله ( وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له ) و ( اتبعوا أحسن ما أنزل ) على حذف لام التعليل مع ( أن ) وهو كثير .
وفيه حذف ( لا ) النافية بعد ( أن ) وهو شائع أيضا كقوله تعالى ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم ) وكقوله ( فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا ) . وعادة صاحب الكشاف تقدير : كراهية أن تفعلوا كذا . تقدير ( لا ) النافية أظهر لكثرة التصرف فيها في كلام العرب بالحذف والزيادة .
A E والمعنى : لئلا تقل نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله . وظاهر القول أنه القول جهرة وهو شأن الذي ضاق صبره عن إخفاء ندامته في نفسه فيصرخ بما حدث به نفسه فتكون هذه الندامة المصرح بها زائدة على التي أسرها ويجوز أن يكون قولا باطنا في النفس .
وتنكير ( نفس ) للنوعية أي أن يقول صنف من النفوس وهي نفوس المشركين فهو كقوله تعالى ( علمت نفس ما أحضرت ) . وقول لبيد : .
" أو يعتلق بعض النفوس حمامها يريد نفسه .
وحرف ( يا ) في قوله ( يا حسرتا ) استعارة مكنية بتشبيه الحسرة بالعاقل الذي ينادى ليقبل أي هذا وقتك فاحضري والنداء من روادف المشبه به المحذوف أي يا حسرتى احضري فأنا محتاج إليك أي إلى التحسر وشاع ذلك في كلامهم حتى صارت هذه الكلمة كالمثل لشدة التحسر