وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والغيب : ما خفي وغاب عن علم الناس والشهادة : ما يعلمه الناس مما يدخل تحت الإحساس الذي هو أصل العلوم .
والعدول عن الإضمار إلى الاسم الظاهر في قوله ( بين عبادك ) دون أن يقول : بيننا لما في ( عبادك ) من العموم لأنه جمع مضاف فيشمل الحكم بينهم في قضيتهم هذه والحكم بين كل مختلفين لأن التعميم أنسب بالدعاء والمباهلة .
وجملة ( أنت تحكم بين عبادك ) خبر مستعمل في الدعاء . والمعنى : احكم بيننا . وفي تلقين هذا الدعاء للنبي A لإيماء إلى أنه الفاعل الحق .
وتقديم المسند إليه على الخبر الفعلي في قوله ( أنت تحكم ) لإفادة الاختصاص أي أنت لا غيرك .
وإذ لم يكن في الفريقين من يعتقد أن اله يحكم بين الناس في مثل هذا الاختلاف فيكون الرد عليه بمفاد القصر تعين أن القصر مستعمل كناية تلويحية عن شدة شكيمتهم في العناد وعدم الإنصاف والانصياع إلى قواطع الحجج بحيث إن من يتطلب حاكما فيهم لا يجد حاكما فيهم إلا الله تعالى . وهذا أيضا يؤمئ إلى العذر للرسول A في قيامه بأقصى ما كلف به لأن هذا القول إنما يصدر عمن بذل وسعه فيما وجب عليه فلما لقنه ربه أن يقوله كان ذلك في معنى : أنك أبلغت وأديت الرسالة فلم يبق إلا ما يدخل تحت قدرة الله تعالى التي لا يعجزها الألداء أمثال قومك وفيه تسلية للرسول A وفيه وعيد للمعاندين .
والحكم يصدق بحكم الآخرة وهو المحقق الذي لا يخلف ويشمل حكم الدنيا بنصر المحق على المبطل إذا شاء الله أن يعجل بعض حكمه بأن يعجل لهم العذاب في الدنيا .
والإتيان بفعل الكون صلة ل ( ما ) الموصولة ليدل على تحقق الاختلاف وكون خبر ( كان ) مضارعا تعريض بأنه اختلاف متجدد إذ لا طماعية في ارعواء المشركين عن باطلهم .
وتقديم ( فيه ) على ( يختلفون ) للرعاية على الفاصلة مع الاهتمام بالأمر المختلف فيه .
( ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون [ 47 ] وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون [ 48 ] ) عطف على جملة ( قل اللهم فاطر السماوات والأرض ) الخ لأنها تشير إلى أن الحق في جانب النبي A وهو الذي دعا ربه للمحاكمة وأن الحكم سيكون على المشركين فأعقب ذلك بتهويل ما سيكون به الحكم بأنه لو وجد المشركون فدية منه بالغة ما بلغت لافتدوا بها .
و ( ما في الأرض ) يشمل كل عزيز من أهليهم وأموالهم بل وأنفسهم فهو أهون من سوء العذاب يوم القيامة .
A E والمعنى : لو أن ذلك ملك لهم يوم القيامة لافتدوا به يومئذ . ووجه التهويل في ذلك هو ما يستلزمه ملك هذه الأشياء من الشح بها في متعارف النفوس فالكلام تمثيل لحالهم في شدة الدرك والشقاء بحال من لو كان له ما ذكر لبذله فدية من ذلك العذاب وتقدم نظير هذا في سورة العقود . وتضمن حرف الشرط أن كون ما في الأرض لهم منتف فأفاد أن لا فداء لهم من سوء العذاب وهو تأسيس لهم .
و ( من ) في قوله ( من سوء العذاب ) بمعنى لام التعليل أي لافتدوا به لأجل العذاب السيئ الذي شاهدوه . ويجوز أن تكون للبدل أي بدلا عن ( سوء العذاب ) .
وعطف على هذا التأييس تهويل آخر في عظم ما ينالهم من العذاب وهو ما في الموصول من قوله ( ما لم يكونوا يحتسبون ) من الإيهام الذي تذهب فيه نفس السامع إلى كل تصوير من الشدة .
ويجوز جعل الواو للحال أي لافتدوا به في حال ظهور ما لم يكونوا يحتسبون .
و ( من الله ) متعلق ب ( بدا ) . و ( من ) ابتدائية أي ظهر لهم مما أعد الله لهم الذي لم يكونوا يظنونه .
والاحتساب : مبالغة في الحساب بمعنى الظن مثل : اقترب بمعنى قرب . والمعنى : ما لم يكونوا يظنونه وذلك كناية عن كونه متجاوزا أقصى ما يتخيله المتخيل حين يسمع أوصافه فلا التفات في هذه الكناية إلى كونهم كانوا مكذبين بالبعث فلم يكن يخطر ببالهم ونظير هذا الوعد بالخبر قوله تعالى ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين )