وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فقوله ( وحده ) لك أن تجعله حالا من اسم الجلالة ومعناه منفردا . ويقدر في قوله ( ذكر الله ) معنى : بوصف الإلهية ويكون معنى ( ذكر الله وحده ) ذكر تفرده بالإلهية . وهذا جار على قول يونس بن حبيب في ( وحده ) . ولك أن تجعله مصدرا وهو قول الخليل بن أحمد أي هو مفعول مطلق لفعل ( ذكر ) لبيان نوعه أي ذكرا واحدا أي لم يذكر مع اسم الله أسماء أصنامهم . وإضافة المصدر إلى ضمير الجلالة لاشتهار المضاف إليه بهذا الوحد . وهذا الذكر هو الذي يجري في دعوة النبي A وفي الصلوات وتلاوة القرآن وفي مجامع المسلمين .
ومعنى ( إذا ذكر الذين من دونه ) إذا ذكرت أصنامهم بوصف الإلهية وذلك حين يسمعون أقوال جماعة المشركين في أحاديثهم وأيمانهم باللات والعزى أي ولم يذكر اسم الله معها فاستبشارهم بالاقتصار على ذكر أصنامهم مؤذن بأنهم يرجحون جانب الأصنام على جانب الأصنام على جانب الله تعالى . والذكر : هو النطق بالاسم . والمراد إذا ذكر المسلمون اسم الله اشمأز المشركون لأنهم لم يسمعوا ذكر آلهتهم وإذا ذكر المشركون أسماء أصنامهم استبشر الذين يسمعونهم من قومهم .
والتعبير عن آلهتهم ب ( الذين من دونه ) دون لفظ : شركائهم أو شفعائهم للإيماء إلى أن علة استبشارهم بذلك الذكر هو أنه ذكر من وهم دون الله أي ذكر مناسب لهذه الصلة أي هو خال عن اسم الله فالمعنى : وإذا ذكر شركاؤهم دون ذكر الله إذا هم يستبشرون .
والاقتصار على التعرض لهذين الذكرين لأنهما أظهر في سوء نوايا المشركين نحو الله تعالى وفي بطلان اعتذراهم بأنهم ما يعبدون الأصنام إلا ليقربوهم إلى الله ويشفعوا لهم عنده فأما الذكر الذي يذكر فيه اسم الله وأسماء آلهتهم كقولهم في التلبية : لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك فذلك ذكر لا مناسبة له بالمقام .
وذكر جمع من المفسرين لقوله ( إذا ذكر الذين من دونه ) أنه إشارة إلى ما يرى من قصة الغرانيق ونسب تفسير ذلك بذلك إلى مجاهد وهو بعيد عن سياق الآية . ومن البناء على الأخبار الموضوعة فلله در من أعرضوا عن ذكر ذلك .
الاشمئزاز : شدة الكراهية والنفور أي كرهت ذلك قلوبهم ومداركهم .
والاستبشار : شدة الفرح حتى يظهر أثر ذلك على بشرة الوجه وتقدم في قوله ( وجاء أهل المدينة يستبشرون ) في سورة الحجر .
ومقابلة الاشمئزاز بالاستبشار مطابقة كاملة لأن الاشمئزاز غاية الكراهية والاستبشار غاية الفرح .
والتعبير عن المشركين ب ( الذين لا يؤمنون بالآخرة ) لأنهم عرفوا بهذه الصلة بين الناس مع قصد إعادة تذكيرهم بوقوع القيامة .
A E و ( إذا ) الأولى و ( إذا ) الثانية ظرفان مضمنان معنى الشرط كما هو الغالب . و ( إذا ) الثالثة للمفاجأة للدلالة على أنهم يعالجهم الاستبشار حينئذ من فرط حبهم آلهتهم .
ولذلك جيء بالمضارع في ( يستبشرون ) دون أن يقال : مستبشرون لإفادة تجدد استبشارهم .
( قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون [ 46 ] ) لما كان أكثر ما تقدم من السورة مشعرا بالاختلاف بين المشركين والمؤمنين وبان المشركين مصممون على باطلهم على ما غمرهم من حجج الحق دون إغناء الآيات والتدبر عنهم أمر الرسول A عقب ذلك بأن يقول هذا القول تنفيسا عنه من كدر الأسى على قومه وأعذار لهم بالنذارة وإشعار لهم بأن الحق في جانبهم مضاع وأن الأجدر بالرسول A متاركتهم وأن يفوض الحكم في خلافهم إلى الله .
وفي هذا التفويض إشارة إلى أن الذي فوض أمره إلى الله هو الواثق بحقية دينه المطمئن بأن التحكيم يظهر حقه وباطل خصمه .
وابتدئ خطاب الرسول A ربه بالنداء لأن المقام مقام توجيه وتحاكم .
وإجراء الوصفين على اسم الجلالة لما فيهما من المناسبة بخضوع الخلق كلهم لحكمه وشمول علمه لدخائلهم من محق ومبطل .
والفاطر : الخالق وفاطر السماوات والأرض : فاطر لما تحتوي عليه .
ووصف ( فاطر السماوات والأرض ) مشعر بصفة القدرة وتقديمه قبل وصف العلم لأن شعور الناس بقدرته سابق على شعورهم بعلمه ولأن القدرة أشد مناسبة لطلب الحكم لأن الحكم إلزام وقهر فهو من آثاره القدرة مباشرة