وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( أم ) منقطعة وهي للإضراب الانتقالي انتقالا من تشنيع إشراكهم إلى إبطال معاذيرهم في شرهم ذلك أنهم لما دمغتهم حجج القرآن باستحالة أن يكون لله شركاء تمحلوا تأويلا لشركهم فقالوا ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) كما حكي عنهم في أول هذه السورة فلما استوفيت الحجج على إبطال الشرك أقبل هن على إبطال تأويلهم منه ومعذرتهم .
والاستفهام الذي تشعر به ( أم ) في جميع مواقعها هو هنا للإنكار بمعنى أن تأويلهم وعذرهم منكر كما كان المعتذر عنه منكرا فلم يقضوا بهذه المعذرة وطرا .
وقد تقدم في أول السورة بيان مرادهم بكونهم شفعاء .
وأمر الله رسوله A بأن يقول لهم مقالة تقطع بهتانهم وهي ( أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون ) .
فالواو في ( أو لو كانوا ) عاطفة كلام الجيب على كلامهم وهو من قبيل ما سمي بعطف التلقين في قوله تعالى ( قال ومن ذريتي ) في سورة البقرة ولك أن تجعل الواو للحال كما هو المختار في نظيره . وتقدم في قوله ( ولو افتدى به ) في سورة آل عمران . وصاحب الحال مقدر دل عليه ما قبله من قوله ( اتخذوا من دون الله شفعاء ) . والتقدير : أيشفعون لو كانوا لا يملكون شيئا .
والظاهر أن حكم تصدير الاستفهام قبل واو الحال كحكم تصديره قبل واو العطف .
وأفاد تنكير ( شيئا ) في سياق النفي عموم كل ما يملك فيدخل في عمومه جميع أنواعه الشفاعة . ولما كانت الشفاعة أمرا معنويا كان معنى لكها تحصيل إجابتها والكلام تهكم إذ كيف يشفع من لا يعقل فإنه لعدم عقله لا يتصور خطور معنى الشفاعة عنده فضلا عن أن تتوجه إرادته إلى الاستشفاع فاتخاذهم شفعاء من الحماقة .
ولما نفي أن يكون لأصنامهم شيء من الشفاعة في عموم نفي ملك شيء من الموجودات عن الأصنام قوبل بقوله ( لله الشفاعة ) أي الشفاعة كلها لله . وأمر الرسول A بأن يقول ذلك لهم ليعلموا أن لا يملك الشفاعة إلا الله أي هو مالك إجابة شفاعة الشفعاء الحق .
وتقديم الخبر المجرور وهو ( لله ) على المبتدأ لإفادة الحصر . واللام للملك أي قصر ملك الشفاعة على الله تعالى لا يملك أحد الشفاعة عنده .
و ( جميعا ) حال من الشفاعة مفيدة للاستغراق أي لا يشذ جزئي من جزيئات حقيقية الشفاعة عن كونه ملكا لله وقد تأكد بلازم هذه لحال ما دل عليه الحصر من انتفاء أن يكون شيء من الشفاعة لغير الله .
A E وجملة ( له ملك السماوات والأرض ) لتعميم انفراد اله بالتصرف في السماوات والأرض الشامل للتصرف في مؤاخذة المخلوقات وتسيير أمورهم فموقعها موقع التذييل المفيد لتقرير الجملة التي قبله وزيادة . والمراد الملك بالتصرف بالخلق وتصريف أحوال العامين ومن فيهما فإذا كان ذلك الملك له ف يستطيع أحد صرفه عن أمر أراد وقوعه إلى ضد ذلك الأمر في مدة وجود السماوات والأرض وهذا إبطال لأن تكون لآلهتهم شفاعة لهم في أحوالهم في الدنيا .
وعطف عليه ثم إليه ترجعون للإشارة إلى إثبات البعث وإلى أنه لا يشفع أحد عند الله بعد الحشر إلا من أذنه الله بذلك .
و ( ثم ) للترتيب الرتبي كشأنها في عطف الجمل ذلك لأن مضمون ( إليه ترجعون ) أن لله ملك الآخرة كما كان له ملك الدنيا وملك الآخرة أعظم لسعة مملوكاته وبقائها .
وتقديم ( إليه ) على ( ترجعون ) للاهتمام والتقوي وللرعاية على الفاصلة .
( وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون [ 45 ] ) عطف على جملة ( اتخذوا من دون الله شفعاء ) لإظهار تناقضهم في أقوالهم المشعر بأن ما يقولونه أقضية سفساطية يقولونها للتنصل من دمغات الحجج التي جبههم بها القرآن فإنهم يعتذرون تارة على إشراكهم بأن شركاءهم شفعاء لهم عند اله . وهذا يقتضي أنهم معترفون بأن الله هو إلههم وإله شركائهم ثم إذا ذكر النبي A أن الله واحد أو ذكر المسلمون كلمة لا إله إلا الله اشمأزت قلوبهم من الاقتصار على ذكر الله فلا يرضون بالسكوت عن وصف أصنامهم بالإلهية وذلك مؤذن بأنهم يسوونها بالله تعالى