وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمعنى : يتوفى الناس الذين يموتون فان الذي يوصف بالموت هو الذات لا الروح وأن توفيها سلب الأرواح عنها .
وقوله ( والتي لم تمت ) عطف على الأنفس باعتبار قيد ( حين موتها ) لأنه في معنى الوصف فكأنه قيل يتوفى الأنفس التي تموت في حالة نومها والأنفس التي لم تمت في نومها فأفاقت . ويتعلق ( في منامها ) بقوله ( يتوفى ) أي ويتوفى أنفسا لم تمت يتوفاها في منامها كل يوم فعلم أن المراد بتوفيها هو منامها وهذا جار على وجه التشبيه بحسب عرف اللغة إذ لا يطلق على النائم ميت ولا متوفى .
وهو تشبيه نحي به منحى التنبيه إلى حقيقة علمية فإن حالة النوم حالة انقطاع أهم فوائد الحياة عن الجسد وهي الإدراك سوى أن أعضاءه الرئيسية لم تفقد صلاحيتها للعودة إلى أعمالها حين الهبوب من النوم ولذلك قال تعالى ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ) كما تقدم في سورة الأنعام .
والفاء في ( فيمسك ) فاء الفصيحة لأن ما تقدم يقتضي مقدارا يفصح عنه الفاء لبيان توفي النفوس في المقام .
والإمساك : الشد باليد وعدم تسليم المشدود .
والمعنى : فيبقي ولا يرد النفس التي قضى عليها بالموت أي يمنعها أن ترجع إلى الحياة فإطلاق الإمساك على بقاء حالة الموت تمثيل لدوام تلك الحالة . ومن لطائفه أن أهل الميت يتمنون عود ميتهم لو وجدوا إلى عودة سبيلا ولكن الله لم يسمح لنفس ماتت أن تعود إلى الحياة .
والإرسال : الإطلاق والتمكين من مبارحة المكان للرجوع إلى ما كان . والمراد ب ( الأخرى ) ( التي لم تمت ) ولكن الله جعلها بمنزلة الميتة . والمعنى : يرد إليها الحياة كاملة .
والمقصود من هذا إبراز الفرق بين الوفاتين .
ويتعلق ( إلى أجل مسمى ) بفعل ( يرسل ) لما فيه من معنى يرد الحياة إليها أي فلا يسلبها الحياة كلها إلا في أجلها المسمى أي المعين لها في تقدير الله تعالى .
والتسمية : التعيين وتقدمت في قوله تعالى ( إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه ) في سورة البقرة .
هذا هو الوجه في تفسير الآية الخلي عن التكلفات وعن ارتكاب شبه الاستخدام في قوله ( التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى ) وعن التقدير .
A E وجملة ( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) مستأنفة كما تذكر النتيجة عقب الدليل أي أن في حالة الإماتة والإنامة دلائل على انفراد الله تعالى بالتصرف وأنه المستحق للعبادة دون غيره وان ليس المقصود من هذا الخبر الإخبار باختلاف حالتي الموت والنوم بل المقصود التفكر والنظر في مضرب المثل وفي دقائق صنع الله والتذكير بما تنطوي عليه من دقائق الحكمة التي تمر على كل إنسان كل يوم في نفسه وتمر على كثير من الناس في آلهم وفي عشائرهم وهم معرضون عما في ذلك من الحكم وبديع الصنع .
وجعل ما تدل عليه آيات كثيرة لأنهما حلتان عجيبتان ثم في كل حالة تصرف يغير التصرف الذي في الأخرى ففي حالة الموت سلب بعض الحياة عن الجسم حتى يكون كالميت وما هو بميت ثم منح الحياة أن تعود إليه دواليك إلى أن يأتي إبان سلبها عنه سلبا مستمرا .
والآيات لقوم يتفكرون حاصلة على كل من إرادة التمثيل وإرادة الاستدلال على الانفراد بالتصرف .
وتأكيد الخبر ب ( إن ) لتنزيل معظم الناس منزلة المنكر لتلك الآيات لعدم جريهم في أحوالهم على مقتضى ما تدل عليه .
والتفكير : تكلف الفكرة وهو معالجة الفكر ومعاودة التدبر في دلالة الأدلة على الحقائق .
وقرأ الجمهور ( قضى عليها الموت ) ببناء الفعل للفاعل ونصب الموت . وقرأه حمزة والكسائي وخلف ( قضي عليها الموت ) ببناء الفعل للنائب وبرفع الموت وهو على مراعاة نزع الخافض . والتقدير : قضى عليها بالموت فلما حذف الخافض صار الاسم الذي كان مجرورا بمنزلة المفعول به فجعل نائبا عن الفاعل أو على تضمين ( قضي ) معنى كتب وقدر .
( أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون [ 43 ] قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون [ 44 ] )