وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

لم يعطف جملة : أراها في الضلال لئلا يتوهم أنها معطوفة على جملة : أبغي بها بدلا ولأنها انتقال من غرض الدعوة والمحاجة إلى غرض التهديد .
وابتدأ المقول بالنداء بوصف القوم لما يشعر به من الترقيق لحالهم والسف على ضلالهم لأن كونهم قومه يقتضي أن لا يدخرهم نصحا .
والمكانة : المكان وتأنيثه روعي فيه معنى البقعة استعير للحالة الحيطة بصاحبها إحاطة المكان بالكائن فيه .
والمعنى : اعملوا على طريقتكم وحالكم من عداوتي وتقدم نظيره في سورة النعام .
وقرأ الجمهور ( مكانتكم ) بصيغة المفرد . وقرأ أبو بكر عن عاصم ( مكانتكم ) بصيغة الجمع بألف وتاء .
وقال تعالى هنا ( من يأتيه عذاب يجزيه ) ليكون التهديد بعذاب خزي في الدنيا وعذاب مقيم في الآخرة .
فأما قوله في سورة الأنعام ( قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار ) فلم يذكر فيها العذاب لأنها جاءت بعد تهديدهم بقوله ( إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين ) .
وحذفت متعلق ( إني عامل ) ليعم كل متعلق يصلح أن يتعلق ب ( عامل ) مع الاختصار فإن مقابلته بقوله ( اعملوا على مكانتكم ) يدل على أنه أراد من ( إني عامل ) أنه ثابت على عمله في نصحهم ودعوتهم إلى ما ينجيهم . وأن حذفت ذلك مشعر بأنه لا يقتصر على مقدار مكانته وحالته بل حاله تزداد كل حين قوة وشدة لا يعتريها تقصير ولا يثبطها إعراضهم وهذا من مستتبعات الحذف ولم ننبه عليه في سورة الأنعام وفي سورة هود .
و ( من ) استفهام علقت فعل ( تعلمون ) عن العمل في مفعوليه .
والعذاب المخزي هو عذاب الدنيا . والمراد به هنا عذاب السيف يوم بدر . والعذاب المقيم هو عذاب الآخرة وإقامته خلوده . وتنوين ( عذاب ) في الموضعين للتعظيم المراد به التهويل .
وأسند فعل ( يأتيه ) إلى العذاب المخزي لأن الإتيان مشعر بأنه يفاجئهم كما يأتي الطارق . وكذلك إسناد فعل ( يحل ) إلى العذاب المقيم لأن الحلول مشعر بالملازمة والإقامة معهم وهو عذاب الخلود ولذلك يسمى منزل القول حلة ويقال للقوم القاطنين غير المسافرين : هم حلال فكان الفعل مناسبا لوصفه بالمقيم .
وتعدية فعل ( يحل ) بحرف ( على ) للدلالة على تمكنه .
( إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل [ 41 ] ) A E الجملة تعليل للأمر بأن يقول لهم اعملوا على مكانتكم المفيد موادعتهم وتهوين تصميم كفرهم عليه وتثبيته على دعوته . والمعنى : لأنا نزلنا عليك الكتاب بالحق لفائدة الناس وكفاك ذلك شرفا وهداية وكفاك تبليغه إليهم فمن اهتدى من الناس فهدايته لنفسه بواسطتك ومن ضل فلم يهتد به فضلاله على نفسه وما عليك من ضلالهم تبعة لأنك بلغت ما أمرت به . ولذلك خولف بين ما هنا مبين قوله في صدر السورة ( إنا أنزلنا إليك القرآن بالحق ) لأن تلك في غرض التنويه بشأن النبي A فناسب أن يكون إنزال الكتاب إليه و ( للناس ) متعلق ب ( أنزلنا ) و ( بالحق ) حال من ( الكتاب ) والباء للملابسة واللام في ( للناس ) للعلة أي لأجل الناس . وفي الكلام مضاف مفهوم مما تؤذن به اللام من معنى الفائدة والنفع أي لنفع الناس أو مما يؤذن به التفريع في قوله ( فمن اهتدى ) الخ .
وفاء ( فمن اهتدى فلنفسه ) للتفريع وهو تفريع ناشي من معنى اللام . و ( من ) شرطية أي من حصل منه الاهتداء في المستقبل فإن اهتداءه لفائدة نفسه لا غير أي ليست لك من اهتدائه فائدة لذاتك لأن فائدة الرسول A " وهي شرفه وأجره " ثابتة على التبليغ سواء اهتدى من اهتدى وضل من ضل