وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعدل عن تعدية فعل الإرادة للضر والرحمة إلى تعديته لضمير المتكلم ذات المضرور والمرحوم مع أن متعلق الإرادات المعاني دون الذوات فكان مقتضى الظاهر أن يقال : إن أراد ضري أو أراد رحمتي فحق فعل الإرادة إذا قصد تعديته إلى شيئين أن يكون المراد هو المفعول وأن يكون ما معه معدى إليه بحرف الجر نحو أردت خيرا لزيد أو أردت به خيرا فإذا عدل عن ذلك قصد به الاهتمام بالمراد به لإيصال المراد إليه حتى كأن ذاته هي المراد لمن يريد إيصال شيء إليه وهذا من تعليق الأحكام بالذوات . والمراد أحوال الذوات مثل ( حرمت عليكم الميتة ) أي أكلها . ونظم التركيب : إن أرادني وأنا متلبس بضر منه أو برحمة منه قال عمرو بن شاس : .
أرادت عرارا بالهوان ومن يرد ... عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم وإنما فرض إرادة الضر وإرادة الرحمة في نفسه دون أن يقول : إن أرادكم لأن الكلام موجه إلى ما خوفوه من ضر أصنامهم إياه .
وقرأ الجمهور ( كاشفات ضره ) و ( ممسكات رحمته ) بإضافة الوصفين إلى الاسمين . وقرأ أبو عمرو ويعقوب بتنوين الوصفين ونصب ( ضره ) و ( رحمته ) وهو اختلاف في لفظ تعلق الوصف بمعموله والمعنى واحد .
ولما ألقمهم الله بهذه الحجة الحجر وقطعهم فلا يحيروا ببنت شفة أمر رسوله A أن يقول ( حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون ) وإنما أعيد الأمر بالقول ولم ينتظم ( حسبي الله ) في جملة الأمر الأول لأن هذا المأمور بان يقوله ليس المقصود توجيهه إلى المشركين فإن فيما سبقه مقنعا من قلة الاكتراث بأصنامهم وإنما المقصود ان يكون هذا القول شعار النبي A في جميع شؤونه وفيه حظ للمؤمنين معه حاصل من قوله ( عليه يتوكل المتوكلون ) قال تعالى ( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ) فإعادة فعل ( قل ) للتنبيه على استقلال هذا الغرض عن الغرض الذي قبله .
والحسب : الكافي . وتقدم في قوله تعالى ( وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) في آل عمران .
وحذف المتعلق في هذه الجملة لعموم المتعلقات أي حسبي الله من كل شيء وفي كل حال .
والمراد بقوله اعتقاده ثم تذكره ثم الإعلان به لتعليم المسلمين وإغاظة المشركين .
والتوكل : تفويض أمور المفوض إلى من يكفيه إياه وتقدم في قوله ( فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ) في سورة آل عمران .
A E وجملة ( عليه يتوكل المتوكلون ) يجوز أن تكون مما أمر بأن يقوله تذكرا من النبي A وتعليما للمسلمين فتكون الجملة تذييلا للتي قبلها لأنها أعم منها باعتبار القائلين لأن ( حسبي الله ) يؤول إلى معنى : توكلت على الله أي حسبي أنا وحسب كل متوكل أي كل مؤمن يعرف الله حق معرفته ويعتمد على كفايته دون غيره فتعريف ( المتوكلون ) للعموم العرفي أي المتوكلون الحقيقيون إذ لا عبرة بغيرهم .
ويجوز أن تكون من كلام الله تعالى خاطب به رسوله A ولم يأمره بأن يقوله فتكون الجملة تعليلا للأمر بقول ( حسبي الله ) أي اجعل الله حسبك لأن أهل التوكل يتوكلون على الله دون غيره وهم الرسل والصالحون وإذ قد كنت من رفيقهم فكن مثلهم في ذلك على نحو قوله تعالى ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) . وتقديم المجرور على ( يتوكل ) لإفادة الاختصاص لأن أهل التوكل الحقيقيين لا يتوكلون إلا على الله تعالى وذلك تعريض بالمشركين إذ اعتمدوا في أمورهم على أصنامهم .
( قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون [ 39 ] من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم [ 40 ] ) لما أبلغهم الله من الموعظة لأقصى مبلغ ونصب لهم من الحجج أسطع حجة وثبت رسوله A أرسخ تثبيت لا جرم أمر رسوله A بأن يوادعهم موادعة مستقرب النصر ويواعدهم ما أعد لهم من خسر .
وعدم عطف جملة ( قل ) هذه على جملة ( قل حسبي الله ) لدفع توهم أن يكون أمره ( قل حسبي الله ) لقصد إبلاغه إلى المشركين نظير ترك العطف في البيت المشهور في علم المعاني : .
وتظن سلمى أنني أبغي بها ... بدلا أراها في الضلال تهيم