وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والاستفهام تقريري لأن العلم بعزة الله متقرر في النفوس لاعتراف الكل بإلهيته والإلهية تقتضي العزة ولأن العلم بأنه منتقم متقرر من مشاهدة آثار أخذه لبعض المم مثل عاد وثمود .
فإذا كانوا يقرون لله بالوصفين المذكورين فما عليهم إلا أن يعلموا أنه كاف عبده بعزته فلا يقدر أحد على إصابة عبده بسوء وبانتقامه من الذين يبتغون لعبده الأذى .
والعزيز : صفة مشبهة مشتقة من العز وهو منعة الجانب وأن لا يناله المتسلط وهو ضد الذل وتقدم عند قوله تعالى ( فاعلموا أن الله عزيز حكيم ) في سورة البقرة .
والانتقام : المكافأة على الشر بشر وهو مشتق من النقم وهو الغضب كأنه مطاوعه لأنه مسبب عن النقم وقد تقدم عند قوله تعالى ( فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم ) في سورة الأعراف .
وانظر قوله تعالى ( والله عزيز ذو انتقام ) في سورة العقود .
( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ) اعتراض بين جملة ( أليس الله بعزيز ) وجملة ( قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله ) فالواو اعتراضية ويجوز أن يكون معطوفا على جملة ( أليس الله بكاف عبده ) وهو تمهيد لما يأتي بعده من قوله ( قل أفرأيتم ما تدعون من الله ) لأنه قصد به التوطئة إليه بما لا نزاع فيه لأنهم يعترفون بأن الله هو المتصرف في عظائم الأمور أي خلقهما وما تحويانه وتقدم نظيره في سورة العنكبوت .
( قل أفرايتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون [ 38 ] ) جاءت جملة ( قل أفرأيتم ) على أسلوب حكاية المقاولة والمجاوبة لكلامهم المحكي بجملة ( ليقولن الله ) ولذلك لم تعطف الثانية بالواو ولا بالفاء والمعنى : ليقولن الله فقل أفرأيتم ما تدعون من دون الله الخ . والفاء من ( أفرأيتم ) لتفريع الاستفهام الإنكاري على جوابهم تفريعا يفيد محاجتهم على لازم اعترافهم بأن الله هو خالق السماوات والأرض كما في قوله تعالى ( قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ) . وهذا تفريع الإلزام على الإقرار والنتيجة على الدليل فإنهم لما أقروا بأنه خالق السماوات والأرض يلزمهم ان يقروا بأنه المتصرف فيما تحويه السماوات والأرض . والرؤية قلبية أي أفظننتم .
و ( ما تدعون من دون الله ) مفعول ( رأيتم ) الأول والمفعول الثاني محذوف سد مسدة جواب الشرط المعترض بعد المفعول الأول على قاعدة اللغة العربية عند اجتماع مبتدأ وشرط أن يجري ما بعدهما على ما يناسب جملة الشرط لأن المفعول الأول لأفعال القلوب في معنى المبتدأ .
A E وجملة ( هل هن كاشفات ضره ) جواب ( إن ) . واستعمال العرب إذا صدر الجواب بأداة استفهام غير الهمزة يجوز تجرده عن الفاء الرابطة للجواب كقوله تعالى ( قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون ) ويجوز اقترانه بالفاء كقوله ( قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله ) . فأما المصدر بالهمزة فلا يجوز اقترانه بالفاء كقوله ( أرأيت إن كذب وتولى ألم يعلم بان الله يرى ) .
وجواب الشرط دليل على المفعول الثاني لفعل الرؤية . والتقدير : أرأيتم ما تدعون من دون الله كاشفات ضره .
والهمزة للاستفهام وهو إنكاري إنكار لهذا الظن .
وجيء بحرف ( هل ) في جواب الشرط وهي للاستفهام الإنكاري أيضا تأكيدا لما أفادته همزة الاستفهام مع ما في ( هل ) من إفادة التحقيق . وضمير ( هن ) عائد إلى ( ما ) الموصولة وكذلك الضمائر المؤنثة الواردة بعده ظاهرة ومستترة إما لأن ما صدق ( ما ) الموصولة هنا أحجار غير عاقلة وجمع غير العقلاء يجري على اعتبار التأنيث ولأن ذلك يصير الكلام من قبيل الكلام الموجه بأن آلهتهم كالإناث لا تقدر على النصر .
والكاشفات : المزيلات فالكشف مستعار للإزالة بتشبيه المعقول وهو الضر بشيء مستتر وتشبيه إزالته بكشف الشيء المستور أي إخراجه وهي مكنية والكشف استعارة تخييلية .
والإمساك أيضا مكنية بتشبيه الرحمة بما يسعف به وتشبيه التعرض لحصولها بإمساك صاحب المتاع متاعه عن طالبيه