وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ووقع التعبير عن النبي A بالاسم الظاهر وهو ( عبده ) دون ضمير الخطاب لأن المقصود توجيه الكلام إلى المشركين وحذف المفعول الثاني ل ( كاف ) لظهور أن المقصود كافيك أذاهم فأما الأصنام فلا تستطيع أذى حتى يكفاه الرسول A . والاستفهام إنكار عليهم ظنهم أن لا حامي للرسول A من ضر الأصنام .
والمراد ب ( عبده ) هو الرسول A لا محالة وبقرينة و ( يخوفونك ) .
وفي استحضار الرسول A بوصف العبودية وإضافته إلى ضمير الجلالة معنى عظيم من تشريفه بهذه الإضافة وتحقيق أنه غير مسلمة إلى أعدائه .
والخطاب في ( ويخوفونك ) للنبي A وهو التفات من ضمير الغيبة العائد على ( عبده ) ونكتة هذا الالتفات هو تمحيض قصد النبي بمضمون هذه الجملة بخلاف جملة ( أليس الله بكاف عبده ) كما علمت آنفا .
و ( الذين من دونه ) هم الأصنام . عبر عنهم وهم حجارة بموصول العقلاء لكثرة استعمال التعبير عنهم في الكلام بصيغ العقلاء . و ( من دونه ) صلة الموصول على تقدير محذوف يتعلق به المجرور دل عليه السياق تقديره : اتخذوهم من دونه أو عبدوهم من دونه .
ووقع في تفسير البيضاوي أن سبب نزول هذه الآية هو خبر توجيه النبي A خالد بن الوليد إلى هدم العزى وأن سادن العزى قال لخالد : أحذركما يا خالد فإن لها شدة لا يقوم لها شيء فعمد خالد إلى العزى فهشم أنفها حتى كسرها بالفأس فانزل الله هذه الآية . وتأول الخطاب في قوله ( ويخوفونك ) بأن تخويفهم خالدا أرادوا به تخويف النبي A فتكون هذه الآية مدنية وسياق الآية ناب عنه . ولعل بعض من قال هذا إنما أراد الاستشهاد لتخويف المشركين النبي A من أصنامهم بمثال مشهور .
وقرأ الجمهور ( بكاف عبده ) . وقرأ حمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف ( عبادة ) بصيغة الجمع أي النبي A والمؤمنين فإنهم لما خوفوا النبي A فقد أرادوا تخويفه وتخويف أتباعه وأن الله كفاهم شرهم .
( ومن يضلل الله فما له من هاد [ 36 ] ومن يهد الله فما له ومن مضل ) اعتراض بين جملة ( أليس الله بكاف عبده ) الآية وجملة ( أليس الله بعزيز ذي انتقام ) قصد من هذا الاعتراض أن ضلالهم داء عياء لأنه ضلال مكون في نفوسهم وجبلتهم قد ثبتته الأيام ورسخه تعاقب الأجيال فران بغشاوته على ألبابهم فلما صار ضلالهم كالمجبول المطبوع أسند إيجاده إلى الله كناية عن تعسر أو تعذر اقتلاعه من نفوسهم .
A E وأريد من نفي الهادي من قوله ( فما له من هاد ) نفي حصول الاهتداء فكني عن عدم حصول الهدى بانتفاء الهادي لأن عدم الاهتداء يجعل هاديهم كالمنفي . وقد تقدم قوله في سورة الأعراف ( من يضلل الله فلا هادي له ) .
والآيتان متساويتان في إفادة نفي جنس الهادي إلا أن إفادة ذلك هنا بزيادة ( من ) تنصيصا على نفي الجنس . وفي آية الأعراف ببناء هادي على الفتح بعد ( لا ) النافية للجنس فإن بناء اسمها على الفتح مشعر بأن المراد نفي الجنس نصا . والاختلاف بين الأسلوبين تفنن في الكلام وهو من مقاصد البلغاء .
وتقديم ( له ) على ( هاد ) للاهتمام بضميرهم في مقام نفي الهادي لهم لأن ضلالهم المحكي هنا بالغ في الشناعة إذا بلغ بهم حد الطمع في تخويف النبي بأصنامهم في حال ظهور عدم اعتداده بأصنامهم لكل كتأمل من حال دعوته وإذ بلغ بهم اعتقاده مقدرة أصنامهم مع الغفلة عن قدرة الرب الحق بخلاف آية العراف فإن فيها ذكر إعراضهم عن النظر في ملكوت السماوات والأرض وهو ضلال دون ضلال التخويف من باس أصنامهم .
وأما جملة ( ومن يهد الله فما له من مضل ) فقد اقتضاها أن الكلام الذي اعترضت بعده الجملتان اقتضى فريقين : فريقا متمسكا بالأصنام العاجزة عن الأمرين لما بين أن ضلال الفريق الثاني ضلال مكين ببيان أن هدى الفريق الآخر راسخ متين فلا مطمع للفريق الضال بأن يجروا المهتدين إلى ضلالهم .
( أليس الله بعزيز ذي انتقام [ 37 ] ) تعليل لإنكار انتفاء كفاية الله عن ذلك كإنكار أن الله عزيز ذو انتقام فلذلك فصلت الجملة عن التي قبلها