وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقد أوصى أئمة سلفنا الصالح أن لا يذكر من أصحاب الرسول A إلا بأحسن ذكر وبالإمساك عما شجر بينهم وأنهم أحق الناس بأن يلتمس لهم أحسن المخارج فيما جرى بين بعضهم ويظن بهم أحسن المذاهب ولذلك اتفق السلف على تفسيق ابن الأشتر النخعي ومن لف لفه من الثوار الذين جاءوا من مصر إلى المدينة لخلع عثمان بن عفان واتفقوا على أن أصحاب الجمل وأصحاب صفين كانوا متنازعين عن اجتهاد وما دفعهم عليه إلا السعي لصلاح الإسلام والذب عن جامعته من أن تتسرب إليها الفرقة والاختلال فإنهم جميعا قدوتنا وواسطة تبليغ الشريعة إلينا والطعن في بعضهم يفضي إلى مخاوف في الدين ولذلك أثبت علماؤنا عدالة جميع أصحاب النبي A .
وإظهار اسم الجلالة في موضع الإضمار بضمير ( ربهم ) في قوله ( ليكفر الله عنهم ) لزيادة تمكن الإخبار بتكفير سيئاتهم تمكينا لاطمئنان نفوسهم بوعد ربهم .
وعطف على الفعل المجعول علة أولى فعل هو علة ثانية وهو ( ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون ) . وهو المقصود من التعليل للوعد الذي تضمنه قوله ( لهم ما يشاءون عند ربهم ) .
والبناء في قوله ( بأحسن الذي كانوا يعملون ) للسببية وهي ظرف ستقر صفة ل ( أجرهم ) وليست متعلقة بفعل ( يجزيهم ) أي يجزيهم أجرا على أحسن أعمالهم . وإذا كان الجزاء على العمل الأحسن بها الوعد وهو ( لهم ما يشاءون عند ربهم ) فدل على أنهم يجازون على ما هو دون الأحسن من محاسن أعمالهم بدلالة إيذان وصف ( الأحسن ) بأن علة الجزاء هي الحسنية وهي تتضمن أن لمعنى الحسن تأثيرا في الجزاء فإذا كان جزاء أحسن أعمالهم أن لهم ما يشاءون عند ربهم كان جزاء ما هو دون الأحسن من أعمالهم جزاء دون ذلك بأن يجازوا بزيادة وتنفيل على ما استحقوه على أحسن أعمالهم بزيادة تنعم أو كرامة أو نحو ذلك .
وفي مفاتيح الغيب : أن مقاتلا كان شيخ المرجئة وهم الذين يقولون لا يضر شيء من المعاصي مع الإيمان واحتج بهذه الآية فقال : إنها تدل على أن من صدق الأنبياء والرسل فإنه تعالى يكفر عنهم أسوأ الذي عملوا . ولا يجوز حمل الأسوأ على الكفر السابق لأن الظاهر من الآية يدل على أن التفكير إنما حصل في حال ما وصفهم الله بالتقوى من الشرك وإذا كان كذلك وجب أن يكون المراد من الأسوأ الكبائر التي يأتي بها بعد الإيمان اه . ولم يجب عنه في مفاتيح الغيب وجوابه : لأن الأسوأ محتمل أن أدلة كثيرة أحرى تعارض الاستدلال بعمومها .
وفي الجمع بين كلمة ( أسوأ ) وكلمة ( أحسن ) محسن الطبق .
( أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ) A E لما ضرب الله مثلا للمشركين والمؤمنين بمثل رجل فيه شركاء متشاكسون ورجل خالص لرجل كان ذلك المثل مثيرا لأن يقول قائل المشركين لتتألبن شركاؤنا على الذي جاء يحقرها ويسبها ومثيرا لحمية المشركين أن ينتصروا لآلهتهم كما قال مشركو قوم إبراهيم ( حرقوه وانصروا آلهتكم ) . وربما أنطقتهم حميتهم بتخويف الرسول A ففي الكشاف وتفسير القرطبي : أن قريشا قالوا لرسول الله A " إنا نخاف أن تخيلك آلهتنا وإنا نخشى عليك معرتها " بعين بعد الميم بمعنى الإصابة بمكروه يعنون المضرة " لعيبك إياها " . وفي تفسير ابن عطية ما هو بمعنى هذا فلما حكى تكذيبهم النبي عطف الكلام إلى ما هددوه به وخوفوه من شر أصنامهم بقوله ( أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ) .
فهذا الكلام معطوف على قوله ( ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء ) الآية والمعنى : أن الله الذي أفردته بالعبادة هو كافيك شر المشركين وباطل آلهتهم التي عبدوها من دونه فقوله ( أليس الله بكاف عبده ) تمهيد لقوله و ( يخوفونك بالذين من دونه ) قدم عليه لتعجيل مساءة المشركين بذلك ويستتبع ذلك تعجيل مسرة الرسول A بان الله ضامن له الوقاية كقوله ( فسيكفيكهم الله ) .
وأصل النظم : ويخوفونك بالذين من دون الله والله كافيك فغير مجرى النظم لهذا الغرض ولك أن تجعل نظم الكلام على ترتيبه في اللفظ فتجعل جملة ( أليس الله بكاف عبده ) استئنافا وتصير جملة ( ويخوفونك ) حالا