وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومعنى ( عند ربهم ) أن الله ادخر لهم ما يبتغونه وهذا من صيغ الالتزام ووعد الإيجاب يقال : لك عندي كذا أي ألتزم لك بكذا ثم يجوز أن الله يلهمهم أن يشاءوا ما لا يتجاوز قدر ما عين الله من الدرجات في الجنة فإن أهل الجنة متفاوتون في الدرجات . وفي الحديث " إن الله يقول لأحدهم : تمنه فلا يزال يتمنى حتى تنقطع به الأمني فيقول الله لك ذلك وعشرة أمثاله معه " .
ويجوز أن ( ما يشاءون ) مما بقع تحت أنظارهم في قصور ويحجب الله عنهم ما فوق ذلك بحيث لا يسألون ما هو من عطاء أمثالهم وهو عظيم ويقلع الله من نفوسهم ما ليس من حظوظهم .
ويجوز أن ( ما يشاءون ) كناية عن سعة ما يعطونه كما ورد في الحديث " ما لا عين رأت ولا أذن سمعن ولا خطر على قلب بشر " وهذا كما يقول من أسديت إليه بعمل عظيم : لك علي حكمك أو لك عندي ما تسأل وأنت تريد ما هو غاية الإحسان لأمثاله .
وعدل عن اسم الجلالة إلى وصف ( ربهم ) في قوله ( عند ربهم ) إيماء إلى أنه يعطيهم عطاء الربوبية والإيثار بالخير .
ثم نوه بهذا الوعد بقوله ( ذلك جزاء المحسنين ) والمشار إليه هو ما يشاءون لما تضمنه من أنه جزاء لهم على التصديق . وأشير إليه باسم الإشارة لتضمنه تعظيما لشأن المشار إليه .
والمراد بالمحسنين أولئك الموصوفون بأنهم المتقون وكان مقتضى الظاهر أن يؤتى بضميرهم فيقال : ذلك جزاؤهم فوقع الإظهار في مقام الإضمار لإفادة الثناء عليهم بأنهم محسنون .
والإحسان : هو كمال التقوى لأنه فسره النبي A بأنه " أن تعبد الله كأنك تراه " وأي إحسان وأي تقوى أعظم من نبذهم ما نشأوا عليه من عبادة الأصنام ومن تحملهم مخالفة أهليهم وذويهم وعداوتهم وأذاهم ومن صبرهم على مصادرة أموالهم ومفارقة نسائهم تصديقا للذي جاء بالصدق وإيثارا لرضى الله على شهوة النفس ورضي العشيرة .
وقوله ( ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ) اللام للتعليل وهي تتعلق بفعل محذوف دل عليه قوله ( لهم ما يشاءون عند ربهم ) والتقدير : وعدهم الله بذلك والتزم لهم ذلك ليكفر عنهم أسوأ الذي عملوا .
والمعنى : أن الله وعدهم وعدا مطلقا ليكفر عنه أسوأ ما عملوه أي ما وعدهم بذلك الجزاء إلا لأنه أراد أن يكفر عنهم سيئات ما عملوا .
والمقصود من هذا الخبر إعلامهم به ليطمئنوا من عدم مؤاخذتهم على ما فرط منهم من الشرك وأحواله .
A E و ( أسوأ ) يجوز أن يكون باقيا على ظاهر اسم التفضيل من اقتضاء مفضل عليه فالمراد بأسوأ عملهم هو أعظمه سوءا وهو الشرك سئل النبي A : أي الذنب أعظم ؟ فقال : " أن تدعوا لله ندا وهو خلقك " . وإضافته إلى ( الذي عملوا ) إضافة حقيقية ومعنى كون الشرك مما عملوا باعتبار أن الشرك عما قلبي أو باعتبار ما يستتبعه من السجود للصنم وإذا كفر عنهم أسوأ الذي عملوا كفر عنهم ما دونه من سيئ أعمالهم بدلالة الفحوى فأفاد أنه يكفر عنهم جميع ما عملوا من سيئات فإن أريد بذلك ما سبق قبل الإسلام فالآية تعم كل من صدق بالرسول A والقرآن بعد أن كان كافرا فإن الإسلام يجب ما قبله وأن أريد بذلك ما عسى أن يعمله أحد منهم من الكبائر في الإسلام كان هذا التكفير خصوصية لأصحاب رسول الله A فإن فضل الصحبة عظيم . روي عن رسول الله نه قال " لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه " .
ويجوز أن يكون ( أسوأ ) مسلوب المفاضلة وإنما هو مجاز في السوء العظيم على نحو قوله تعالى ( قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) أي العمل الشديد السوء وهو الكبائر وتكون إضافته بيانية .
وفي هذه الآية دلالة على أن رتبة صحبة النبي A عظيمة .
وقال رسول الله A " الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذانهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه "