وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( إن هذا لهو البلاء المبين ) في محل العلة لجملة ( إنا كذلك نجزي المحسنين ) على نحو ما تقدم في موقع جملة ( إنه من عبادنا المؤمنين ) في قصة نوح .
وجواب ( فلما أسلما ) محذوف دل عليه قوله ( وناديناه ) وإنما جيء به في صورة العطف إيثارا لما في ذلك من معنى القصة على أن يكون جوابا لأن الدلالة على الجواب تحصل بعطف بعض القصة دون العكس وحذف الجواب في مثل هذا كثير في القرآن وهو من أساليبه ومثله قوله تعالى ( فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون وجاءوا أباهم عشاء يبكون ) .
وجملة ( وفديناه ) يظهر أنها من الكلام الذي خاطب الله به إبراهيم .
والمعنى : وقد فدينا ابنك بذبح عظيم ولولا هذا التقدير تكون حكاية نداء الله إبراهيم غير مشتملة على المقصود من النداء وهو إبطال الأمر بذبح الغلام .
والفدى والفداء : إعطاء شيء بدلا عن حق للمعطى ويطلق على الشيء المفدى به من إطلاق المصدر على المفعول .
A E وأسند الفداء إلى الله لأنه الآذن به فهو مجاز عقلي فإن الله أوحى إلى إبراهيم أن يذبح الكبش فداء عن ذبح ابنه وإبراهيم هو الفادي بإذن الله وابن إبراهيم مفدى .
والذبح بكسر الذال : المذبوح ووزن فعل بكسر الفاء وسكون عين الكلمة يكثر أن يكون بمعنى المفعول مما اشتق منه مثل : الحب والطحن والعدل .
ووصفه ب ( عظيم ) بمعنى شرف قدر هذا الذبح وهو أن الله فدى به ابن رسول وأبقى به من سيكون رسولا فعظمه بعظم أثره ولأنه سخره الله لإبراهيم في ذلك الوقت وذلك المكان .
وقد أشارت هذه الآيات إلى قصة الذبيح ولم يسمه القرآن لعله لئلا يثير خلافا بين المسلمين وأهل الكتاب في تعيين الذبيح من ولدي إبراهيم وكان المقصد تألف أهل الكتاب لإقامة الحجة عليهم في الاعتراف برسالة محمد A وتصديق القرآن ولم يكن ثمة مقصد مهم يتعلق بتعيين الذبيح ولا في تخطئة أهل الكتاب في تعيينه وأمارة ذلك أن القرآن سمى إسماعيل في مواضع غير قصة الذبح وسمى إسحاق في مواضع ومنها بشارة أمه على لسان الملائكة الذين أرسلوا إلى قوم لوط وذكر اسمي إسماعيل وإسحاق أنهما وهبا له على الكبر ولم يسم أحدا في قصة الذبح قصدا للإبهام مع عدم فوات المقصود من الفضل لأن المقصود من القصة التنويه بشأن إبراهيم فأي ولديه كان الذبيح كان في ابتلائه بذبحه وعزمه عليه وما ظهر في ذلك من المعجزة تنويه عظيم بشأن إبراهيم وقال الله تعالى ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) وقال النبي A " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم " . روى الحاكم في المستدرك عن معاوية بن أبي سفيان أن أحد الأعراب قال للنبي A يا ابن الذبيحين فتبسم النبي A وهو يعني أنه من ولد إسماعيل وهو الذبيح وأن أباه عبد الله بن عبد المطلب كان أبوه عبد المطلب نذر : لئن رزقه الله بعشرة بنين أن يذبح العاشر للكعبة فلما ولد عبد الله وهو العاشر عزم عبد المطلب على الوفاء بنذره فكلمه كبراء أهل البطاح أن يعدله بعشرة من الإبل وأن يستقسم بالأزلام عليه وعلى الإبل فإن خرج سهم الإبل نحرها ففعل فخرج سهم عبد الله فقالوا : " أرض الآلهة أي الآلهة التي في الكعبة يومئذ فزاد عشرة من الإبل واستقسم فخرج سهم عبد الله فلم يزالوا يقولون : أرض الآلهة ويزيد عبد المطلب عشرة من الإبل ويعيد الاستقسام ويخرج سهم عبد الله إلى أن بلغ مائة من الإبل واستقسم عليهما فخرج سهم الإبل فقالوا رضيت الآلهة فذبحها فداء عنه " .
وكانت منقبة لعبد المطلب ولابنه أبي النبي A تشبه منقبة جده إبراهيم وإن كانت جرت على أحوال الجاهلية فإنها يستخلص منها غير ما حف بها من الأعراض الباطلة وكان الزمان زمان فترة لا شريعة فيه ولم يرد السنة الصحيحة ما يخالف هذا .
إلا أنه شاع من أخبار أهل الكتاب أن الذبيح هو إسحاق بن إبراهيم بناء على ما جاء في سفر التكوين في الإصحاح الثاني والعشرين وعلى ما كان يقصه اليهود عليهم ولم يكن فيما علموه من أقوال الرسول A ما يخالفه ولا كانوا يسألونه