وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأ الجمهور ( يزفون ) بفتح الياء وكسر الزاي على أنه مضارع زف . وقرأه حمزة وخلف بضم الياء وكسر الزاي على أنه مضارع أزف أي شرعوا في الزفيف فالهمزة ليست للتعدية بل للدخول في الفعل مثل قولهم أدنف أي صار في حال الدنف وهو راجع إلى كون الهمزة للصيرورة .
A E وجملة ( قال أتعبدون ما تنحتون ) استئناف بياني لأن إقبال القوم إلى إبراهيم بحالة تنذر بحنقهم وإرادة البطش به يثير في نفس السامع تساؤلا عن حال إبراهيم في تلقيه بأولئك وهو فاقد للنصير معرض للنكال فيكون ( قال أتعبدون ما تنحتون ) جوابا وبيانا لما يسأل عنه وذلك منبئ عن رباطة جأش إبراهيم إذ لم يتلق القوم بالاعتذار ولا بالاختفاء ولكنه لقيهم بالتهكم بهم إذ قال ( بل فعله كبيرهم هذا ) كما في سورة الأنبياء . ثم أنحى عليهم باللائمة والتوبيخ وتسفيه أحلامهم إذ بلغوا من السخافة أن يعبدوا صورا نحتوها بأيديهم أو نحتها أسلافهم فإسناد النحت إلى المخاطبين من قبيل إسناد الفعل إلى القبيلة إذا فعله بعضها كقولهم : بنو أسد قتلوا حجر بن عمرو أبا امرئ القيس .
والنحت : بري العود ليصير في شكل يراد فإن كانت الأصنام من الخشب فإطلاق النحت حقيقة وإن كانت من حجارة كما قيل فإطلاق النحت على نقشها وتصويرها مجاز .
والاستفهام إنكاري والإتيان بالموصول والصلة لما تشتمل عليه الصلة من تسلط فعلهم على معبوداتهم أي أن شأن المعبود أن يكون فاعلا لا منفعلا فمن المنكر أن تعبدوا أصناما أنتم نحتموها وكان الشأن أن تكون أقل منكم .
والواو في ( والله خلقكم وما تعملون ) واو الحال أي أتيتم منكرا إذ عبدتم ما تصنعونه بأيديكم والحال أن الله خلقكم وما تعملون وأنتم معرضون عن عبادته أو وأنتم مشركون معه في العبادة مخلوقات دونكم . والحال مستعملة في التعجيب لأن في الكلام حذفا بعد واو الحال إذ التقدير : ولا تعبدون الله وهو خلقكم وخلق ما نحتموه .
و ( ما ) موصولة و ( تعملون ) صلة الموصول والرابط محذوف على الطريقة الكثيرة أي وما تعملونها . ومعنى ( تعملون ) تنحتون . وإنما عدل عن إعادة فعل ( تنحتون ) لكراهية تكرير الكلمة فلما تقدم لفظ ( تنحتون ) علم أن المراد ب ( ما تعملون ) ذلك المعمول الخاص وهو المعمول للنحت لأن العمل أعم . يقال : علمت قميصا وعلمت خاتما . وفي حديث صنع المنبر " أرسل رسول الله A لامرأة من الأنصار أن مري غلامك النجار يعمل لي أعوادا أكلم عليها الناس " .
وخلق الله إياها ظاهر وخلقه ما يعملونها : هو خلق المادة التي تصنع منها من حجر أو خشب ولذلك جمع بين إسناد الخلق إلى الله بواو العطف وإسناد العمل إليهم بإسناد فعل ( تعملون ) .
وقد احتج الأشاعرة على أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى بهذه الآية على أن تكون ( ما ) مصدرية أو تكون موصولة على أن المراد : ما تعملونه من الأعمال . وهو تمسك ضعيف لما في الآية من الاحتمالين ولأن المقام يرجح المعنى الذي ذكرناه إذ هو في مقام المحاجة بأن الأصنام أنفسها مخلوقة لله فالأولى المصير إلى أدلة أخرى .
( قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم [ 97 ] فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين [ 98 ] ) الجحيم : النار الشديدة الوقود وكل نار على نار وجمر فوق جمر فهو جحيم .
وتقدمت هذه القصة ونظير هذه الآية في سورة الأنبياء وعبر هنا ب ( الأسفلين ) وهنالك ب ( الأخسرين ) والأسفل هو المغلوب لأن الغالب يتخيل معتليا على المغلوب فهو استعارة للمغلوب والأخسر هنالك استعارة لمن لا يحصل من سعيه على بغيته .
( وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين [ 99 ] رب هب لي من الصالحين [ 100 ] ) لما نجا إبراهيم من نارهم صمم على الخروج من بلده " أور الكلدانيين " .
وهذه أول هجرة في سبيل الله للبعد عن عبادة غير الله . والتوراة بعد أن طوت سبب أمر الله إياه بالخروج ذكر فيها أنه خرج قاصدا بلاد حران في أرض كنعان ( وهي بلاد الفينيقيين ) .
والظاهر : أن هذا القول قاله علنا في قومه ليكفوا عن أذاه وكان الأمم الماضون يعدون الجلاء من مقاطع الحقوق قال زهير : .
وإن الحق مقطعه ثلاث ... يمين أو نفار أو جلاء