وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفعل الظن إذا عدي بالباء أشعر غالبا بظن غير صادق قال تعالى ( وتظنون بالله الظنونا ) وقال ( وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم ) . ومنه إطلاق الظنين على المتهم فإن أصله : ظنين به فحذفت الباء ووصل الوصف وذلك أنه الظنين على المتهم فإن أصله : ظنين به فحذف الباء ووصل الوصف وذلك أنه إذا عدي بالباء فالأكثر حذف مفعوله وكانت الباء للإلصاق المجازي أي ظن ظنا ملصقا بالله أي مدعى تعلقه بالله وإنما يناسب ذلك ما ليس لائقا بالله .
A E وتقدمت الإشارة إليه عند قوله تعالى ( وتظنون بالله الظنونا ) في سورة الأحزاب .
والمعنى : فما ظنكم السيئ بالله ولما كان الظن من أفعال القلب فتعديته إلى اسم الذات دون إتباع الاسم بوصف متعينة لتقدير وصف مناسب . وقد حذف المتعلق هنا لقصد التوسع في تقدير المحذوف بكل احتمال مناسب تكثيرا للمعاني فيجوز أن تعتبر من ذات رب العالمين أوصافه . ويجوز أن يعتبر منها الكنه والحقيقة فاعتبار الوصف على الوجهين : أحدهما المعنى المشتق منه الرب وهو الربوبية وهي تبليغ الشيء إلى كماله تدريجا ورفقا فإن المخلوق محتاج إلى البقاء والإمداد وذلك يوجب أن يشكر الممد فلا يصد عن عبادة ربه فيكون التقدير : فما ظنكم أن له شركاء وهو المنفرد باستحقاق الشكر المتمثل في العبادة لأنه الذي أمدكم بإنعامه .
وثانيهما : أن يعتبر فيه معنى المالكية وهي أحد معنيي الرب وهو مستلزم لمعنى القهر والقدرة على المملوك فيكون التقدير : فما ظنكم ماذا يفعل بكم من عقاب على كفرانه وهو مالككم ومالك العالمين .
وأما جواز اعتبار حقيقة رب العالمين وكنهه . فالتقدير فيه : فما ظنكم بكنه الربوبية فإنكم جاهلون الصفات التي تقتضيها وفي مقدمتها الوحدانية .
( فنظر نظرة في النجوم [ 88 ] فقال إني سقيم [ 89 ] فتولوا عنه مدبرين [ 90 ] فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون [ 91 ] ما لكم لا تنطقون [ 92 ] فراغ عليهم ضربا باليمين [ 95 ] فأقبلوا إليه يزفون [ 94 ] قال أتعبدون ما تنحتون [ 95 ] والله خلقكم وما تعملون [ 96 ] ) مفرع على جملة ( إذ قال لأبيه وقومه ) تفريع قصص بعطف بعضها على بعض .
والمقصود من هذه الجمل المتعاطفة بالفاءات هو الإفضاء إلى قوله ( فراغ إلى آلهتهم ) وأما ما قبلها فتمهيد لها وبيان كيفية تمكنه من أصنامهم وكسرها ليظهر لعبدتها عجزها .
وقال ابن كثير في تفسيره " قال قتادة : والعرب تقول لمن تفكر : نظر في النجوم يعني قتادة : أنه نظر إلى السماء متفكرا فيما يلهيهم به " اه . وفي تفسير القرطبي عن الخليل والمبرد يقال : للرجل إذا فكر في شيء يدبره : نظر في النجوم أي أنه نظر في النجوم مما جرى مجرى المثل في التعبير عن التفكير لأن المتفكر يرفع بصره إلى السماء لئلا يشتغل بالمرئيات فيخلو بفكره للتدبر فلا يكون النجوم وذكر النجوم جرى على المعروف من كلامهم .
وجنح الحسن إلى تأويل معنى النجوم بالمصدر أنه نظر فيما نجم له من الرأي يعني أن النجوم مصدر نجم بمعنى ظهر .
وعن ثعلب : نظر هنا تفكر فيما نجم من كلامهم لما سألوه أن يخرج معهم إلى عيدهم ليدبر حجة .
والمعنى : ففكر في حيلة يخلو له بها بد أصنامهم فقال ( إني سقيم ) ليلزم مكانه ويفارقوه فلا يريهم بقاؤه حول بدهم ثم يتمكن من إبطال معبوداتهم بالفعل . والوجه : أن التعقيب الذي أفادته الفاء من قوله ( فنظر ) تعقيب عرفي أي لكل شيء نحسبه فيفيد كلاما مطويا يشير إلى قصة إبراهيم التي قال فيها ( إني سقيم ) والتي تفرع عليها قوله تعالى ( فراغ إلى أهله ) الخ .
وتقييد النظرة بصيغة المرة في قوله ( نظرة ) إيماء إلى أن الله ألهمه المكيدة وأرشده إلى الحجة كما قال تعالى ( ولقد آتينا إبراهيم رشده ) .
وقوله ( إني سقيم ) عذر انتحله ليتركوه فيخلو ببيت الأصنام ليخلص إليها عن كثب فلا يجد من يدفعه عن الإيقاع بها . وليس في القرآن ولا في السنة بيان لهذا لأنه غني عن البيان . وذكر المفسرون أنه اعتذر عن خروجه مع قومه من المدينة في يوم عيد يخرجون فيه فزعم أنه مريض لا يستطيع الخروج فافترض إبراهيم خروجهم ليخلو ببد الأصنام وهو الملائم لقوله ( فتولوا عنه مدبرين )