وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتعليق كونه شيعة نوح بهذا الحين المضاف إلى تلك الحالة كناية عن وصف نوح بسلامة القلب أيضا يحصل من قوله ( وإن من شيعته لإبراهيم ) إثبات مثل صفات نوح لإبراهيم ومن قوله ( إذ جاء ربه بقلب سليم ) إثبات صفة مثل صفة إبراهيم لنوح على طريق الكناية في الإثباتين إلا أن ذلك أثبت لإبراهيم بالصريح ويثبت لنوح باللزوم فيكون أضعف فيه من إبراهيم .
و ( إذ قال لأبيه ) بدل من ( إذ جاء ربه بقلب سليم ) بدل اشتمال فإن قوله هذا لما نشأ عن امتلاء قلبه بالتوحيد والغضب لله على المشركين كان كالشيء المشتمل عليه قلبه السليم فصدر عنه .
و ( ماذا تعبدون ) استفهام إنكاري على أن تعبدوا ما يعبدونه ولذلك اتبعه باستفهام آخر إنكاري وهو ( أئفكا آلهة دون الله تريدون ) . وهذا الذي اقتضى الإتيان باسم الإشارة بعد ( ما ) الاستفهامية الذي هو مشرب معنى الموصول المشار إليه فاقتضى أن ما يعبدونه مشاهد لإبراهيم فانصرف الاستفهام بذلك إلى معنى دون الحقيقي وهو معنى الإنكار بخلاف قوله ( إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون ) في سورة الشعراء فإنه استفهام على معبوداتهم ولذلك أجابوا عنه ( قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين ) وإنما أراد بالاستفهام هنالك التمهيد إلى المحاجة فصوره في صورة الاستفهام لسماع جوابهم فينتقل إلى إبطاله كما هو ظاهر من ترتيب حجاجه هنالك فذلك حكاية لقول إبراهيم في ابتداء دعوته قومه وأما ما هنا فحكاية لبعض أقواله في إعادة الدعوة وتأكيدها .
وجملة ( أئفكا آلهة دون الله تريدون ) بيان لجملة ( ماذا تعبدون ) بين به مصب الإنكار في قوله ( ماذا تعبدون ) وإيضاحه أي كيف تريدون آلهة إفكا .
وإرادة الشيء : ابتغاؤه والعزم على حصوله وحق فعلها أن يتعدى إلى المعاني قال ابن الدمينة : .
" تريدين قتلي قد ظفرت بذلك فإذا عدي إلى الذوات كان على معنى يتعلق بتلك الذوات كقول عمرو بن شاس الأسدي : .
أرادت عرارا بالهوان ومن يرد ... عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم فلذلك كانت تعدية فعل ( تريدون ) إلى ( آلهة ) على معنى : تريدونها بالعبادة أو بالتأليه فكان معنى ( آلهة ) دليلا على جانب إرادتها .
فانتصب ( آلهة ) على المفعول به وقدم المفعول على الفعل للاهتمام به ولأن فيه دليلا على جهة تجاوز معنى الفعل للمفعول .
وانتصب ( إفكا ) على الحال من ضمير ( تريدون ) أي آفكين . والإفك : الكذب . ويجوز أن يكون حالا من آلهة أي آلهة مكذوبة أي مكذوب تأليهها .
والوصف بالمصدر صالح لاعتبار معنى الفاعل او معنى المفعول .
وقدمت الحال على صاحبها للاهتمام بالتعجيل بالتعبير عن كذبهم وضلالهم .
وقوله ( دون الله ) أي خلاف الله وغيره وهذا صالح لاعتبار قومه عبدة أوثان غير معترفين بإله غير أصنامهم ولاعتبارهم مشركين مع الله آلهة أخرى مثل المشركين من العرب لأن العرب بقيت فيهم أثارة من الحنيفية فلم ينسوا وصف الله بالإلهية وكان قوم إبراهيم وهم الكلدان يعبدون الكواكب نظير ما كان عليه اليونان والقبط .
وفرع على استفهام الإنكار استفهام آخر وهو قوله ( فما ظنكم برب العالمين ) وهو استفهام أريد به الإنكار والتوقيف على الخطأ وأريد بالظن الاعتقاد الخطأ .
وسمي ظنا لأنه غير مطابق للواقع ولم يسمه علما لأن العلم لا يطلق إلا على الاعتقاد المطابق للواقع ولذلك عرفوه بأنه : ( صفة توجب تمييزا لا يحتمل النقيض ) ولا ينتفي احتمال النقيض إلا متى كان موافقا للواقع .
وكثر إطلاق الظن على التصديق المخطئ والجهل المركب كما في قوله تعالى ( إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ) في سورة الأنعام . وقوله ( وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ) .
وقول النبي A " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث " .
والمعنى : أن اعتقادكم في جانب رب العالمين جهل منكر