وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

واختير هؤلاء الرسل الستة : لأن نوحا القدوة الأولى وإبراهيم هو رسول الملة الحنيفية التي هي نواة الشجرة الطيبة شجرة الإسلام وموسى لشبه شريعته بالشريعة الإسلامية في التفصيل والجمع بين الدين والسلطان فهؤلاء الرسل الثلاثة أصول . ثم ذكر ثلاثة رسل تفرعوا عنهم وثلاثة على ملة رسل من قبلهم . فأما لوط فهو على ملة إبراهيم وأما إلياس ويونس فعلى ملة موسى .
وابتدى بقصة نوح مع قومه فإنه أول رسول بعثه الله إلى الناس وهو الأسوة الأولى والقدوة المثلى .
وابتداء القصة بذكر نداء نوح ربه موعظة للمشركين ليحذروا دعاء الرسول ( ص ) ربه تعالى بالنصر عليهم كما دعا نوح على قومه وهذا النداء هو المحكي في قوله ( قال رب انصرني بما كذبون ) في سورة المؤمنون وقوله ( قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ) الآيات من سورة نوح .
والفاء في قوله ( فلنعم المجيبون ) تفريع على ( نادانا ) أي نادانا فأجبناه فحذف المفرع لدلالة ( فلنعم المجيبون ) عليه لتضمنه معنى فأجبناه جواب يقال فيه : نعم المجيب .
والمخصوص بالمدح محذوف أي فلنعم المجيبون نحن . وضمير المتكلم المشارك مستعمل في التعظيم كما هو معلوم .
وتأكيد الخبر وتأكيد ما فرع عليه بلام القسم لتحقيق الأمرين تحذيرا للمشركين بعد تنزيلهم منزلة من ينكر أن نوحا دعا فاستجيب له .
والتنجية : الإنجاء وهو جعل الغير ناجيا . والنجاة : الخلاص من ضر واقع . وأطلقت هنا على السلامة من ذلك قبل الوقوع فيه لأنه لما حصلت سلامته في حين إحاطة الضر بقومه نزلت سلامته منه مع قربه منه بمنزلة الخلاص منه بعد الوقوع فيه تنزيلا لمقاربة وقوع الفعل منزلة وقوعه وهذا إطلاق كثير للفظ النجاة بحيث يصح أن يقال : النجاة خلاص من ضر واقع أو متوقع .
والمراد بأهله : عائلته إلا من حق عليه القول منهم وكذلك المؤمنون من قومه قال تعالى ( قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن معه إلا قليل ) . فالاقتصار على أهله هنا لقلة من آمن به من غيرهم أو أريد بالأهل أهل دينه كقوله تعالى ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه ) .
وأشعر قوله ( ونجيناه وأهله ) أن استجابة دعاء نوح كانت بأن أهلك قومه .
والكرب : الحزن الشديد والغم . ووصفه ب ( العظيم ) لإفادة أنه عظيم في نوعه فهو غم على غم . والمعني به الطوفان وهو كرب عظيم على الذين وقعوا فيه فإنجاء نوح منه هو سلامته من الوقوع فيه كما علمت لأنه هول في المنظر وخوف في العاقبة والوقوع فيه موقن بالهلاك . ولا يزال الخوف به حتى يغمره الماء ثم لا يزال في آلام من ضيق النفس ورعدة القر والخوف وتحقيق الهلاك حتى يغرق في الماء .
وإنجاء الله إياه نعمة عليه وإنجاء أهله نعمة أخرى وهلاك ظالميه نعمة كبرى وجعل عمران الأرض بذريته نعمة دائمة لأنهم يدعون له ويذكر بينهم مصالح أعماله وذلك مما يC لأجله وستأتي نعم أخرى تبلغ اثنتي عشرة .
وضمير الفصل في قوله ( هم الباقين ) للحصر أي لم يبق أحد من الناس إلا من نجاه الله مع نوح في السفينة من ذريته ثم من تناسل منهم فلم يبق من أبناء آدم غير ذرية نوح فجميع الأمم من ذرية أولاد نوح الثلاثة .
A E وظاهر هذا أن من آمن مع نوح غير أبنائه لم يكن لهم نسل . قال ابن عباس : لما خرج نوح من السفينة مات من معه من الرجال والنساء إلا ولده ونساءه . وبذلك يندفع التعارض بين هذه الآية وبين قوله في سورة هود ( قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل ) وهذا جار على أن الطوفان قد عم الأرض كلها واستأصل جميع البشر إلا من حملهم نوح في السفينة وقد تقدم خبره في سورة هود