وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والفاء في قوله ( فمالئون ) فاء التفريع وفيها معنى التعقيب أي لا يلبثون أن تمتلئ بطونهم من سرعة الالتقام وذلك تصوير لكراهتها فإن الطعام الكريه كالدواء إذا تناوله آكله أسرع ببلعه وأعظم لقمه لئلا يستقر طعمه على آلة الذوق .
و ( ثم ) في قوله ( ثم إن لهمم عليها لشوبا من حميم ) للتراخي الرتبي لأنها عطفت جملة وليس للتراخي في الإخبار معنى إلا إفادة أن ما بعد حرف التراخي أهم أو أعجب مما قبله بحيث لم يكن السامع يرقبه فهو أعلى رتبة باعتبار أنه زيادة في العذاب على الذي سبقه فوقعه أشد منه وقد أشعر بذلك قوله عليها أي بعدها أي بعد أكلهم منها .
والشوب : أصله مصدر شاب الشيء بالشيء إذا خلطه به ويطلق على الشيء المشوب به إطلاقا للمصدر على المفعول كالخلق على المخلوق . وكلا المعنيين محتمل هنا .
وضمير ( عليها ) عائد إلى ( شجرة الزقوم ) بتأويل ثمرها .
و ( على ) بمعنى ( مع ) ويصح أن تكون للاستعلاء لأن الحميم يشربونه بعد الأكل فينزل عليه في الأمعاء .
والحميم : القيح السائل من الدمل وتقدم عند قوله تعالى ( لهم شراب من حميم ) في سورة الأنعام .
والقول في عطف ( ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم ) كالقول في عطف ( ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ) .
والمرجع : مكان الرجوع أي المكان الذي يعود إليه الخارج منه بعد أن يفارقه . وقد يستعار للانتقال من حالة طارئة إلى حالة أصلية نشبيها بمغادرة المكان ثم العود إليه كقول عمر بن الخطاب في كلامه مع هنيئ صاحب الحمى " فإنها إن تهلك ماشيتهما يرجعان إلى نخل وزرع " يعنى عثمان بن عفان وعبد الرحمان بن عوف فإنه إنما عنى أنهما ينتقلان من الانتفاع بالماشية إلى الانتفاع بالنخل والزرع وكذلك ينبغي أن يفسر الرجوع في الآية لان المشركين حين يطعمون من شجرة الزقوم ويشربون الحميم لم يفارقوا الجحيم فأريد التنبيه على أن عذاب الأكل من الزقوم والشراب من الحميم زيادة على عذاب الجحيم ألا ترى إلى قوله ( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ) فليس ثمة مغادرة للجحيم حتى يكون الرجوع حقيقة مثله النبي ( ص ) حين رجوعه من إحدى مغازيه " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر " يريد مجاهدة النفس فإنه لم يعن أنهم حين اشتغالهم بالجهاد قد تركوا مجاهدة أنفسهم وإنما عنى أنهم كانوا في جهاد زائد فصاروا إلى الجهاد السابق .
( إنهم ألفوا آبائهم ضالين [ 69 ] فهم على آثارهم يهرعون [ 70 ] ) تعليل لما جازاهم الله به من العذاب وإبداء للمناسبة بينه وبين جرمهم فإن جرمهم كان تلقيا لما وجدوا عليه آبائهم من الشرك وشعبه بدون نظر ولا اختيار لما يختاره العاقل فكان من جزائهم على ذلك أنهم يطعمون طعاما مؤلما ويسقون شرابا قذرا بدون اختيار كما تلقوا دين آبائهم تقليدا واعتباطا .
فموقع ( إن ) موقع فاء السببية ومعناها معنى لام التعليل وهي لذلك مفيدة ربط الجملة بالتي قبلها كما تربطها الفاء ولام التعليل كما تقدم غير مرة .
والمراد : المشركون من أهل مكة الذين قالوا ( إنا وجدنا آباءنا على أمة ) .
A E وفي قوله ( ألفوا آبائهم ضالين ) إيماء إلى أن ضلالهم لا يخفى عن الناظر فيه لو تركوا على الفطرة العقلية ولم يغشوها بغشاوة العناد .
والفاء الداخلة على جملة ( فهم على آثارهم يهرعون ) فاء العطف للتفريع والتسبب أي متفرع على إلفائهم آبائهم ضالين أن اقتفوا آثارهم تقليدا بلا تأمل وهذا ذم لهم .
والآثار : ما تتركه خطى الماشين من موطئ الأقدام فيعلم السائر بعدهم أن موقعها مسلوكة موصلة إلى معمور فمعنى ( على ) الاستعلاء التقريبي وهو معنى المعية لأنهم يسيرون معها ولا يلزم أن يكونوا معتلين عليها .
و ( يهرعون ) بفتح الراء مبنيا للمجهول مضارع : أهرعه إذا جعله هارعا أي حمله على الهرع وهو الإسراع المفرط في السير عبر به عن المتابعة دون تأمل فشبه قبول الاعتقاد بدون تأمل بمتابعة السائر متابعة سريعة لقصد الالتحاق به .
وأسند إلى المجهول للدلالة على أن ذلك ناشئ عن تلقين زعمائهم وتعاليم المضللين فكأنهم مدفوعون إلى الهرع في آثار آبائهم فيحصل من قوله ( يهرعون ) تشبيه حال الكفرة بحال من يزجى ويدفع إلى السير وهو لا يعلم إلى أين يسار به