وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والاشارة ب ( أذلك ) إلى ما تقدم من حال المؤمنين في النعيم والخلود وجيء باسم الإشارة مفردا بتأويل المذكور بعلامة بعد الشار إليه لتعظيمه بالبعد أي بعد المرتبة وسموها لأن الشيء النفيس الشريف يتخيل عاليا والعالي يلازمه البعد عن المكان المعتاد وهو السفل وأين الثريا من الثرى .
والنزل : بضمتين ويقال : نزل بضم وسكون هو في أصل اللغة : المكان الذي ينزل فيه النازل قاله الزجاج . وجرى عليه صاحب اللسان وصاحب القاموس وأطلق إطلاقا شائعا كثيرا على الطعام المهيأ للضيف لأنه أعد له لنزوله تسمية باسم مكانه نظير ما أطلقوا اسم السكن بسكون الكاف على الطعام المعد للساكن الدار إذ المسكن يقال فيه : سكن أيضا .
واقتصر عليه أكثر المفسرين ولم يذكر الراغب غيره .
ويجوز أن يكون المراد من النزل هنا طعام الضيافة في الجنة .
ويجوز أن يراد به مكان النزول على تقدير مضاف في قوله ( أم شجرة الزقوم ) بتقدير : أم مكان شجرة الزقوم .
وعلى الوجهين فانتصاب ( نزلا ) على الحال من اسم الإشارة ومتوجه الإشارة بقوله ( ذلك ) إلى ما يناسب الوجهين مما تقدم من قوله ( رزق معلوم فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم ) .
ويجري على الوجهين معنى معادل الاستفهام فيكون إما أن تقدر : أم منزل شجرة الزقوم على حد قوله تعالى ( أي الفريقين خير وأحسن نديا ) فقد ذكر مكانين وإما أن نقدر : أم نزل شجرة الزقوم وعلى هذا الوجه الثاني تكون المعادلة مشاكلة نهكما لأن طعام شجرة الزقوم لا يحق له أن يسمى نزلا .
وشجرة الزقوم ذكرت هنا ذكر ما هو معهود من قبل لورودها معرفة بالإضافة لوقوعها في مقام التفاوت بين حالي خير وشر فيناسب أن تكون الحوالة على مثلين معروفين فأما أن يكون اسما جعله القرآن لشجرة في جهنم ويكون سبق ذكرها في ( ثم إنكم أيها الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم ) في سورة الواقعة وكان نزولها قبل سورة الصافات . ويبين هذا ما رواه الكلبي أنه لما نزلت هذه الآية " أي آية سورة الواقعة " قال ابن الزبعري : أكثر الله في بيوتكم الزقوم فإن أهل اليمن يسمون التمر والزبد بالزقوم . فقال أبو جهل لجاريته : زقمينا فأتته بزبد وتمر فقال : تزقموا .
A E وعن ابن سيده : بلغنا أنه لما نزلت ( إن شجرة الزقوم طعام الأيم ) " أي في سورة الدخان " لم يعرفها قريش . فقال أبو جهل : يا جارية هاتي لنا تمرا وزبدا نزدقمه فجعلوا يأكلون ويقولون : أفبهاذا يخوفنا محمد في الآخرة اه . والمناسب أن يكون قولهم هذا عندما سمعوا آية سورة الدخان وقد جاءت فيها نكرة . وإما أن يكون اسما لشجرة معروف هو مذموم قيل : هو شجر من أخبث الشجر يكون بتهامة وبالبلاد المجدبة المجاورة للصحراء كريهة الرائحة صغيرة الورق مسمومة ذات لبن إذا أصاب جلد الإنسان تورم ومات منه في الغالب . قاله قطرب وأبو حنيفة .
وتصدي القرآن لوصفها المفصل هنا يقتضي أنها ليست معروفة عندهم فذكرها مجملة في سورة الواقعة فلما قالوا ما قالوا فصل أوصافها هنا بهذه الآية وفي سورة الدخان بقوله ( إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل تغلي في البطون كغلي الحميم ) .
وقد سماها القرآن بهذه الإضافة كأنها مشتقة من الزقمة بضم الزاء وسكون القاف وهم اسم الطاعون وقال ابن دريد : لم يكن الزقوم اشتقاقا من التزقم وهو الإفراط في الأكل حتى يكرهه . وهو يريد الرد على من قال : إنها مشتقة من التزقم وهو البلع على جهد لكرهة الشيء .
واستأنف وصفها بأن الله جعلها فتنة للظالمين أي عذابا مثل ما في قوله ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ) أي عذبوهم بأخدود النار