وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وروي عن عطاء الخراساني : أنها نزلت في أخوين مؤمن وكافر كانا غنيين وكان المؤمن ينفق ماله في الصدقات وكان الكافر ينفق ماله في اللذات .
وفي هذه الآية عبرة من الحذر من قرناء السوء ووجوب الاحتراس مما يدعون إليه ويزينونه من المهالك .
( أفما نحن بميتين [ 58 ] إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين [ 59 ] إن هذا لهو الفوز العظيم [ 60 ] ) عطف الفاء الاستفهام على جملة ( قال هل أنتم مطلعون ) فالاستفهام موجه من هذا القائل إلى بعض المتسائلين .
وهو مستعمل في التقرير المراد به التذكير بنعمة الخلود فإنه بعد أن اطلعهم على مصير قرينه السوء أقبل على رفاقه بإكمال حديثه تحدثا بالنعمة واغتباطا وابتهاجا بها وذكرا لها فإن لذكر الأشياء المحبوبة لذة فما ظنك بذكر نعمة قد انغمسوا فيها وأيقنوا بخلودها . ولعل نظم هذا التذكر في أسلوب الاستفهام التقريري لقصد أن يسمع تكرر ذكر ذلك حين يجيبه الرفاق بأن يقولوا : نعم ما نحن بميتين .
والاستثناء في قوله ( إلا موتتنا الأولى ) منقطع لأن الموت المنفي هو الموت في الحال أو الاستقبال كما هو شأن اسم الفاعل فتعين أن المستثنى غير داخل في المنفي فهو منقطع أي لكن الموتة الأولى . وذلك الاستدراك تأكيد للنفي . وانتصاب لأجل الانقطاع لا لأجل النفي .
وعطف ( وما نحن بمعذبين ) ليتمحض الاستفهام للتحدث بالنعمة لأن المشركين أيضا ما هم بميتين ولكنهم معذبون فحالهم شر من الموت . قيل لبعض الحكماء : ما شر من الموت ؟ فقال : الذي يتمنى فيه الموت .
والظاهر أن جملة ( إن هذا لهو الفوز العظيم ) حكاية لبقية كلام القائل لرفاقه فهي بمنزلة التذييل والفذلكة لحالتهم المشاهد بعضها والمتحدث عن بعضها بقوله ( أفما نحن بميتين ) .
والفوز : الظفر بالمطلوب أي حالنا هو النجاح والظفر العظيم .
وقد أبدع في تصوير حسن حالهم بحصر الفوز فيه حتى كان كل فوز بالنسبة إليه ليس بفوز فالحصر للمبالغة لعدم الاعتداد بغيره ثم ألحقوا ذلك الحصر بوصفه ب ( العظيم ) .
( لمثل هذا فليعمل العالمون [ 61 ] ) هذا تذييل لحكاية حال عباد الله المخلصين فهو كلام من جانب الله تعالى للتنويه بما فيه عباد الله المخلصون وللتحريض على العمل بمثل ما عملوه مما أوجب لهم إخلاص الله تعالى إياهم فالإشارة في قوله ( لمثل هذا ) إلى ما تضمنه قوله ( أولئك لهم رزق معلوم ) الآيات أي لمثل نعيمهم وأنسهم ومسرتهم ولذاتهم وبهجتهم وخلود ذلك كله .
والمراد بمثله : نظيره من نعيم لمخلصين آخرين . والمراد بالعاملين : الذين يعملون الخير ويسيرون على ما خطت لهم شريعة الإسلام فحذف مفعول ( يعمل ) اختصار لظهوره من المقام .
A E واللام في ( لمثل ) لام التعليل . وتقديم المجرور على عامله لإفادة القصر أي لا لعمل غيره وهو قلب للرد على المشركين الذين يحسبون أنهم يعملون أعمالا صالحة يتفاخرون بها من الميسر قال تعالى ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) .
والمعنى : لنوال مثل هذا فحذف مضاف لدلالة اللام على معناه .
والفاء للتفريع على مضمون القصة المذكورة قبلها من قوله ( إلا عباد الله المخلصين ) الآيات .
والأمر في ( فليعمل ) للإرشاد الصادق بالواجبات والمندوبات .
( أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم [ 62 ] إنا جعلناها فتنة للظالمين [ 63 ] إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم [ 64 ] طلعها كأنه رءوس الشياطين [ 65 ] فإنهم ءلاكلون منها فمالئون منها البطون [ 66 ] ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم [ 67 ] ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم [ 68 ] ) استئناف بعد تمام قصة المؤمن ورفاقه قصد منه التنبيه إلى البون بين حال المؤمن والكافر جرى على عادة القرآن في تعقيب القصص والأمثال بالتنبيه إلى مغازيها ومواعظها .
فالمقصود بالخبر هو قوله ( إنا جعلناها ) أي شجرة الزقوم فتنة للظالمين إلى آخرها . وإنما صيغ الكلام على هذا الأسلوب للتشويق إلى ما يرد فيه .
والاستفهام مكنى به عن التنبيه على فضل حال المؤمن وفوزه وخسار الكافر .
وهو خطاب لكل سامع