وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( إنا لمدينون ) جواب ( إذا ) . وقرنت بحرف التوكيد للوجه الذي علمته في قوله ( أإنك لممن المصدقين ) .
والمدين : المجازى . يقال : دانه يدينه إذا جازاه والأكثر استعماله في الجزاء على السواء والدين : الجزاء كما في سورة الفاتحة . وقيل هنا ( إنا لمدينون ) وفي أول السورة ( إنا لمبعوثون ) لاختلاف القائلين .
وقرأ الجميع ( أإنك ) بهمزتين . وقرأ من عدا ابن عامر ( أإذا متنا ) بهمزتين وابن عامر بهمزة واحدة وهي ( إذا ) اكتفاء بهمزة ( أإنا لمدينون ) في قراءته . وقرأ نافع ( إنا لمدينون ) بهمزة واحدة اكتفاء بالاستفهام الداخل على شرطها . وقرأ الباقون بهمزتين .
وجملة ( قال هل أنتم مطلعون ) بدل اشتمال من جملة ( قال قائل منهم ) لأن قوله ( هل أنتم مطلعون ) المحكي بها مما اشتمل عليه قوله الأول إذ هو تكملة للقول الأول .
والاستفهام بقوله ( هل أنتم مطلعون ) مستعمل في العرض عرض على رفقائه أن يتطلعوا إلى رؤية قرينة وما صار إليه وذلك : إما لأنه علم أن قرينه مات على الكفر بأن يكون قد سبقه بالموت وإما لأنه ألقي في روعه أن قرينه صار إلى النار وهو موقن بأن خازن النار يطلعهم على هذا القرين لعلهم بأن لأهل الجنة ما يتساءلون قال تعالى ( ولهم ما يدعون ) . د وحذف متعلق ( مطلعون ) لدلالة آخر الكلام عليه بقوله ( في سواء الجحيم ) . فالتقدير : هل أنتم مطلعون على أهل النار لننظره فيهم .
وفي قوله ( فاطلع ) اكتفاء أي فاطلع فرآه ورأوه في سواء الجحيم إذ هو إنما عرض عليهم الاطلاع ليعلموا تحقيق ما حدثهم عن قرينه . واقتصر على ذكر اطلاعه هو دون ذكر اطلاع رفقائه لأنه ابتدأ بالاطلاع ليميز قرينه فيريه لرفقائه .
و ( سواء الجحيم ) وسطها قال بلعاء بن قيس : .
" عضبا أصاب سواء الرأس فانفلقا وجملة ( قال تالله إن كدت لتردين ) مستأنفة استئنافا بيانيا لأن وصف هذه الحالة يثير في نفس السامع أن يسأل : فماذا حصل حين اطلع ؟ فيجاب بأنه حين رأى قرينه أخذ يوبخه على ما كان يحاول منه حتى كاد أن يلقيه في النار مثله . وهذا التوبيخ يتضمن تنديمه على محاولة إرجاعه عن الإسلام .
والقسم بالتاء من شأنه أن يقع فيما جواب قسمه غريب كما تقدم في قوله تعالى ( قالوا تالله لقد علمتم ) في سورة يوسف وقوله ( وتالله لأكيدن أصنامكم ) في سورة الأنبياء . ومحل الغرابة هو خلاصه من شبكة قرينه واختلاف حال عاقبتيهما مع ما كانا عليه من شدة الملازمة والصحبة وما حفه من نعمة الهداية وما تورط قرينه في أوحال الغواية .
و ( إن ) مخففة من الثقيلة واتصل بها الفعل الناسخ على ما هو الغالب في أحوالها إذا أهملت .
A E واللام الداخلة على خبر كاد هي الفارقة بين ( إن ) المخففة والنافية . و ( ترديني ) توقعني في الردى وهو الهلاك واصل الردى : الموت ثم شاعت استعارته لسوء الحال تشبيها بالموت لما شاع من اعتبار الموت أعظم ما يصاب به المرء .
والمعنى : أنك قاربت أن تفضي بي إلى حال الردى بإلحاحك في صرفي عن الإيمان بالبعث لفرط الصحبة . ولولا نعمة هداية الله وتثبيته لكنت من المحضرين معك في العذاب .
وقرأ الجمهور ( لتردين ) بنون مكسورة في آخره دون ياء المتكلم على التخفيف وهو حذف شائع في الاستعمال الفصيح وهو لغة نجد . وكتب في المصاحف بدون ياء . وقرأه ورش عن نافع بإثبات الياء ولا ينافي رسم المصحف لأن كثيرا من الياءات لم تكتب في المصحف وقرأ القراء بإثباتها فإن كتاب المصحف قد حذفوا مدودا كثيرة من ألفات وياءات .
والمحضرون أريد بهم المحضرون في النار أي لكنت من المحضرين معك للعذاب . وقد كثر إطلاق المحضر ونحوه على الذي يحضر لأجل العقاب .
وقد فسر بعض المفسرين القرين هنا بالشيطان الذي يلازم الإنسان لإضلاله وإغوائه . وطريق حكاية تصدي القائل من أهل الجنة لإخبار أهل مجلسه بحاله يبطل هذا التفسير لأنه لو كان المراد الشيطان لكان إخباره به غير مفيد فما من أحد منهم إلا كان له قرين من الشياطين وما منهم إلا عالم بأن مصير الشياطين إلى النار .
وقيل : نزلت في شريكين هما المشار إليهما في قوله تعالى ( واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب ) في سورة الكهف