وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( قاصرات الطرف ) أي حابسات أنظارهن حياء وغنجا . والطرف : العين وهو مفرد لا جمع له من لفظه لأن أصل الطرف مصدر : طرف بعينه من باب ضرب إذا حرك جفنيه فسميت العين طرفا فالطرف هنا الأعين أي قاصرات الأعين وتقدم عند قوله تعالى ( لا يرتد إليهم طرفهم ) في سورة إبراهيم وقوله ( قبل أن يرتد إليك طرفك ) في سورة النمل .
وذكر ( عند ) لإفادة أنهن ملابسات لهم في مجالسهم التي تدار عليهم فيها كأس الجنة وكان حضور الجواري مجالس الشراب من مكملات الأنس والطرب عند سادة العرب قال طرفة : .
نداماي بيض كالنجوم وقنينة ... تروح علينا بين برد ومجسد و ( عين ) جمع : عيناء وهي المرأة الواسعة العين النجلاوتها .
والبيض المكنون : هو بيض النعام والنعام يكن بيضه في حفر في الرمل ويفرش لها من دقيق ريشه وتسمى تلك الحفر : الأداحي واحدتها أدحية بوزن أثقية . فيكون البيض شديد لمعان اللون وهو أبيض مشوب بياضه بصفرة وذلك اللون أحسن ألوان النساء وقديما شبهوا الحسان ببيض النعام قال امرؤ القيس : .
وبيضة خدر لا يرام خباؤها ... تمتعت من لهو بها غير معجل ( فأقبل بعضهم على بعض يتسآءلون [ 50 ] قال قآئل منهم إني كان لي قرين [ 51 ] يقول أإنك لمن المصدقين [ 52 ] أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمدينون [ 53 ] قال هل أنتم مطلعون [ 54 ] فاطلع فرءاه في سوآء الجحيم [ 55 ] قال تالله إن كدت لتردين [ 56 ] ولو لا نعمة ربي لكنت من المحضرين [ 57 ] ) الفاء للتفريع لأن شأن المتجالسين في مسرة أن يشرعوا في الحديث فإن في الحديث مع الأصحاب والمنتدمين لذة كما قال محمد بن فياض : .
وما بقيت من اللذات إلا ... أحاديث الكرام على الشراب فإذا استشعروا أن ما صاروا إليه من النعيم كان جزاء على ما سبق من إيمانهم وإخلاصهم تذكر بعضهم من كان يجادله في ثبوت البعث والجزاء فحمد الله على أن هداه لعدم الإصغاء إلى ذلك الصاد فحدث بذلك جلساءه وأراهم إياه في النار فلذلك حكي إقبال بعضهم على بعض بالمساءلة بفاء التعقيب . وهذا يدل على أن الناس في الآخرة تعود إليهم تذكراتهم التي كانت لهم في الدنيا مصغاة من الخواطر السيئة والأكدار النفسانية مدركة الحقائق على ما هي عليه .
A E وجيء في حكاية هذه الحالة بصيغ الفعل الماضي مع أنها مستقبلة لإفادة تحقيق وقوع ذلك حتى كأنه قد وقع على نحو قوله تعالى ( أتى أمر الله ) والقرينة هي التفريع على الأخبار المتعلقة بأحوال الآخرة .
والتساؤل : أن يسأل بعضهم بعضا وحذف المتساءل عنه لدلالة ما بعده عليه وقد بين نحوا منه قوله تعالى ( في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر ) .
وجملة ( قال قائل منهم ) بدل اشتمال من جملة ( يتساءلون ) أي قال أحدهم في جواب سؤال بعضهم فإن معنى التساؤل يشتمل على معنى الجواب فلذلك جعلناه بدل اشتمال لا بدل بعض ولا عطف بيان والقرين مراد به الجنس فإن هذا القول من شأنه أن يقوله كثير من خلطاء المشركين قبل أن يسلموا .
والقرين : المصاحب الملازم شبهت الملازمة الغالبة بالقرن بين شيءين بحيث لا ينفصلان أي يقول له صاحبه لما أسلم وبقي صاحبه على الكفر يجادله في الإسلام ويحاول تشكيكه في صحته رجاء أن يرجع به إلى الكفر كما قال سعيد بن زيد " لقد رأيتني وأن عمر لموثقي على الإسلام " أي جاعلني في وثاق لأجل أني أسلمت وكان سعيد صهر عمر زوج أخته .
والاستفهام في ( أئنك لمن المصدقين ) مستعمل في الإنكار أي ما كان يحق لك أن تصدق بهذا وسلط الاستفهام على حرف التوكيد لإفادة أنه بلغه تأكد إسلام قرينه فجاء ينكر عليه ما تحقق عنده أي أن إنكاره إسلامه بعد تحقق خبره ولولا أنه تحققه لما ظن به ذلك .
والمصدق هو : الموقن بالخبر .
وجملة ( أإذا متنا ) بيان لجملة ( أإنك لمن المصدقين ) بينت الإنكار المجمل بإنكار مفصل وهو إنكار أن يبعث الناس بعد تفرق أجزائهم وتحولها ترابا بعد الموت ثم يجازوا