وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( متقابلين ) كل واحد قبالة الآخر . وهذا أتم للأنس لأن فيه أنس الاجتماع وأنس نظر بعضهم إلى بعض فإن رؤية الحبيب والصديق تؤنس النفس .
والظاهر : أن معنى كونهم متقابلين تقابل أفلاراد كل جماعة مع أصحابهم وأنهم جماعات على حسب تراتيبهم في طبقات الجنة وأن أهل كل طبقة يقسمون جماعات على حسب قرابتهم في الجنة كما قال تعالى ( هم وأزواجهم في ظلال ) وكثرة كل جماعة لا تنافي تقابلهم على السرر والأرائك وتحادثهم لأن شؤون ذلك العالم غير جارية على المتعارف في الدنيا .
ومعنى ( يطاف ) يدار عليهم وهم في مجالسهم . والكأس " بهمزة بعد الكاف " : إناء الخمر مؤنث وهي إناء بلا عروة ولا أنبوب واسعة الفم أي محل الصب منها تكون من فضة ومن ذهب ومن خزف ومن زجاج وتسمى قدحا وهو مذكر . وجمع كأس : كاسات وكؤوس وأكؤس . وكانت خاصة بسقي الخمر حتى كانت الكأس من أسماء الخمر تسمية باسم المحل وجعلوا منه قول الأعشى : .
وكأس شربت على لذة ... وأخرى تداويت منها بها وقد قيل لا يسمى ذلك الإناء كأسا إلا إذا كانت فيه الخمر وإلا فهو قدح .
والمعني بها في الآية الخمر لأنه أفراد الكأس مع أن المطوف عليهم كثيرون ولأنها وصفت بأنها من معين . وروى ابن أبقي شيبة والطبري عن الضحاك أنه قال : كل كأس في القرآن إنما عني بها الخمر . وروي مثله عن ابن عباس وقال به الأخفش .
و ( معين ) بفتح الميم قيل أصله : معيون . فقيل : ميمه أصلية وهو مشتق من معن يقال : ماء معن فيكون ( معين ) بوزن فعيل مثال مبالغة من المعن وهو الإبعاد في الفعل شبه جريه بالإبعاد في المشي وهذا أظهر في الاشتقاق . وقيل ميمه زائدة وهو مشتق من عانه إذا أبصره لأنه يظهر على وجه الأرض في سيلانه فوزنه مفعول وأصله معيون فهو مشتق من اسم جامد وهو اسم العين وليس فعل عان مستعملا استغنوا عنه بفعل عاين .
و ( بيضاء ) صفة ل ( كأس ) . وإذ قد أريد بالكأس الخمر الذي فيها كان وصف ( بيضاء ) للخمر . وإنما جرى تأنيث الوصف تبعا للتعبير عن الخمر بكلمة كأس على أن اسم الخمر يذكر ويؤنث وتأنيثها أكثر . روى مالك عن زيد بن أسلم : لونها مشرق حسن فهي لا كخمر الدنيا في منظرها الرديء من حمرة أو سواد .
A E واللذة : اسم معناه إدراك ملائم نفس المدرك يقال : لذه ولذ به والمصدر : اللذة واللذاذة . وفعله من باب فرح تقول : لذذت بالشيء ويقال : شيء لذ أي لذيذ فهو وصف بالمصدر فإذا جاء بهاء التأنيث كما في الآية فهو الاسم لا محالة لأن المصدر الوصف لا يؤنث بتأنيث موصوفه يقال : امرأة عدل ولا يقال : امرأة عدلة . ووصف الكأس بها كالوصف بالمصدر يفيد المبالغة في تمكن الوصف فقوله تعالى ( لذة ) هو اقصى مما يؤدي شدة الالتذاذ بكلمة واحدة لأنه عدل به عن الوصف الأصلي لقصد المبالغة وعدل عن المصدر إلى الاسم لما في المصدر من معنى الاشتقاق .
وجملة ( لا فيها غول ) صفة رابعة لكأس باعتبار إطلاقه على الخمر .
والغول بفتح الغين : ما يعتري شارب الخمر من الصداع والألم اشتق من الغول مصدر غاله إذا أهلكه . وهذا في معنى قوله تعالى ( لا يصدعون عنها ) .
وتقديم الظرف المسند على المسند إليه لإفادة التخصيص أي هو منتف عن خمر الجنة فقط دون ما يعرف من خمر الدنيا فهو قصر قلب . ووقوع ( غول ) وهو نكرة بعد ( لا ) النافية أفاد انتفاء هذا الجنس من أصله ووجب رفعه لوقوع الفصل بينه وبين حرف النفي بالخبر .
وجملة ( ولا هم عنها ينزفون ) معطوفة على جملة ( لا فيها غول ) .
وقدم المسند عليه على المسند والمسند فعل ليفيد التقديم تخصيص المسند إليه بالخبر الفعلي أي بخلاف شاربي الخمر من أهل الدنيا .
و ( ينزفون ) مبني للمجهول في الجمهور يقال : نزف الشارب بالبناء للمجهول إذا كان مجردا " ولا يبنى للمعلوم " فهو منزوف ونزيف شبهوا عقل الشارب بالدم يقلا : نزف دم الجريح أي أفرغ . وأصله من : نزف الرجل ماء البئر متعديا إذا نزحه ولم يبق منه شيئا .
وقرأه حمزة والكسائي وخلف ( ينزفون ) بضم الياء وكسر الزاي من أنزف الشارب إذا ذهب عقله أي صار ذا نزف فالهمزة للصيرورة لا للتعدية