وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

استثناء منقطع في معنى الاستدراك والاستدراك تعقيب الكلام بما يضاده وهذا الاستدراك تعقيب على قوله ( فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون ) فإن حال عباد الله المخلصين تام الضدية لحال الذين ظلموا وليس يلزم في الاستدراك أن يكون رفع توهم وإنما ذلك غالب فقول بعض العلماء في تعريفه هو : تعقيب الكلام برفع ما يتوهم ثبوته أو نفيه تعريف أغلبي أو أريد أدنى التوهم لأن الاستثناء المنقطع أعم من ذلك فقد يكون إخراجا من حكم لا من محكوم عليه ضرورة أنهم صرحوا بأن حرف الاستثناء في المنقطع قائم مقام لكن ولذلك يقتصرون على ذكر حرف الاستثناء والمستثنى بل يردفونه بجملة تبين محل الاستدراك كقوله تعالى ( فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين ) وقوله ( إلا إبليس أبى ) وكذلك قوله هنا ( إلا عباد الله المخلصين أولئك لهم رزق معلوم ) . ولو كان المعنى على الاستثناء لما أتبع المستثنى بأخبار عنه لأنه حينئذ يثبت له نقيض حكم المستثنى منه بمجرد الاستثناء فإن ذلك مفاد ( إلا ) ونظيره مع ( لكن ) قوله تعالى ( أفأنت تنقذ من في النار لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف ) الآية في سورة الزمر .
وذكر المؤمنين بوصف العبودية المضافة لله تعالى تنويه بهم وتقريب وذلك اصطلاح غالب في القرآن في إطلاق العبد والعباد مضافا إلى ضميره تعالى كقوله ( واذكر عبدنا داوود ذا الأيد ) ( واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب ) ( يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون ) وربما أطلق العبد غير مضاف مراد به التقريب أيضا كقوله ( ووهبنا للداوود سليمان نعم العبد ) أي العبد لله ألا ترى أنه لما أريد ذكر قوم من عباد الله من المشركين لم يؤت بلفظ العباد مضافا كما في قوله تعالى ( بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد ) إلا بقرينة مقام التوبيخ في قوله ( أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء ) لأن صفة الإضلال قرينة على أن الإضافة ليست للتقريب وقوله ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ) فقرينة التغليب هي مناط استثناء الغاوين من قوله ( عبادي ) . وينسب إلى الشافعي : .
ومما زادني شرفا وفخرا ... وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك ( يا عبادي ) وأن أرسلت أحمد لي نبيا والمراد بهم هنا الذين آمنوا بالنبي ( ص ) فإنهم الذين يخطرون بالبال عند ذكر أحوال المشركين الذين كفروا به وقالوا فيه ما هو منه بريء خطور الضد بذكر ضده .
A E و ( المخلصين ) صفة عباد الله وهو اللام إذا أريد الذين أخلصهم الله لولايته وبكسرها أي الذين أخلصوا دينهم لله . فقرأه نافع وعاصم وخمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بفتح اللام . وقرأه ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو ويعقوب بكسر اللام .
و ( أولئك ) إشارة إلى ( عباد الله ) قصد منه التنبيه على أنهم استحقوا ما بعد اسم الإشارة لأجل مما أثبت لهم من صفة الإخلاص كما ذلك من مقتضيات تعريف المسند إليه بالإشارة كقوله تعالى ( أولئك على هدى من ربهم ) بعد قوله ( هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ) الآية في سورة البقرة .
والرزق : الطعام قال تعالى ( وجد عندها رزقا ) وقال ( لا يأيتكما طعام ترزقانه ) . والمعلوم : الذي لا يتخلف عن ميعاده ولا ينتظره أهله .
و ( فواكه ) عطف بيان من ( رزق ) . والمعنى : أن طعامهم كله من الأطعمة التي يتفكه بها لا مما يؤكل لأجل الشبع . والفواكه : الثمار والبقول اللذيذة .
و ( هم مكرمون ) عطف على ( لهم رزق معلوم ) أي يعاملون بالحفاوة والبهجة فإنه وسط في أثناء وصف ما أعد لهم من النعيم الجسماني أن لهم نعيم الكرامة وهو أهم لأن به انتعاش النفس مع ما ذلك من خلوص النعمة ممن يكدرها وذلك لأن الإحسان قد يكون غير مقترن بمدح وتعظيم ولا بأذى وهو الغالب وقد يكون مقترنا بأذى وذلك يكدر من صفوة قال تعالى ( يأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ) فإذا كان الإحسان مع عبارات الكرامة وحسن التلقي فذلك الثواب .
وسرر : جمع سرير وهو ككرسي واسع يمكن الاضطجاع عليه وكان الجلوس على السرير من شعار الملوك وأضرابهم وذلك جلوس أهل النعيم لأن الجالس على السرير لا يجد مللا لأنه يغير جلسته كيف تتيسر له