وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اعتراض في آخر الاعتراض قصدت منه المبادرة بتنزيه النبي ( ص ) عما قالوه .
و ( بل ) إضراب إبطال لقولهم ( لشاعر مجنون ) وبإثبات صفته الحق لبيان حقيقة ما جاء به . وفي وصف ما جاء به أنه ما يكفي لنفي أن يكون شاعر ومجنونا فإن المشركين ما أرادوا بوصفه بشاعر أو مجنون إلا التنفير من اتباعه فمثلوه بالشاعر من قبيلة يهجو أعداء قبيلته أو بالمجنون يقول ما لا يقوله عقلاء قومه فكان قوله تعالى ( بل جاء بالحق ) مثبتا لكون الرسول على غير ما وصفوه إثباتا بالبينة .
وأتبع ذلك بتذكيرهم بأنه ما جاء إلا بمثل ما جاءت به الرسل من قبله فكان الإنصاف أن يلحقوه بالفريق الذي شابههم دون فريق الشعراء أو المجانين .
وتصديق المرسلين يجمع ما جاء به الرسول محمد ( ص ) إجمالا وتفصيلا لأن ما جاء به لا يعدو أن يكون تقريرا لما جاءت به الشرائع السالفة فهو تصديق له ومصادقة عليه أو أن يكون نسخا لما جاءت به بعض الشرائع السالفة والإنباء بنسخه وانتهاء العمل به تصديق للرسل الذين جاءوا به في حين مجيئهم به فكل هذا مما شمله معنى التصديق وأول ذلك هو إثبات الوحدانية بالربوبية لله تعالى . فالمعنى : أن ما دعاكم إليه من التوحيد قد دعت إليه الرسل من قبله وهذا احتجاج بالنقل عقب الاحتجاج بأدلة النظر .
( إنكم لذآئقوا العذاب الأليم [ 38 ] وما تجزون إلا ما كنتم تعملون [ 39 ] ) A E هذا من كلام الله يوم القيامة الموجه إلى المشركين عقب تساؤلهم وتحاورهم فيكون ما بين هذا وبين محاورتهم المنتهية بقولهم ( إنا كنا غاوين ) اعتراضا أي فلما انتهوا من تحاورهم خوطبوا بما يقطع طمعهم في قبول تنصل كلا الفريقين من تبعات الفريق الآخر ليزدادوا تحققا من العذاب الذي علموه من قولهم ( فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون ) وهذا ما تقتضيه دلالة اسم الفاعل في قوله ( لذائقون العذاب ) لأن اسم الفاعل حقيقة في الحال أي حال التلبس فإنه لما قيل لهم هذا كانوا مشريفين على الوقوع في العذاب وذلك زمن حال في العرف العربي .
ولما وصف عذابهم بأنه أليم عطف عليه إخبارهم بأن ذلك المقدار لا حيف عليهم فيه لأنه على وفاق أعمالهم التي كانوا يعملونها في الدنيا من آثار الشرك والحظ الأكبر من ذلك الجزاء هو حظ الشرك ولكن كني عن الشرك بأعماله وأما هو فهو أمر اعتقادي .
وفي هذا دليل على أن الكفار مجازون على أعمالهم السيئة من الأقوال والأعمال كتمجيد آلهتهم والدعاء لها وتكذيب الرسول ( ص ) وأذاه وأذى المؤمنين وقولهم في أصنامهم إنهم شفعاء عند الله وفي الملائكة إنهم بنات الله ومن قتل الأنفس والغارة على الأموال ووأد البنات والزنى فإن ذلك كله مما يزيدهم عذابا وهو يؤيد قول الذين ذهبوا إلى أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة وأن ذلك واقع .
( إلا عباد الله المخلصين [ 40 ] أولئك لهم رزق معلوم [ 41 ] فواكه وهم مكرمون [ 42 ] في جنات النعيم [ 43 ] على سرر متقابلين [ 44 ] يطاف عليهم بكأس من معين [ 45 ] بيضآء لذة للشاربين [ 46 ] لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون [ 47 ] وعندهم قاصرات الطرف عين [ 48 ] كأنهن بيض مكنون [ 49 ] )