وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفرعوا على مضمون ردهم عليهم من قولهم ( بل لم تكونوا مؤمنين ) إلى ( قوما طاغين ) قولهم ( فأغويناكم ) أي ما أكرهناكم على الشرك ولكنا وجدناكم متمسكين به وراغبين فيه فأغويناكم أي فأيدناكم في غوايتكم أنا كنا غاوين فسولنا لكم ما اخترناه لأنفسنا فموقع جملة ( إنا كنا غاوين ) موقع العلة .
و ( إن ) مغنية غناء لام التعليل وفاء التفريع كما ذكرناه غير مرة .
وزيادة ( كنا ) للدلالة على تمكين الغواية من نفوسهم وقد استبان لهم أن ما كانوا عليه غواية فأقروا بها وقد قدمنا عند قوله تعالى في سورة المؤمنين ( فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ) أن تساؤلهم المنفي هنالك هو طلب بعضهم من بعض النجدة والنصرة وأن تساؤلهم هنا تساؤل عن أسباب ورطتهم فلا تعارض بين الآيتين .
( فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون [ 33 ] إنا كذلك نفعل بالمجرمين [ 34 ] ) هذا الكلام من الله تعالى موجه إلى النبي ( ص ) والمؤمنين ويشبه أن يكون اعتراضا بين حكاية حوار الله أهل الشرك في القيامة وبين توبيخ الله إياهم بقوله ( إنكم لذائقوا العذاب الأليم ) .
والفاء للفصيحة لأنها وردت بعد تقرير أحوال وكان ما بعد الفاء نتيجة لتلك الأحوال فكانت الفاء مفصحة عن شرط مقدر أي إذ كان حالهم كما سمعتم فإنهم يوم القيامة في العذاب مشتركون لاشتراكهم في الشرك وتمالئهم أي لا عذر للكلام للفريقين لا للزعماء بتسويلهم ولا لدهماء بنصرهم . وقد يكون عذاب الدعاء المغوين أشد من عذاب الآخرين وذك لا ينافي الإشراك في جنس العذاب كما دلت عليه أدلة أخرى لأن المقصود هنا بيان عدم إجداء معذرة كلا الفريقين وتنصله .
A E وهذه الجملة معترضة بين جملة حكاية موقفهم في الحساب .
وجملة ( إنا كذلك نفعل بالمجرمين ) تعليل لما اقتضته جملة ( فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون ) أي فإن جزاء المجرمين يكون مثل ذلك الجزاء في مؤاخذة التابع المتبوع .
والمراد بالمجرمين : المشركون أي المجرمين مثل جرمهم وقد بينته جملة ( أنهم كانوا إذ قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ) .
( إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون [ 35 ] ويقولون أبنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون [ 36 ] ) استئناف بياني أفاد تعليل جزائهم وبيان إجرامهم بذكر ما كانوا عليه من التكبير عن الاعتراف بالوحدانية لله ومن وصف الرسول ( ص ) بما هو منزه عنه وصفا يرمون به إلى تكذيبه فيما جاء به . فحرف ( أن ) هنا ليس للتأكيد لأن كونهم كذلك مما لا منازع فيه وإنما هو للاهتمام بالخبر فلذلك تفيد التعليل والربط وتغني غناء فاء التفريع .
وذكر فعل الكون ليدل على أن ما تضمنه الخبر وصف متمكن منهم فهو غير منقطع ولا هم حائدون عنه .
ومعنى ( قيل لهم لا إله إلا الله ) أنه يقال يهم على سبيل الدعوة والتعليم .
وفاعل القول المبني فعله للنائب هو النبي ( ص ) فحذف للعلم به .
والاستكبار : شدة الكبر فالسين والتاء للمبالغة أي يتعاظمون عن أن يقبلوا ذلك من رجل مثلهم ولك أن تجعل السين والتاء للطلب أي إظهار التكبر أي يبدو عليهم التكبر والاشمئزاز من هذا القول .
ويقارن استكبارهم أن يقول بعضهم لبعض لا نترك آلهتنا لشاعر مجنون وأتوا بالنفي على وجه الاستفهام الإنكاري إظهارا لكون ما يدعوهم إليه الرسول ( ص ) أمر منكر لا يطمع في قبولهم إياه تحذيرا لمن يسمع مقالتهم من أن يجول في خاطره تأمل في قول الرسول ( ص ) " لا إله إلا الله " . وقووا هذا التحذير بجعل حرف الإنكار مسلطا على الجملة المؤكدة بحرف التوكيد للدلالة على إنهم إذ أتوا ما أنكروه كانوا قد تحقق تركهم آلهتهم تنزيلا لبعض المخاطبين منزلة من يشك في أن الإيمان بتوحيد الإله يفضي إلى ترك آلهتهم ليسدوا على المخاطبين منافد التردد أن يتطرق منها إلى خواطرهم .
واللام في ( لشاعر ) لام العلة والأجل أي لأجل شاعر أي لأجل دعوته .
وقولهم ( شاعر مجنون ) قول موزع أي يقول بعضهم : هو شاعر وبعضهم : هو مجنون أو يقولون مرة : شاعر ومرة : مجنون كما في الآية الأخرى ( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون ) .
( بل جاء بالحق وصدق المرسلين [ 37 ] )