وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأ غير نافع ( أإنا ) بهمزتين : إحداهما خمزة الاستفهام مؤكدة للهمزة الداخلة على ( إذا ) .
ووجه العطف ب ( أو ) هو جعلهم الآباء الأولين قسما آخر فكان عطفه ارتقاء في إظهار استحالة إعادة هذا القسم لأن آباءهم طالت عصور فنائهم فكانت إعادة حياتهم أوغل في الاستحالة .
وقرأ الباقون بفتح الواو على أن الواو واو العطف والهمزة همزة استفهام فهما حرفا . وقدمت همزة الاستفهام على حرف العطف حسب الاستعمال الكثير . والتقدير : وأآباؤنا الأولون مثلنا .
وعلى كلتا القراءتين فرفعه بالعطف على محل اسم ( إن ) الذي كان مبتدأ قبل دخول ( إن ) والغالب في العطف على اسم ( إن ) يرفع المعطوف اعتبار بالمحل كما في قوله تعالى ( أن الله برئ من المشركين ورسوله ) أو يجعل معطوفا على الضمير المستتر في خبر ( إن ) وهو هنا مرفوع بالنيابة عن الفاعل ولا يضر الفصل بين المعطوف عليه الذي هو ضمير متصل وبين حرف العطف أو بين المعطوف عليه والمعطوف بالهمزة المفضي إلى إعمال ما قبل الهمزة فيما بعدها وذلك ينافي صدارة الاستفهام لأن صدارة الاستفهام بالنسبة إلى جملته فلا ينافيها عمل عامل من جملة قبله لأن الإعمال اعتبار يعتبره المتكلم ويفهمه السامع فلا ينافي الترتيب اللفظي .
والاستفهام في قوله ( أإذا متنا ) إنكاري كم تقدم فلذلك كان قوله تعالى ( قل نعم ) جوابا لقولهم ( أإذا متنا ) على طريقة الأسلوب الحكيم بصرف قصدهم من الاستفهام إلى ظاهر الاستفهام فجعلوا كالسائلين : أيبعثون ؟ فقيل لهم : نعم تقريرا للبعث المستفهم عنه أي نعم تبعثون . وجيء ب ( قل ) غير معطوف لأنه جار على طريقة الاستعمال في حكاية المحاورات كما تقدم عند قوله تعالى ( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ) في سورة البقرة .
A E ( وأنتم داخرون ) جملة في موضع الحال . والداخر : الصاغر الذليل أي تبعثون بعث إهانة مؤذنة بتقريب العقاب لا بعث كرامة .
وفرع على إثبات البعث الحاصل بقوله ( نعم ) ؛ أن بعثهم وشيك الحصول لا يقتضي معالجة ولا زمنا إن هي إلا إعادة تنتظر زجرة واحدة .
والزجرة : الصيحة وقد تقدم آنفا قوله تعالى ( فالزاجرات زجرا ) .
و ( واحدة ) تأكيد لما تفيده صيغة الفعلة من معنى المرة لدفع توهم أن يكون المراد من الصيحة الجنس دون الوجود لأن وزن الفعلة يجيء لمعنى المصدر دون المرة .
وضمير ( هي ) ضمير القصة والشأن وهو لا معاد له إنما تفسره الجملة التي بعده .
وفرع عليه ( فإذا هم ينظرون ) ودل فاء التفريع على تعقيب المفاجأة ودل حرف المفاجأة على سرعة حصول ذلك . وقد تقدم ذلك في قوله تعالى ( إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون ) في سورة يس .
وكني عن الحياة الكاملة التي لا دهش يخالطها بالنظر في قوله ( ينظرون ) لأن النظر لا يكون إلا مع تمام الحياة .
وأوثر النظر من بين بقية الحواس لمزيد اختصاصه بالمقام وهو التعريض بما اعتراهم من البهت لمشادة الحشر .
( وقالوا ياويلنا هذا يوم الدين [ 20 ] ) يجوز أن تكون الواو للحال أي قائلين ( يا ويلنا ) أي يقول جميعهم : يا ويلنا يقوله كل أحد عنه وعن أصحابه .
ويجوز أن يكون عطفا على جملة ( ينظرون ) . والمعنى : ونظروا وقالوا .
والويل : سوء الحال . وحرف النداء للاهتمام . وقد تقدم نظيرة في قوله تعالى ( يا حسرة على العباد ) في سورة يس .
والإشارة إلى اليوم المشاهد . والدين : الجزاء وتقدم في سورة الفاتحة .
( هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون [ 21 ] ) يجوز أن يكون هذا كلاما موجها إليهم من جانب الله تعالى جوابا عن قولهم ( يا ويلنا هذا يوم الدين ) والخبر مستعمل في التعريض بالوعيد ويجوز أن يكون من تمام قولهم أي يقول بعضهم لبعض ( هذا يوم الفصل ) .
والفصل : تمييز الحق من الباطل والمراد به الحكم والقضاء أي هذا يوم يفضي عليكم بما استحققتموه من العقاب .
( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون [ 22 ] من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم [ 23 ] وقفوهم إنهم مسئولون [ 24 ] ما لكم لا تناضرون [ 25 ] بل هم اليوم مستسلمون [ 26 ] ) تخلص من الإنذار بحصول البعث إلى الإخبار عما يحل بهم عقبة إذا ثبتوا على شركهم وإنكارهم البعث والجزاء