وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأ حمزة والكسائي وخلف ( بل عجبت ) بضم التاء للمتكلم فيجوز أن يكون المراد : أن الله أسند العجب إلى نفسه . ويعرف أنه ليس المراد حقيقة العجب المستلزمة الروعة والمفاجأة بأمر غير مترقب بل المراد التعجيب أو الكناية عن لازمه وه استعظام الأمر المتعجب منه . وليس لهذا الاستعمال نظير في القرآن ولكنه تكرر في كلام النبوءة منه قوله ( ص ) " إن الله ليعجب من رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد " رواه النسائي بهذا اللفظ . يعني ثم يسلم القاتل الذي كان كافر فيقاتل فيستشهد في سبيل الله .
وقوله في حديث الأنصاري وزوجه إذ أضافا رجلا فأطعماه عشاءهما وتركا صبيانهما " عجب الله من فعالكما " .
ونزل فيه ( ويؤثرون على أنفسهم ) . وقوله ( عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل ) . وإنما عدل عن الصريح وهو الاستعظام لأن الكناية أبلغ من التصريح والصارف عن معنى اللفظ الصريح في قوله ( عجبت ) ما هو معلوم من مخالفته تعالى للحوادث .
ويجوز أن يكون أطلق ( عجبت ) على معنى المجازاة على عجبهم لأن قوله ( فاستفتهم أهم أشد خلقا ) دل على أنهم عجبوا من إعادة الخلق فتوعدهم الله بعقاب على عجبهم . وأطلق على ذلك العقاب فعل ( عجبت ) كما أطلق على عقاب مكرهم المكر في قوله ( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ) .
والواو في ( ويسخرون ) واو الحال والجملة في موضع الحال من ضمير ( عجبت ) أي كان أمرهم عجبا في حال استسخارهم بك في استفتائهم .
وجيء بالمضارع في ( يسخرون ) لإفادة تجدد السخرية وأنهم لا يرعوون عنها .
A E والسخرية : الاستهزاء وتقدمت في قوله تعالى ( فحاق بالذين سخروا منهم ) في سورة الأنعام .
والتذكير بأن يذكروا ما يغفلون عنه من قدرة الله تعالى عليهم ومن تنظير حالهم بحال الأمم التي استأصلها الله تعالى فلا يتعظوا بذلك عنادا فأطلق ( لا يذكرون ) على أثر الفعل أي لا يحصل فيهم أثر تذكر به وإن كانوا قد ذكروا ذلك .
ويجوز أن يراد لا يذكرون ما ذكروا به أي لشدة إعراضهم عن التأمل فيما ذكروا به لاستقرار ما ذكروا به في عقولهم فلا يذكرون ما هم غافلون عنه على حد قوله تعالى ( أم تحسب أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام ) .
و ( إذا رأوا آية ) أي خارق عادة أظهره الرسول ( ص ) دالا على صدفة لأن الله تعالى لا يغير نظام خلقته في العالم إلا إذا أراد تصديق الرسول لأن خرق العادة من خالق العادات وناظم سنن الأكوان قائم مقام قوله : صدق هذا الرسول فيما أخبر به عني . وقد رأوا انشقاق القمر فقالوا : هذا سحر قال تعالى ( اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ) .
و ( يستسخرون ) مبالغة في السخرية فالسين والتاء للمبالغة كقوله ( فاستجاب لهم ربهم ) وقوله ( فاستمسك بالذي أوحي إليك ) .
فالسخرية المذكورة في قوله ( ويسخرون ) سخرية من محاجة النبي ( ص ) إياهم بالأدلة .
والسخرية المذكورة هنا سخرية من ظهور الآيات المعجزات أي يزيدون في السخرية بمن ظن منهم أن ظهور المعجزات يحول بهم عن كفرهم ألا ترى أنهم قالوا ( إن كان ليضلنا عن آلهتنا لو لا صبرنا عليها ) .
( وقالوا إن هذا إلا سحر مبين [ 15 ] أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمبعوثون [ 16 ] أو آبآؤنا الأولون [ 17 ] قل نعم وأنتم دخرون [ 18 ] فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون [ 19 ] ) .
عطف على جملة ( فاستفتهم أهم أشد خلقا ) الآية . والإشارة في قوله ( إن هذا إلا سحر مبين ) إلى مضمون قوله ( فاستفتهم أهم أشد خلقا ) وهو إعادة الخلق عند البعث ويبينه قوله ( أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمبعوثون ) أي وقالوا في رد الدليل الذي تضمنه قوله ( أهم أشد خلقا أم من خلقنا ) أي أجابوا بأن ادعاء إعادة الحياة بعد البلى كلام سحر مبين أي كلام لا يفهم قصد به سحر السامع . هذا وجه تفسير هذه الآية تفسيرا يلتئم به نظمها خلافا لما درج عليه المفسرون .
وقرأ نافع وحده ( إنا لمبعوثون ) بهمزة واحدة هي همزة ( إن ) باعتبار أنه جواب ( إذا ) الواقعة في حيز الاستفهام فهو من حيز الاستفهام