وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب ) الفاء تفريع على قوله ( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب ) باعتبار ما يقتضيه من عظيم القدرة على الإنشاء أي فسلهم عن إنكارهم البعث وإحالتهم إعادة خلقهم بعد أن يصيروا عظاما ورفاتا أخلقهم حينئذ أشد علينا أم خلق تلك المخلوقات العظيمة ؟ وضمير الغيبة في قوله ( فاستفتهم ) عائد إلى غير مذكور للعلم به من دلالة المقام وهم الذين أحالوا إعادة الخلق بعد الممات . وكذلك ضمائر الغيبة الآتية بعده وضمير الخطاب منه موجه إلى النبي ( ص ) أي فسلهم وهو سؤال محاجة وتغليط .
والاستفتاء : طلب الفتوى بفتح الفاء وبالواو ويقال : الفتيا بضم الفاء وبالياء . وهي . وهي إخبار عن أمر يخفى عن غير الخواص في ما . وهي : إما إخبار عن علم مختص به المخبر قال تعالى ( يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات ) الآية وقال ( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ) وتقدم في قوله ( الذي فيه تستفتيان ) في سورة يوسف .
وإما إخبار عن رأي يطلب من ذي رأي موثوق به ومنه قوله تعالى ( قالت يأيها الملأ أفتوني في أمري ) في سورة النمل .
والمعنى : فاسألهم عن رأيهم فلما كان المسؤول عنه أمرا محتاجا إلى إعمال نظر أطلق على الاستفهام عنه فعل الاستفتاء .
A E وهمزة ( أهم أشد خلقا ) للاستفهام المستعمل للتقرير بضعف خلق البشر بالنسبة للمخلوقات السماويه لأن الاستفهام يؤول إلى الإقرار حيث إنه يلجئ المستفهم إلى الإقرار بالمقصود من طرفي الاستفهام فالاستفتاء في معنى الاستفهام فهو يستعمل في كل ما يستعمل فيه الاستفهام .
وأشد بمعنى : أصعب وأعسر .
و ( خلقا ) تمييز أي أخلقهم أشد أم خلق من خلقنا الذي سمعتم وصفه .
والمراد ب ( من خلقنا ) ما خلقه الله من السماوات والأرض وما بينهما الشامل للملائكة والشياطين والكواكب المذكورة آنفا بقرينة إيراد فاء التعقيب بعد ذكر ذلك وهذا كقوله تعالى ( أأنتم أشد خلقا أم السماء ) ونحوه .
وجيء باسم العاقل وهو ( من ) الموصولة تغليبا للعاقلين من المخلوقات .
وجملة ( إنا خلقناهم من طين لازب ) في موضع العلة لما يتولد من معنى الاستفهام في قوله ( أهم أشد خلقا أم من خلقنا ) من الإقرار بأنهم أضعف خلقا من خلق السماوات وعوالمها احتجاجا عليهم بأن تأني خلقهم بعد بعد الفناء أهون من تأتي المخلوقات العظيمة المذكورة آنفا ولم تكن مخلوقة قبل فإنهم خلقوا من طين لأن أصلهم وهو آدم خلق من طين كما هو مقرر لدى جميع البشر فكيف يحيلون البعث بمقالاتهم التي منها قولهم ( أ إذا متنا وكنا يرابا وعظاما أئنا لمبعوثون ) .
والطين : التراب المخلوط بالماء .
واللازب : اللاصق بغيره ومنه أطلق على الأمر الواجب ( لازب ) في قول النابغة : .
" ولا يحسبون الشر ضربة لازب وقد قيل : إن باء لازب بدل من ميم لازم والمعنى : أنه طين عتيق صار حمأة .
وضمير ( إنا خلقناهم ) عائد إلى المشركين وهو على حذف مضاف أي خلقنا أصلهم وهو آدم فإنه الذي خلق من طين لازب فإذا كان أصلهم قد أنشئ من تراب فكيف ينكرون إمكان إعادة كل آدمي من تراب .
( بل عجبت ويسخرون [ 12 ] وإذا ذكروا لا يذكرون [ 13 ] وإذا رأوا آية يستسخرون [ 14 ] ) ( بل ) للإضراب الانتقالي من التقرير التوبيخي إلى أن حالهم عجب .
وقرأ الجمهور ( بل عجبت ) بفتح التاء للخطاب . والخطاب للنبي ( ص ) المخاطب بقوله ( فاستفتهم ) . وفعل المضي مستعمل في معنى الأمر وهو من استعمال الخبر في معنى الطلب للمبالغة كما يستعمل الخبر في إنشاء صيغ العقود نحو : بعث . والمعنى : اعجب لهم .
ويجوز أن يكون العجب قد حصل من النبي ( A ) لما رأى إعراضهم وقلة إنصافهم فيكون الخبر مستعملا في حقيقته .
ويجوز أن يكون الكلام لى تقدير همزة الاستفهام, أي بل أعجبت .
والمعنى على الجميع : أن حالهم حرية بالتعجب كقوله تعالى ( وإن تعجب فعجب قولهم أإذا كنا ترابا إنا لفي خلق جديد ) في سورة الرعد