وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اعتراض بين جملة ( إنا زينا السماء الدنيا ) وجملة ( فاستفهم أهم أشد خلقا ) قصد منه وصف قصة طرد الشياطين .
وعلى تقدير قوله ( وحفظا ) مصدرا نائبا مناب فعله يجوز جعل جملة ( لا يسمعون ) بيانا لكيفية الحفظ فتكون الجملة في موقع عطف البيان من جملة ( وحفظا ) على حد قوله تعالى ( فوسوس إليه الشيطان قال يآدم هل أدلك ) الآية أي انتفى بذلك الحفظ سمع الشياطين للملأ الأعلى .
وحرف ( إلى ) يشير إلى تضمين فعل ( يسمعون ) معنى ينتهون فيسمعون أي لا يتركهم الرمي بالشهب منتهين إلى الملأ الأعلى انتهاء الطالب المكان المطلوب بل تدحرهم قبل وصولهم فلا يتلقفون من علم ما يجري في الملأ الأعلى الأشياء مخطوفة غير متبينة وذلك أبعد لهم من أن يسمعوا لأنهم لا ينتهون فلا يسمعون . وفي الكشاف : أن سمعت المعدى بنفسه يفيد الإدراك وسمعت المعدى ب ( الى ) يفيد الإصغاء مع الإدراك .
وقرأ الجمهور ( لا يسمعون ) بسكون السين وتخفيف الميم . وقرأه حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلف ( لا يسمعون ) بتشديد السين وتشديد الميم مفتوحتين على أن أصله : لا يتسمعون فقلبت التاء سينا توصلا إلى الإدغام والتسمع : تطلب السمع وتكلفه فالمراد التسمع المباشر وهو الذي يتهيأ له إذا بلغ المكان الذي تصل إليه أصوات الملأ الاعلى أي أنهم يدحرون من قبل وصولهم المكان المطلوب والقراءتان في معنى واحد .
وما نقل عن أبي عبيد من التفرقة بينهما في المعنى والاستعمال لا يصح .
A E وحاصل معنى القراءتين أن الشهب تحول بين الشياطين وبين أن يسمعوا شيء من الملأ الأعلى وقد كانوا قبل البعثة المحمدية ربما اختطفوا الخطفة فألقوها إلى الكهان فلما بعث الله محمدا ( ص ) قدر زيادة حراسة السماء بإرداف الكواكب بعضها ببعض حتى لا يرجع من خطف الخطفة سالما كما دل عليه قوله ( إلا من خطف الخطفة ) فالشهب كانت موجودة من قبل وكانت لا تحول بين الشياطين وبين تلقف أخبار مقطعة من الملأ الأعلى فلما بعث محمد ( ص ) حرمت الشياطين من ذلك .
والملأ : الجماعة أهل الشأن والقدر . والمراد بهم هنا الملائكة . ووصف ( الملأ ) ب ( الأعلى ) لتشريف الموصوف .
والقذف : الرجم والجانب : الجهة والدحور : الطرد . وأنتصب على أنه مفعول مطلق ل ( يقذفون ) . وإسناد فعل ( يقذفون ) للمجهول لأن القاذف معلوم وهم الملائكة الموكلون بالحفظ المشار إليه في قوله تعالى ( وإنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا ) .
والعذاب الواصب : الدائم يقال : وصب يصب وصوبا إذا دام . والمعنى : أنهم يطردون في الدنيا ويحقرون ولهم عذاب دائم في الآخرة فإن الشياطين للنار ( فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ) في سورة مريم ويجوز أن يكون المراد عذاب القذف وأنه واصب أي لا ينفعك عنهم كلما حاولوا الاستراق لأنهم مجبولون على محاولتهم .
وجملة ( ولهم عذاب واصب ) معترضة بين الجملة المشتملة على المستثنى منه وهي جملة ( لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ) وبين الاستثناء .
و ( من خطف الخطفة ) مستثنى من ضمير ( لا يسمعون ) فهو في محل رفع إلى البدليه منه .
والخطف : ابتدار تناول شيء بسرعة والخطفة المرة منه . فهو مفعول مطلق ل ( خطف ) لبيان عدد مرات المصدر أي خطفة واحدة وهو هنا مستعار للإسراع بسمع ما يستطيعون سمعه من كلام غير تام كقوله تعالى ( يكاد البرق يخطف أبصارهم ) في سورة .
و ( أتبعه ) بمعنى تبعه فهمزته لا تفيده تعدية وهي كهمزة أبان بمعنى بان .
والشهاب : القبس والجمر من النار . والمراد به هنا ما يسمى بالنيزك في اصطلاح علم الهيئة, وتقدم في قوله ( فأتبعه شهاب مبين ) في سورة الحجر .
والثاقب : الخارق أي الذي يترك ثقبا في الجسم الذي يصيبه أي ثاقب له . وعن ابن عباس : الشهاب لا يقتل الشيطان الذي يصيبه ولكنه يحترق ويخبل أي يفسد قوامه فتزول خصائصه فأن فإن لم يضمحل فإنه يصبح غير قادر على محاولة استراق السمع مرة أخرى أي إلا من تمكن من الدنو إلى محل يسمع فيه كلمات من كلمات الملأ الأعلى فيردف بشهاب يثقبه فلا يرجع إلى حيث صدر وهذا من خصائص ما بعد البعثة المحمدية .
وقد تقدم الكلام على استراق السمع عند قوله تعالى ( وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم ) في سورة الشعراء