وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

هذه الجملة تنتزل من جملة ( رب السماوات والأرض وما بينهما ) منزلة الدليل على أنه رب السماوات . واقتصر على ربوبية السماوات لأن ثبوتها يقتضي ربوبية الأرض بطريق الأولى .
وأدمج فيها منة على الناس بأن جعل لهم في السماء زينة الكواكب تروق أنظارهم فإن محاسن المناظر لذة للناظرين قال تعالى ( ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون ) ومنه على المسلمين بأن جعل في تلك الكواكب حفظا من تلقي الشياطين للسمع فيما قضى الله أمره في العلم العلوي لقطع سبيل اطلاع الكهان على بعض ما سيحدث في الأرض فلا يفتنوا الناس في الإسلام كما فتنوهم في الجاهلية وليكون ذلك تشريفا للنبي ( ص ) بأن قطعت الكهانة عند إرساله وللإشارة إلى أن فيها منفعة عظيمة دينية وهي قطع دابر الشك في الوحي كما أن فيها منفعة دنيوية وهي للزينة والاهتداء بها في ظلمات البر والبحر .
والكواكب : الكريات السماوية التي تلمع في الليل عدا الشمس والقمر . وتسمى النجوم وهي أقسام : منها العظيم ومنها دونه فمنها الكواكب السيارة ومنها الثوابت ومنها قطع تدور حول الشمس . وفي الكواكب حكم منها أ تكون زينة للسماء في الليل فالكواكب هي التي بها زينت السماء . فإضافة ( زينة ) إلى ( الكواكب ) إن جعلت ( زينة ) مصدرا بوزن فعله مثل نسبة كانت من إضافة المصدر إلى فاعله أي زانتها الكواكب أو إلى المفعول أي بزينة الله الكواكب أي جعلها زينا .
وإن جعلت ( زينة ) اسما لما يتزين به مثل قولنا : ليقة لما تلاق به الدواة فالإضافة حقيقية على معنى ( من ) الابتدائية أي زينة حاصلة من الكواكب . وأيا ما كان فإقتحام لفظ ( زينة ) تأكيد والباء للسببية أي زينا السماء بسبب زينة الكواكب فكأنه قيل : إنا زينا السماء الدنيا بالكواكب تزيينا فكان ( بزينة الكواكب ) في قوة : بالكواكب تزيينا فقوله ( بزينة ) مصدر مؤكد لفعل ( زينا ) في المعنى ولكن حول التعليق فجعل ( زينة ) هو المتعلق ب ( زينا ) ليفيد معنى التعليل ومعنى الإضافة في تركيب واحد على طريقة الإيجاز لأنه قد علم أن الكواكب زينة من تعليقه بفعل ( زينا ) من غير حاجة إلى إعادة ( زينة ) لولا ما قصد من معنى التعليل والتوكيد .
والدنيا : أصله وصف هو مؤنث الأدنى أي القربى . والمراد : قربها من الأرض أي السماء الأولى من السماوات السبع .
ووصفها بالدنيا : A E إما لأنها أدنى إلى الأرض من بقية السماوات والسماء الدنيا على هذا هي الكرة التي تحيط بكرة الهواء الأرضية وهي ذات أبعاد عظيمة . ومعنى تزيينها بالكواكب والشهب على هذا أن الله جعل الكواكب والشهب سابحة في مقعر تلك الكرة على أبعاد مختلفة ووراء تلك الكرة السماوات السبع محيط بعضها ببعض في أبعاد لا يعلم مقدار سعتها إلا الله تعالى . ونظام الكواكب المعبر عنه بالنظام الشمسي على هذا من أحوال السماء الدنيا ولا مانع من هذا لأن هذه اصطلاحات والقرآن صالح لها ولم يأت لتدقيقها ولكنه لا ينافيها . والسماء الدنيا على هذا هي التي وصفت في حديث الإسراء بالأولى .
وإما لأن المراد بالسماء الدنيا الكرة الهوائية المحيطة بالأرض وليس فيها شيء من الكواكب ولا من الشهب وأن الكواكب والشهب في أفلاكها وهي السماوات الست والعرش فعلى هذا يكون النظام الشمسي كله ليس من أحوال السماء الدنيا . ومعنى تزيين السماء الدنيا بالكواكب والشهب على هذا الاحتمال أن الله تعالى جعل أديم السماء الدنيا قابلا لاختراق أنوار الكواكب في نصف الكرة السماوية الذي يغشاه الظلام من تباعد نور الشمس عنه فتلوح أنوار الكواكب متلألئة في الليل فتكون تلك الأضواء زينة للسماء الدنيا تزدان بها .
والآية صالحة للاحتمالين لأنها لم يثبت فيها إلا أن السماء الدنيا تزدان بزينة الكواكب وذلك لا يقتضي كون الكواكب سابحة في السماء الدنيا . فالزينة متعلقة بالناس والأشياء التي يزدان بها الناس مغايرة لهم منفصلة عنهم ومثله قولنا : ازدان البحر بأضواء القمر .
وقرأ الجمهور ( بزينة الكواكب ) بإضافة ( زينة ) إلى ( الكواكب ) . وقرأ حمزة ( بزينة الكواكب ) بتنوين ( زينة ) وجر ( الكواكب ) على أن ( الكواكب ) بدل من ( زينة ) . وقرأه أبو بكر عن عاصم بتنوين ( زينة ) ونصب ( الكواكب ) على الاختصاص بتقدير : أعني