وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمراد ب ( التاليات ) ما يتلونه من تسبيح وتقديس لله تعالى لأن ذلك التسبيح لما كان ملقنا من لدن الله تعالى كان كلامهم بها تلاوة . والتلاوة : القراءة وتقدمت في قوله تعالى ( واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان ) في البقرة وقوله ( وإذا تليت عليهم آياته ) في الأنفال .
والذكر ما يتذكر به من القرآن ونحوه وتقدم في قوله ( وقالوا يأيها الذي نزل عليه الذكر ) في سورة الحجر .
وما تفيده الفاء من ترتيب معطوفها يجوز أن يكون ترتيبها في الفصل بأن يراد أن الزجر وتلاوة الذكر أفضل من الصف لأن الاصطفاف مقدمة لها ووسيلة والوسيلة دون المتوسل إليه و أن تلاوة الذكر أفضل من الزجر باعتبار ما فيها من إصلاح المخلوقات المزجورة بتبليغ الشرائع إن كانت التلاوة تلاوة الوحي الموحى به للرسل أو بما تشتمل علية التلاوة من تمجيد الله تعالى فإن الأعمال تتفاضل تارة بتفاضل متعلقاتها .
و قد جعل الله الملائكة قسما و سطا من أقسام الموجودات الثلاثة باعتبار التأثير والتأثير . فأعظم الأقسام المؤثر الذي لا يتأثر وهو واجب الوجود سبحانه وأدناها المتأثر الذي لا يؤثر وهو سائر الأجسام والمتوسط الذي يؤثر ويتأثر وهذا هو قسم المجردات من الملائكة والأرواح فهي القابلة للأثر عن عالم الكبرياء الإلهية وهي تباشر التأثير في عالم الأجسام . وجهة قابليتها الأثر من عالم الكبرياء مغايرة لجهة تأثيرها في عالم الأجسام وتصرفها فيها فقوله ( فالزاجرات زجرا ) إشارة إلى تأثيرها وقوله ( فالتاليات ذكرا ) إشارة إلى تأثرها بما يلقى إليها من أمر الله فتتلوه وتتعبد بالعمل به .
وجملة ( إن إلاهكم لواحد ) جواب القسم ومناط التأكيد صفة ( واحد ) لأن المخاطبين كانوا قد علموا أن لهم إلاها ولكنهم جعلوا عدة آلهة فأبطل اعتقادهم بإثبات أنه واحد غير متعدد وهذا إنما يقتضي نفي الإلهية عن المتعددين وأما اقتضاؤه تعيين الإلهية لله تعالى فذلك حاصل لأنهم لا ينكرون أن الله تعالى هو الرب العظيم ولا كنهم جعلوا له شركاء فحصل التعدد في مفهوم الآله فإذا بطل التعدد تعين انحصار الإلهية في رب واحد هو الله تعالى .
( رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق [ 5 ] ) أتبع تأكيد الإخبار عن وحدانية الله تعالى بالاستدلال على تحقيق ذلك الإخبار لأن القسم لتأكيده لا يقنع المخاطبين لأنهم مكذبون من بلغ إليهم القسم فالجملة استئناف بياني لبيان الإله الواحد مع إدماج الاستدلال على تعيينه بذكر ما هو من خصائصه المقتضي تفرده بالإلهية .
A E فقوله ( رب السماوات والأرض ) خبر لمبتدأ محذوف . والتقدير : هو رب السماوات أي إلاهكم الواحد هو الذي تعرفونه بأنه رب السماوات والأرض إلى آخره .
فقوله ( رب السماوات والأرض ) خبر لمبتدأ محذوف جرى حذفه على طريقة الاستعمال في حذف المسند إليه من الكلام الوارد بعد تقدم حديث عنه كما نبه عليه صاحب المفتاح .
فأن المشركين مع غلوهم في الشرك لم يتجرأوا على ادعاء الخالقية لأصنامهم ولا التصرف في العوالم العلوية وكيف يبلغون إليها وهم لقى على وجه الأرض فكان تفرد الله بالخالقية أفحم حجة عليهم في بطلان إلهية الأصنام .
وشمل ( السماوات والأرض وما بينهما ) جميع العوالم المشهودة للناس بأجرامها وسكانها والموجودات فيه .
وتخصيص ( المشارق ) بالذكر من بين ما بين السماوات والأرض لأنها أحوال مشهودة كل يوم .
وجمع ( المشارق ) باعتبار اختلاف مطلع الشمس في أيام نصف سنة دورتها وهي السنة الشمسية وهي مائة وثمانون شرقا باعتبار أطول نهار في السنة الشمسية وأقصره مكررة مرتين في السنة ابتداء من الجوع الشتوي إلى الرجوع الخريفي وهي مطالع متقاربة ليست متحدة فأن المشرق اسم لمكان شروق الشمس وهو ظهورها فإذا راعوا الجهة دون الفصل قالوا : المشرق بالإفراد وإذا روعي الفصلان الشتاء والصيف قيل : رب المشرقين على أن جمع المشارق قد يكون بمراعاة اختلاف المطالع في مبادىء الفصول الأربعة . والآية صالحة للاعتبارين ليعتبر كل فريق من الناس بها على حسب مبالغ عملهم .
( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب [ 6 ] و ؟ حفظا من كل شيطان مارد [ 7 ] )