وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولاحي : مستعار لكامل العقل وصائب الإدراك وهذا تشبيه بليغ أي من كان مثل الحي في الفهم .
والمقصود منه : التعريض بالمعرضين عن دلائل القرآن بأنهم كالأموات لا انتفاع لهم بعقولهم كقوله تعالى ( إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين ) .
وعطف ( ويحق القول على الكافرين ) على ( لتنذر ) عطف المجاز على الحقيقة لأن اللام النائب عنه واو العطف ليس لام تعليل ولكنه لام عاقبة كاللام في قوله تعالى ( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ) . ففي الواو استعارة تبعية وهذا قريب من استعمال المشترك في معنييه . وفي هذه العاقبة احتباك إذ التقدير : لتنذر من كان حيا فيزداد حياة بامتثال الذكر فيفوز ومن كان ميتا فلا ينتفع بالإنذار فيحق عليه القول كما قال تعالى في أول السورة ( إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمان بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم ) فجمع له بين الإنذار ابتداء والبشارة آخرا .
والقول : هو الكلام الذي جاء بوعيد من لم ينتفعوا بإنذار الرسول A .
والمراد بالكافرين : المستمرون على كفرهم وإلا فإن الإنذار ورد للناس أول ما ورد وكلهم من الكافرين .
وفي ذكر الإنذار عود إلى ما ابتدئت به السورة من قوله ( لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم ) فهو كرد العجز على الصدر وبذلك تم مجال الاستدلال عليهم وإبطال شبههم وتخلص إلى الامتنان الآتي فغي قوله ( أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما ) إلى قوله ( أفلا يشكرون ) .
( أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون [ 71 ] وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون [ 72 ] ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون [ 73 ] ) بعد أن انقضى إبطال معاقد شرك المشركين أحد الكلام يتطرق غرض تذكيرهم بنعم الله تعالى عليهم وكيف قابلوها بكفران النعمة وأعرضوا عن شكر المنعم وعبادته واتخذوا لعبادتهم آلة زعما بأنها تنفعهم وتدفع عنهم وأدمج في التذكير بأن الأنعام مخلوقة بقدرة الله .
فالجملة معطوفة عطف الغرض على الغرض .
والاستفهام : إنكار وتعجيب من عدم رؤيتهم شواهد النعمة فإن كانت الرؤية قلبية كان الإنكار جاريا على مقتضى الظاهر وإن كانت الرؤية بصرية فالإنكار على خلاف مقتضى الظاهر بتنزيل مشاهدتهم تلك المذكورات منزلة عدم الرؤية لعدم جريهم على مقتضى العلم بتلك المشاهدات الذي ينشأ عن رؤيتها ورؤية أحوالها وعلى الاحتمالين فجملة الفعل المنسبك بالمصدر سادة مسد المفعولين للرؤية القلبية أو المصدر المنسبك منها مفعول للرؤية البصرية .
A E وفي خلال هذا الامتنان إدماج شيء من دلائل الانفراد بالتصرف في الخلق المبطلة لإشراكهم إياه غيره في العبادة وذلك في قوله ( أنا خلقنا ) وقوله ( مما عملت أيدينا ) وقوله ( وذللناها ) وقوله ( ولهم فيها منافع ومشارب ) لأن معناه : أودعنا لهم في أضراعها ألبانا يشربونها وفي أبدانها أوبارا وأشعارا ينتفعون بها .
وقوله ( لهم ) هو محل الامتنان أي لأجلهم فإن جميع النافع التي على الأرض خلقها الله لأجل الإنسان بها تكرمة له كما تقدم في قوله تعالى ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ) في سورة البقرة