وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وما بني عليه أسلوب القرآن من تساوي الفواصل لا يجعلها موازية للقوافي كما يعلمه أهل الصناعة منهم وكل من زاول مبادئ القافية من المولدين ولا أحسبهم دعوه شعرا إلا تعجلا في الإبطال أو تمويها على الإغفال فأشاعوا في العرب أن محمدا A شاعر وأن كلامه شعر وينبني عن هذا الظن خبر أنيس بن جنادة الغفاري أخي أبي ذر فقد روى البخاري عن ابن عباس ومسلم عن عبد الله ابن الصامت يزيد أحدهما على الآخر قالا ( قال أبو ذر لأخيه : اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء واستمع من قوله ثم ائتني فانطلق الأخ حتى قدم وسمع من قوله ثم رجع إلى أبي ذر فقال له : رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلاما ما هو بالشعر . قال أبو ذر : فما يقول الناس ؟ قال : يقولون شاعر كاهن ساحر . وكان أنيس أحد الشعراء قال أنيس : لقد سمعة قول الكهنة فما هو بقولهم ولقد وضعت قوله على إقراء الشعر فما يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون ) ثم اقتص الخبر عن إسلام أبي ذر ويطهر أن ذلك كان في أول البعثة .
ومثله خبر الوليد بن المغيرة الذي رواه البيهقي وابن إسحاق " أنه جمع قريشا عند حضور الموسم ليتشاوروا في أمر النبي A فقال لهم : إن وفود العرب ترد عليكم فأجمعوا فيه رأيا لا يكذب بعضكم بضا فقالوا : نقول كاهن ؟ فقال : والله ما هو بكاهن وما هو بزمزمته ولا بسجعه قالوا : نقول مجنون ؟ فقال : والله ما هو بمجنون ولا بخنقه ولا وسوسته فذكر ترددهم في وصفه إلى أن قالوا : نقول شاعر ؟ قال : ما هو بشاعر قد عرفت الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومبسوطه ومقبوضه وما هو بشاعر... " إلى آخر القصة .
فمعنى ( وما علمناه الشعر ) : وما أوحينا إليه شعرا علمناه إياه .
وليس المراد أن الله لم يجعل في طبع النبي القدرة على نظم الشعر لأن تلك المقدرة لا تسمى تعليما حتى تنفى وإنما يستفاد هذا المعنى من قوله بعده ( وما ينبغي له ) وسنتكلم عليه قريبا .
وقد اقتضت الآية نفي أن يكون القرآن شعرا وهذا الاقتضاء قد أثار مطاعن للملحدين ومشاكل للمخلصين وإذ وجدت فقرات قرآنية استكملت ميزان بحور من البحور الشعرية بعضها يلتئم منه بيت كامل وبعضها يتقوم منه مصراع واحد ولا تجد أكثر من ذلك فهذا يلزم منه وقوع الشعر . في آي القرآن .
A E وقد أثار الملاحدة هذا المطعن فلذلك تعرض أبو بكر الباقلاني إلى دحضه في كتابه إعجاز القرآن وتبعه السكاكي وأبو بكر بن العربي فأما الباقلاني فانفرد برد قال فيه : إن البيت المفرد لا يسمى شعرا بله المصراع الذي لا يكمل به بيت . وأرى هذا غير كاف هنا لأنه لا يستطاع نفي مسمى الشعر عن المصراع وأولى عن وقال السكاكي في آخر مبحث رد المطاعن عن القرآن من كتاب مفتاح العلوم " إنهم يقولون أنتم في دعواكم أن القرآن كلام الله وقد علمه محمدا A على أحد أمرين : إما أن الله تعالى جاهل لا يعلم ما الشعر وإما أن الدعوى باطلة وذلك أن في قرآنكم ( وما علمناه الشعر ) وأنه يستدعي أن لا يكون فيما علمه شعر " .
ثم إن في القرآن من جميع البحور شعرا : فمن الطويل من صحيحه ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) .
ومن مخرومه ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ) .
ومن بحر المديد ( واصنع الفلك بأعيننا ) .
ومن بحر الوافر ( ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ) .
ومن بحر الكامل : ( والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) .
ومن بحر الهجز من مخرومه : ( تالله لقد آثرك الله علينا ) .
ومن بحر الرجز ( دانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا ) .
ومن بحر الرمل ( وجفان كالجواري وقدرو راسيات ) ونظيره ( ورفعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ) .
ومن بحر المنسرح ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة ) .
ومن بحر الخفيف ( أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ) ومنه ( لا يكادون يفقهون حديثا ) ونحوه ( قال يا قوم هؤلاء بناتي ) .
ومن بحر المضارع من مخرومه ( يوم التناد يوم تولون مدبرين ) .
ومن بحر المقتضب ( في قلوبهم مرض ) .
ومن بحر المتقارب ( وأملي لهم إن كيدي متين )